الصدفة وحدها كانت كافية لكشف جريمة عامل استخرج بطاقة الرقم القومى باسم شقيقه طمعا فى العقار الذى يملكه الأخ الأكبر، إلا أن أحلامه فى تحقيق ثروة هائلة تبخرت عندما نشأت علاقة عاطفية بين ابن الأخ الأكبر وابنة الأصغر وأمام المأذون تبين أنهما يحملان اسم أب واحد ليكتشف الأخ الأكبر أن شقيقه استخرج بطاقة رقم قومى بالاسم نفسه بعدما تخطى السبعين من العمر. أسباب عديدة دفعت الأخ الأصغر لاستعمال الاسم نفسه لشقيقه الأكبر، الذى سرد كواليس سبعين عاما من العمر عاشها دون أن يدرى بالواقعة، حيث لم يتخيل يوما أن أطماع الأخ ستصل لهذه الدرجة لينتهى الأمر برمته فى نيابة البساتين. التقت اليوم السابع ب«محمد.أ.م،72 سنة» على المعاش، حيث سرد تفاصيل الواقعة كاملة منذ ميلاده بقرية أولاد إسماعيل فى المراغة بمحافظة سوهاج فى 27 أغسطس 1939 وما إن أدى خدمته العسكرية حتى قرر السفر إلى القاهرة للعمل فيها، فى حين أن والده أطلق الاسم نفسه على نجله الثانى ليحمل الاثنان اسما واحدا ليهرب الثانى من أداء الخدمة العسكرية، ولم يدر الأب عواقب الأمر. استطاع الأخ الأكبر «محمد» أن يشترى عقارا ويكون ثروة معتمدا على نفسه دون أن تربطه أية صله بشقيقه الأصغر وتزوج الاثنان وأنجب كل واحد منهما 5 أولاد، كانوا بمثابة القاسم المشترك بين الشقيقين، وبدأ الأولاد إصلاح ما أفسده الآباء حريصين على صلة الرحم، وأثمر ذلك عن وجود علاقة عاطفية بين ابن الأخ الأكبر ونجلة عمه اتفقا فيها على الزواج وبدآ ينسجان أحلاما وردية ويحددان ملامح البيت السعيد دون أن يدريا أن والديهما يحملان الاسم نفسه وأمام المأذون تبين أن بطاقتى الوالدين تحملان الاسم نفسه والبيانات عدا تاريخ الميلاد. اكتشف «محمد» أن أطماع شقيقه جعلته يتستر على الأمر ليستولى على أملاكه بعد وفاته خاصة أنه يحمل نفس اسمه، وكانت الكارثة الكبرى عندما ذهب إلى سجل مدنى البساتين لتجديد بطاقة الرقم القومى فاكتشف أنها مدون عليها بياناته الشخصية بينما تحمل الصورة الشخصية لشقيقه، وهو الأمر الذى جن جنونه ودفعه بالتقدم ببلاغ إلى نيابة البساتين حمل رقم 12600، حيث أمر مصطفى نايل وكيل النيابة بإشراف محمد عبدالمنعم مدير النيابة بسرعة تصحيح بيانات الشقيقين، بعدما وجد أولاد العم العشرة أنفسهم أشقاء بناء على بيانات بطاقات الرقم القومى.
