هب المسلمون والمسيحيون على قلب رجل واحد ضد الحادث الإجرامى والإرهابى الذى وقع ليلة رأس السنة الميلادية أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية، وراح ضحيته عشرات من المسلمين والمسيحيين، وكان الحادث إرهابياً بامتياز ضد كل الشعب المصرى، وبقدر ما أخذ بعداً طائفياً، إلا أن طبيعته وتوقيته وأهدافه أكدت على أننا أمام رغبة خبيثة من جهات تريد لمصر الوقوع فى براثن الفتنة الطائفية، وكان سماحة البابا شنودة هو أكثر الواعين لهذا الخطر، ولهذا جاءت كلماته المعبرة وبقوة للإعلامى عبد اللطيف المناوى. وفى سياق ردود الأفعال، هب المسلمون فى دعواتهم بالذهاب إلى الكنائس يوم احتفال المسيحيين بأعياد الميلاد المجيدة، وذلك من أجل التأكيد للعالم بأننا مسلمين ومسيحيين يربطنا نسيج واحد فى وطن واحد، وأن ما حدث فى الإسكندرية، مواجهته فرض عين على كل مصرى. وفى الوقت الذى ينتظر المسلمون يوم عيد الميلاد للاحتفال مع المسيحيين، خرجت علينا قناة "الجزيرة" بخبر غريب عن أن الكنيسة المصرية اعتذرت عن استقبال المسلمين فى هذا اليوم، وهو الخبر الذى ليس له أساس من الصحة. ولأن الخبر ليس صحيحاً، فالمعنى فى بثه يحمل أهدافا خبيثة، تتنافى جميعها مع كل الدعوات الرامية للتهدئة، والداعية إلى التيقظ ممن يريدون إشعال الفتنة فى مصر، وتصوير الوضع وكأنه أصبح فى مصر شعبين وبلدين. لماذا فعلت الجزيرة ذلك؟، سؤال ربما يقلب أوجاعاً قديمة فى مسألة صورة القناة أمام الشعب المصرى، ويجعلها من جديد طرفاً ليس محايداً فى قضاياه السياسية، ومع الأخذ فى الاعتبار أن كل من يعمل فى الحقل الإعلامى يهمه السبق الصحفى، لكن الحقيقة تكمن فى أن هذا الخبر لا ينتمى إلى هذا النوع، أولا لأنه ليس صحيحا، وثانيا لأن الجزيرة فيما يبدو أرادت أن تجرى إلى ميدان جديد فى التحريض الذى لا يقوم على أى سند من الحقيقة. وفى النهاية، نعيد التأكيد على أن كل المسلمين فى مصر على قلب رجل واحد مع المسيحيين من أجل سد كل المنافذ التى يتسرب منها المحرضون ضد المصلحة العامة.