الأخوة والأخوات أعضاء وقيادات الحزب الوطنى الديمقراطى.. - الضيوف الأعزاء.. - السيدات والسادة.. أرحب بكم جميعا.. ويسعدنى أن أتحدث إليكم فى مستهل مؤتمرنا السنوى السابع، أعرب لكم عن تهنئتى بالأداء المتميز للحزب ومرشحيه فى الانتخابات الأخيرة لمجلس الشعب.. وأتطلع معكم لمؤتمر ناجح.. ومناقشات مفيدة لقضايا الوطن والمواطنين.. تعزز عطاء الحزب من أجل مصر وشعبها.. تعطى عملنا الحزبى والوطنى دفعة جديدة إلى الأمام.. وتؤكد دور الحزب الوطنى الديمقراطى ..كحزب للأغلبية. نلتقى معا اليوم.. بالعديد من أعضاء الحزب وكوادره وقياداته.. وممثلى الوحدات الحزبية والهيئة البرلمانية.. جاءوا من كافة المحافظات.. تجمعنا معا مسيرة العمل الوطنى والحزبى.. والاجتهاد فى خدمة الوطن. إننى أعبر لهم.. ولكم جميعا.. عن مشاعر الاعتزاز والتقدير، أشد على أيدى رموز الحزب وأعضائه ممن تواصل عطاؤهم عبر السنوات الماضية.. وأتوجه بالتحية لشباب الحزب وشاباته.. طليعة تطويره.. ومصدر قوته وحيويته المتجددة. نلتقى اليوم.. بعد انتخابات حاسمة لمجلس الشعب.. استعد لها الحزب منذ عام 2005 بتطوير متواصل على المستوى التنظيمى وجهود جادة لتنفيذ برنامجه خلال السنوات الخمس الماضية وبرنامج طموح للسنوات الخمس المقبلة. إننى أتوجه بالإشادة لما كشفت عنه هذه الانتخابات من مستوى رفيع للالتزام الحزبى.. وأتوجه بالتحية لقيادات الحزب وكوادره لمن تم ترشيحهم ولمن لم يرشحهم الحزب وأتوجه بالتهنئة لمن فاز من مرشحى الحزب مع تمنياتى بنتائج أفضل فى المستقبل لمن لم يحالفهم التوفيق. لقد جاءت نتائج الانتخابات لتثبت من جديد أن العمل الحزبى يظل رهنا بالتواصل مع الشارع المصرى بمشاكله وهمومه وآماله وبقدر ما تحققه الأحزاب من تطوير وإصلاح فى هياكلها وبنائها المؤسسى وكوادرها وفيما تطرحه من فكر ورؤى وبرامج عملية قابلة للتنفيذ. لقد أثبت الحزب دائما انفتاحه على كل فكر جديد يعى واقع المجتمع المصرى وينحاز لمصالح الوطن والمواطنين، خضنا بهذا الفكر الجديد الانتخابات التشريعية عام 2005 ببرنامج حاز ثقة الشعب وخضنا به الانتخابات البرلمانية الأخيرة ببرنامج طموح يبنى على ما حققناه حتى الآن.. يعى شواغل وهموم وأولويات المواطنين ويحتضن آمالهم وتطلعاتهم للحاضر والمستقبل الأفضل. خضنا انتخابات مجلس الشعب مدركين كعهدنا أن العمل الحزبى والوطنى مسئولية وعطاء، نعلم تماما أن ما حققه الحزب من أغلبية كبيرة تقابله مسئولية كبرى داخل البرلمان وخارجه خلال المرحلة المقبلة نمضى بتجربتنا الديمقراطية خطوات للأمام نؤمن بأن الديمقراطية ثقافة نسعى لنشرها وممارسة تتدعم قواعدها وسلوكياتها عاما بعد عام. وأقول مخلصا.. إننا فى الحزب الوطنى ننأى بأنفسنا عن احتكار العمل الوطنى والحزبى، نتطلع لتعزيز التعددية والمنافسة الشريفة ونشجع على ذلك ونسعى إليه. نواصل العمل فى خدمة الوطن والمواطنين.. نجتهد من أجل العطاء لمصر والمصريين ونرحب بكل اجتهاد يدفع بنا وبشعبنا ووطننا إلى الأمام. -الإخوة والأخوات.. لقد بدأنا مع مطلع هذا العقد برنامجا شاملا للإصلاح.. وفق رؤية إستراتيجية واضحة ومحددة، وضعنا الأسس اللازمة لبناء دولة مدنية حديثة.. بإصلاح سياسى طور بنيتنا الدستورية والتشريعية، كانت التعديلات الدستورية نقطة تحول جوهرية فى مسيرة الديمقراطية على أرض مصر، تعديلات هى الأكبر والأشمل فى تاريخنا المعاصر.. أرست مفهوم المواطنة كأساس للحقوق والواجبات.. فى مجتمع مدنى حديث.. يحقق المساواة بين كل المصريين.. بغض النظر عن الدين أو العقيدة أو أى اعتبار آخر. تعديلات دستورية.. فتحت الباب - ولأول مرة فى تاريخنا - لكى ينتخب المصريون رئيسهم بالاقتراع الحر المباشر.. حققت المزيد من التوازن بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.. وأفسحت المجال للأحزاب السياسية للمشاركة فى عملية التحول الديمقراطى.. ولتصبح محورها ومحركها. إصلاح دستورى.. أتاح آفاقا جديدة لمشاركة المرأة فى الحياة السياسية.. لتحتل مكانتها فى العمل السياسى.. ولتتوج المكتسبات التى حققتها المرأة المصرية عبر مسيرتها.. كما عزز هذا الإصلاح مفهوم اللامركزية.. واستقلال القضاء. وفضلا عما حققناه من إصلاح سياسى.. فقد قام برنامجنا للاصلاح الاقتصادى على تحول هام وجذرى.. لإعادة صياغة دور الدولة من كونها المحرك الأوحد للنشاط الاقتصادى.. والمصدر الرئيسى للتشغيل.. إلى دور جديد ومتطور.. يضع الأطر المنظمة للنشاط الاقتصادى.. يفسح المجال للقطاع الخاص.. يتابع ويراقب أداء الاقتصاد.. ويعنى بتصحيح مساره. اتبعنا منهجا حديثا ومتطورا للإصلاح الاقتصادى.. عزز البنية الأساسية والتشريعية الجاذبة للاستثمار.. أفسح المجال للقطاع الخاص المصرى والعربى والأجنبى.. ووضع ضوابط واضحة للمنافسة، إصلاح عالج التشوهات الهيكلية فى اقتصادنا.. بمنظومة متكاملة من السياسات والتشريعات فى النظام الضريبى والنظام المصرفى.. مهدت لتحقيق معدلات غير مسبوقة من النمو الاقتصادى.. فاقت فى متوسطها ما تحقق فى ثلاثة عقود. اجتزنا أزمة اقتصادية طاحنة واجهها العالم زعزعت اقتصادات العديد من الدول المتقدمة.. وحافظنا على مكانتنا كقوة اقتصادية ناشئة باقتصاد عززت قدرته خطوات الإصلاح يقوم على أسس راسخة تكفل له النمو المتواصل. شهد النمو فى قطاع الصناعة معدلات متزايدة خلال السنوات الخمس الماضية وتضاعفت صادراتنا بمختلف مصادرها البترولية وغير البترولية، شهدت قطاعات السياحة والتجارة الخارجية طفرة كبيرة وفتحنا المجال لأنشطة صناعية وتجارية جديدة تخدم احتياجات مجتمعاتنا المحلية لفرص العمل والنمو الاقتصادى ورفع مستوى المعيشة. لقد خضنا هذه التحولات الاقتصادية الكبرى وعيوننا على غير القادرين من أبناء الشعب واخترنا البديل الصعب عندما اتبعنا منهجا متأنيا للاصلاح يحفظ التوازن بين فئات المجتمع حتى لا يدفع غير القادرين الفاتورة الباهظة للتحول الاقتصادى فكانت تحولاتنا الاقتصادية مدفوعة ومدعومة على الدوام بسياسات موازية لتحقيق العدالة الاجتماعية ورعاية الفئات المحرومة والأكثر احتياجا. كان البعد الاجتماعى - وسيظل - المحور الأساسى المحرك لكافة سياساتنا الاقتصادية، وضعنا سياسات واضحة لتحقيق العدالة الاجتماعية ولتوسيع شبكة الضمان الاجتماعى، اتبعنا سياسات محددة لاستهداف الفقر تقوم على تمكين غير القادرين والأخذ بيدهم للخروج من دائرته ومعاناته. نجحنا فى مضاعفة الأجور والمعاشات ومضاعفة المستفيدين من شبكة الضمان الاجتماعى وكان هدفنا دائما - وسيظل - تحسين أحوال المعيشة للفئات محدودة الدخل لتصل إليهم ثمار التحول الاقتصادى والنمو والتنمية. وضعنا صعيد مصر فى قلب أولوياتنا وأقمنا مناطق صناعية ومشروعات كبرى للمرافق والخدمات والبنية التحتية وإمدادات الغاز غيرت وجه الحياة فى صعيد مصر ووضعته على مشارف انطلاقة تنموية واقتصادية غير مسبوقة.