ليست الأحداث الأليمة التى جرت فى مطلع العام الجديد أمام كنيسة القديسين بالإسكندرى بالشىء الهين، بل هى صدمة كبيرة على الجميع، سواء مسلمين أو مسيحيين، فكلنا شركاء وطن واحد، نتعايش معاً ونحافظ ونساعد بعضنا البعض. بكل أسف أصبح العديد من الجهات الخارجية تحاول التلاعب بأمن مصرنا جميعاً، كما تحاول خلق الفتن الطائفية وإشاعة الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، الوطن الذى من أفضل صفاته على مر العصور أنه وطن متماسك بكل أطيافه المختلفة. لقد عرفت بالحادث قبل ذهابى لصلاة الفجر مباشرة ووقع علىّ خبر التفجيرات صادماً وأثار داخلى العديد من المشاعر الجياشة تجاه مواساة الأقباط على مصابهم الجلل، والذى يأتى فى يوم يتخذونه عيداً ليفرحوا به، وبكل أسف حولته الأيادى الآثمة إلى حزن للعديد منهم بل للشعب المصرى بالكامل، وبعدما صلينا الفجر بدأ الدعاء لأهلنا من الضحايا وذويهم سواء من المسلمين أو الأقباط بالصبر ودخول الجنة. هؤلاء جميعاً ضحايا أبرياء، لا يملكون من الأمر شيئا، ولا أستبعد أن يكون الأمر بتدبير من مخابرات دول أخرى أو جماعات متطرفة لا تمت لأى دين بصلة، لأن أى جماعة تتبع دينا سماويا لا يمكن أبداً أن تبيح دماء الأبرياء، أو تتخذ الاعتداء عليهم سبيلاً لتحقيق أى أهداف. أدعو حكوماتنا إلى عدم ترك هؤلاء الإرهابيين طلقاء أو السماح لهم بالمغادرة دون القبض عليهم وتطبيق أقصى عقاب عليهم. وأدعو القساوسة ورجال الدين المسيحى وعلماءنا ومشايخنا المسلمين لتكثيف دروس وخطب وعظات لتوضيح أحكام التعامل مع أهل الديانات المختلفة للناس عامة وللشباب خاصة حتى لا يقع أى منهم فرائس لتحالفات لا تهتم سوى بالنيل من وحدة وأمن هذا الوطن.