استمرار فعاليات مشروع "1000 مُعلم كنسي" بحلوان    أسعار مواد البناء اليوم الجمعة في الأسواق.. كم يبلغ طن الأسمنت؟    وزير الاستثمار في جلسة نقاشية بلندن: تحويل اقتصاد مصر إلى نموذج قائم على التصدير    وكيل زراعة الغربية يتفقد الزراعات القائمة وتطهير المساقى بطنطا والمحلة    جمعية الخبراء: نؤيد وزير الاستثمار في إلغاء ضريبة الأرباح الرأسمالية في البورصة    محافظ قنا ونائبه يتابعان تنفيذ فعاليات مبادرة بداية جديدة بقرية "هو"    مراسلة القاهرة الإخبارية: صافرات الإنذار تدوي بإسرائيل أكثر من 30 مرة    بعد 57 عاما.. جنازة عسكرية لأحد شهداء حرب 1967 عُثر على رفاته بسيناء    الليلة.. فراعنة اليد للكراسي المتحركة تواجه الديوك الفرنسية في نصف نهائي المونديال    أرني سلوت يصدم نجم ليفربول    ضبط شخصين بالإسكندرية حاولا غسل 80 مليون جنيه حصيلة اتجار بالنقد الأجنبي    لحظة وصول الشيخ التيجاني إلى النيابة للتحقيق معه (صور)    تسرب غاز وراء اشتعال حريق بمنزل وإصابة سيدة في البدرشين    مدارس الوادي الجديد جاهزة لانطلاق الدراسة الأحد المقبل    دياموند أبوعبود ترد على انتقاد منى زكي في أصحاب ولا أعز: فيلم يكسر الخطوط الحمراء    قصة «لعل الله يراني» للفنانة سهر الصايغ.. يعرض بمهرجان الإسكندرية السينمائي    إعلام إسرائيلى: تضرر 50 منزلا فى مستوطنة المطلة إثر قصف صاروخى من لبنان    نائب محافظ الأقصر يشارك فى ختام الأنشطة الصيفية بمكتبة مصر ضمن "بداية".. صور    إطلاق الإعلان التشويقي الرسمي لفيلم بنسيون دلال (فيديو)    فضل الدعاء يوم الجمعة لرفع البلاء وتحقيق الطمأنينة    واعظ بالأوقاف: القدوة أهم شيء لغرس الأخلاق والتربية الصالحة بالأولاد    طريقة عمل الكيكة بدون بيض ولبن.. أسرار وتركات المطاعم    ضمن مبادرة «بداية» .. إطلاق النسخة الأولى من التطبيق الإلكتروني ل«100 مليون صحة»    العرض الأول لفيلم "لعل الله يراني" للفنانة سهر الصايغ بالدورة ال40 لمهرجان الإسكندرية السينمائي    مفتي الجمهورية يشارك في أعمال المنتدى الإسلامي العالمي بموسكو    بتكلفة 7.5 مليون جنيه: افتتاح 3 مساجد بناصر وسمسطا وبني سويف بعد إحلالها وتجديدها    جميل عفيفي: إقامة جنازة عسكرية لأحد شهداء 67 تكريم لكل أبطال الدولة المصرية    موعد مباراة أوجسبورج وماينز في الدوري الالماني والقنوات الناقلة    دبلوماسي سابق: المجتمع الدولي يدرك أهمية حل القضية الفلسطينية    خالد عبدالغفار: التشخيص الدقيق والمبكر هو الخطوة الأولى نحو الرعاية الصحية المتكاملة.. صور    الأرصاد الجوية تحذر من نشاط رياح مثيرة للرمال والأتربة على المحافظات    تصل للحبس، محامٍ يكشف العقوبة المتوقع تطبيقها على الشيخ التيجاني    وزير التعليم العالي يهنئ العلماء المدرجين بقائمة ستانفورد لأعلى 2% الأكثر استشهادا    "واشنطن بوست": اشتعال الموقف بين حزب الله وإسرائيل يعرقل جهود واشنطن لمنع نشوب حرب شاملة    ضبط شخصين قاما بغسل 80 مليون جنيه من تجارتهما في النقد الاجنبى    خبير تربوي: مصر طورت عملية هيكلة المناهج لتخفيف المواد    ضبط 4 متهمين بالاعتداء على شخص وسرقة شقته بالجيزة.. وإعادة المسروقات    «الداخلية» تنفي قيام عدد من الأشخاص بحمل عصي لترويع المواطنين في قنا    رئيس جهاز العبور الجديدة يتفقد مشروعات المرافق والطرق والكهرباء بمنطقة ال2600 فدان بالمدينة    انقطاع المياه غدا عن 11 منطقة بمحافظة القاهرة.. تعرف عليها    «الإفتاء» تحذر من مشاهدة مقاطع قراءة القرآن الكريم بالموسيقى: حرام شرعًا    أزهري يحسم حكم التوسل بالأنبياء والأولياء والصالحين وطلب المدد منهم    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 20-9-2024 في المنيا    انطلاق قافلة دعوية إلي مساجد الشيخ زويد ورفح    ليكيب: أرنولد قدم عرضًا لشراء نادي نانت (مصطفى محمد)    وثائق: روسيا توقعت هجوم كورسك وتعاني انهيار معنويات قواتها    خبيرة تغذية: الضغط العصبي والقلق من الأسباب الرئيسية لظهور الدهون بالبطن    مستشفى قنا العام تستضيف يوما علميا لجراحة المناظير المتقدمة    بلغاريا تنفي بيع إحدى شركاتها لأجهزة بيجر المستخدمة في انفجارات لبنان    عبد الباسط حمودة ضيف منى الشاذلي في «معكم».. اليوم    تشكيل أهلي جدة المتوقع أمام ضمك.. توني يقود الهجوم    تراجع طفيف في أسعار الحديد اليوم الجمعة 20-9-2024 بالأسواق    «ناس قليلة الذوق».. حلمي طولان يفتح النار على مجلس الإسماعيلي    استطلاع رأي: ترامب وهاريس متعادلان في الولايات المتأرجحة    رابط خطوات مرحلة تقليل الاغتراب 2024..    حرب غزة.. الاحتلال يقتحم مخيم شعفاط شمال القدس    ملف مصراوي.. جائزة جديدة لصلاح.. عودة فتوح.. تطورات حالة المولد    مصطفى عسل يتأهل لنصف نهائي بطولة باريس المفتوحة للإسكواش 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس مبارك لأعضاء وقيادات الحزب الوطني: خضنا انتخابات مجلس الشعب مدركين أن العمل الحزبي والوطني مسئولية وعطاء
نشر في الجمهورية يوم 26 - 12 - 2010

و57 من أعضاء المجلس الأعلي للسياسات. و212 من أعضاء الأمانات المركزية. و180 من أمانة التنظيم. و27 من رؤساء المجالس الشعبية المحلية بالمحافظات. و416 من أعضاء هيئات مكاتب المحافظات. و570 من الأمناء المساعدين وأمناء التنظيم في الأقسام والمحافظات. و378 من أمناء الوحدات الحزبية. و877 من مندوبي وسائل الإعلام بالإضافة إلي عدد من القائمين بالخدمات المساعدة.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس ..
الإخوة والأخوات أعضاء وقيادات الحزب الوطني الديمقراطي.
الضيوف الأعزاء ..
السيدات والسادة ..
أرحب بكم جميعا .. ويسعدني أن اتحدث اليكم في مستهل مؤتمرنا السنوي السابع. اعرب لكم عن تهنئتي بالأداء المتميز للحزب ومرشحيه.. في الانتخابات الاخيرة لمجلس الشعب.. واتطلع معكم لمؤتمر ناجح.. ومناقشات مفيدة لقضايا الوطن والمواطنين.. تعزز عطاء الحزب من أجل مصر وشعبها.. تعطي عملنا الحزبي والوطني دفعة جديدة الي الأمام.. وتؤكد دور الحزب الوطني الديمقراطي.. كحزب للأغلبية.
نلتقي معا اليوم.. بالعديد من أعضاء الحزب وكوادره وقياداته.. وممثلي الوحدات الحزبية والهيئة البرلمنية.. جاءوا من كافة المحافظات.. تجمعنا معا مسيرة العمل الوطني والحزبي.. والاجتهاد في خدمة الوطن..
انني اعبر لهم .. ولكم جميعا.. عن مشاعر الاعتزاز والتقدير.. أشد علي أيدي رموز الحزب واعضائه ممن تواصل عطاؤهم عبر السنوات الماضية.. واتوجه بالتحية لشباب الحزب وشاباته.. طليعة تطويره.. ومصدر قوته وحيويته المتجددة.
نلتقي اليوم.. بعد انتخابات حاسمة لمجلس الشعب.. استعد لها الحزب منذ عام 2005 بتطوير متواصل علي المستوي التنظيمي. وجهود جادة لتنفيذ برنامجه خلال السنوات الخمسة الماضية. وبرنامج طموح للسنوات الخمسة المقبلة.
الاخوة والاخوات :
لقد بدأنا مع مطلع هذا العقد برنامجا شاملا للاصلاح.. وفق رؤية استراتيجية واضحة ومحددة.. وضعنا الاسس اللازمة لبناء دولة مدنية حديثة.. باصلاح سياسي طور بنيتنا الدستورية والتشريعية.. كانت التعديلات الدستورية نقطة تحول جوهرية.. في مسيرة الديمقراطية علي أرض مصر.. تعديلات.. هي الاكبر والاشمل في تاريخنا المعاصر.. ارست مفهوم المواطنة كاساس للحقوق والواجبات.. في مجتمع مدني حديث.. يحقق المساواة بين كل المصريين.. بغض النظر عن الدين أو العقيدة أو اي اعتبار اخر.
تعديلات دستورية .. فتحت الباب ولأول مرة في تاريخنا لكي ينتخب المصريون رئيسهم بالاقتراع الحر المباشر.. حققت المزيد من التوازن بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.. وافسحت المجال للاحزاب السياسية للمشاركة في عملية التحول الديمقراطي.. ولتصبح محورها ومحركها.
اصلاح دستوري .. اتاح افاقا جديدة لمشاركة المرأة في الحياة السياسية.. لتحتل مكانتها في العمل السياسي.. ولتتوج المكتسبات التي حققتها المرأة المصرية عبر مسيرتها.. كما عزز هذا الاصلاح مفهوم اللامركزية.. واستقلال القضاء.
وفضلا عما حققناه من اصلاح سياسي.. فقد قام برنامجنا للاصلاح الاقتصادي علي تحول هام وجذري.. لاعادة صياغة دور الدولة من كونها المحرك الاوحد للنشاط الاقتصادي.. والمصدر الرئيسي للتشغيل.. الي دور جديد ومتطور.. يضع الاطر المنظمة للنشاط الاقتصادي.. يفسح المجال للقطاع الخاص.. يتابع ويراقب اداء الاقتصاد.. ويعني بتصحيح مساره.
اتبعنا منهجا حديثا ومتطورا للاصلاح الاقتصادي.. عزز البنية الاساسية والتشريعية الجاذبة للاستثمار.. افسح المجال للقطاع الخاص المصري والعربي والاجنبي.. ووضع ضوابط واضحة للمنافسة.. اصلاح عالج التشوهات الهيكلية في اقتصادنا.. بمنظومة متكاملة من السياسات والتشريعات في النظام الضريبي والنظام المصرفي.. مهدت لتحقيق معدلات غير مسبوقة من النمو الاقتصادي.. فاقت في متوسطها ماتحقق في ثلاثة عقود.
إنني أتوجه بالإشادة لما كشفت عنه هذه الانتخابات.. من مستوي رفيع للالتزام الحزبي.. وأتوجه بالتحية لقيادات الحزب وكوادره.. لمن تم ترشيحهم ولمن لم يرشحهم الحزب.. وأتوجه بالتهنئة لمن فاز من مرشحي الحزب.. مع تمنياتي بنتائج أفضل في المستقبل.. لمن لم يحالفهم التوفيق.
لقد جاءت نتائج الانتخابات.. لتثبت من جديد.. أن العمل الحزبي يظل رهناً بالتواصل مع الشارع المصري.. بمشاكله وهمومه وآماله.. وبقدر ما تحققه الأحزاب من تطوير وإصلاح.. في هياكلها وبنائها المؤسسي وكوادرها.. وفيما تطرحه من فكر ورؤي وبرامج عملية قابلة للتنفيذ.
لقد أثبت الحزب دائماً انفتاحه علي كل فكر جديد.. يعي واقع المجتمع المصري.. وينحاز لمصالح الوطن والمواطنين.. خضنا بهذا الفكر الجديد الانتخابات التشريعية عام ..2005 ببرنامج حاز ثقة الشعب.. وخضنا به الانتخابات البرلمانية الأخيرة.. ببرنامج طموح.. يبني علي ما حققناه حتي الآن.. يعي شواغل وهموم وأولويات المواطنين.. ويحتضن آمالهم وتطلعاتهم للحاضر والمستقبل الأفضل.
خضنا انتخابات مجلس الشعب.. مدركين كعهدنا أن العمل الحزبي والوطني.. مسئولية وعطاء.. نعلم تماماً أن ما حققه الحزب من أغلبية كبيرة.. تقابله مسئولية كبري داخل البرلمان وخارجه.. خلال المرحلة المقبلة.. نمضي بتجربتنا الديمقراطية خطوات للأمام.. نؤمن بأن الديمقراطية ثقافة نسعي لنشرها.. وممارسة تتدعم قواعدها وسلوكياتها عاماً بعد عام..
وأقول مخلصاً.. إننا في الحزب الوطني.. ننأي بأنفسنا عن احتكار العمل الوطني والحزبي.. نتطلع لتعزيز التعددية والمنافسة الشريفة.. ونشجع علي ذلك ونسعي إليه. نواصل العمل في خدمة الوطن والمواطنين.. نجتهد من أجل العطاء لمصر والمصريين.. ونرحب بكل اجتهاد يدفع بنا وبشعبنا ووطننا إلي الأمام.
اجتزنا أزمة اقتصادية طاحنة واجهها العالم.. زعزعت اقتصادات العديد من الدول المتقدمة.. وحافظنا علي مكانتنا كقوة اقتصادية ناشئة.. باقتصاد عززت قدرته خطوات الإصلاح.. يقوم علي أسس راسخة تكفل له النمو المتواصل.
شهد النمو في قطاع الصناعة معدلات متزايدة.. خلال السنوات الخمس الماضية.. وتضاعفت صادراتنا بمختلف مصادرها البترولية وغير البترولية.
شهدت قطاعات السياحة والتجارة الخارجية طفرة كبيرة.. وفتحنا المجال لأنشطة صناعية وتجارية جديدة.. تخدم احتياجات مجتمعاتنا المحلية.. لفرص العمل والنمو الاقتصادي ورفع مستوي المعيشة.
لقد خضنا هذه التحولات الاقتصادية الكبري.. وعيوننا علي غير القادرين من أبناء الشعب.. واخترنا البديل الصعب.. عندما اتبعنا منهجاً متأنياً للإصلاح.. يحفظ التوازن بين فئات المجتمع.. حتي لا يدفع غير القادرين الفاتورة الباهظة للتحول الاقتصادي.. فكانت تحولاتنا الاقتصادية مدفوعة ومدعومة علي الدوام.. بسياسات موازية.. لتحقيق العدالة الاجتماعية.. ورعاية الفئات المحرومة والأكثر احتياجاَ.
كان البعد الاجتماعي وسيظل المحور الأساسي.. المحرك لكافة سياساتنا الاقتصادية.. وضعنا سياسات واضحة لتحقيق العدالة الاجتماعية.. ولتوسيع شبكة الضمان الاجتماعي.. اتبعنا سياسات محددة لاستهداف الفقر.. تقوم علي تمكين غير القادرين.. والأخذ بيدهم للخروج من دائرته ومعاناته..نجحنا في مضاعفة الأجور والمعاشات.. ومضاعفة المستفيدين من شبكة الضمان الاجتماعي.. وكان هدفنا دائماً وسيظل أحوال المعيشة للفئات محدودة الدخل.. لتصل إليهم ثمار التحول الاقتصادي والنمو والتنمية.
وضعنا صعيد مصر في قلب أولوياتنا.. وأقمنا مناطق صناعية ومشروعات كبري.. للمرافق والخدمات والبنية التحتية وإمدادات الغاز.. غيرت وجه الحياة في صعيد مصر.. ووضعته علي مشارف انطلاقة تنموية واقتصادية غير مسبوقة.
كان الفلاح المصري وسوف يظل في قلب خطط الإصلاح والنمو والتنمية.. بسياسات داعمة ومساندة للمزارعين.. تضمن لهم الحصول علي عائد مجز من المحاصيل الأساسية.. بالإضافة إلي حسم المشكلات المتراكمة والمتعلقة بمديونيات المزارعين.
كان شاغلنا الشاغل وسيظل هو تحسين نوعية الحياة.. ورفع مستوي معيشة الإنسان المصري.. وتطوير ما يقدم له من خدمات التعليم.. والرعاية الصحية.. والإسكان والمرافق.. وغيرها. وقد حققنا الكثير في إتاحة وتطوير هذه الخدمات خلال المرحلة الماضية.. وحققنا طفرة غير مسبوقة.. بمشروعات مترامية لشبكات مياه الشرب والصرف الصحي.. كما واجهنا الزيادة السكانية ببرامج طموحة للتوسع العمراني.. وقري الظهير الصحراوي.
ذلك بعض ما حققناه لأبناء الشعب.. خلال المرحلة الماضية.. وذلك ما نعتزم مواصلته والبناء عليه خلال المرحلة المقبلة.. للتعهد ونلتزم به حزباً وحكومة.. ونمضي في الوفاء به بعزم لا يلين.
الإخوة والأخوات ..
إن الأولويات الثلاث الرئيسية للمرحلة المقبلة.. هي المزيد من الاستثمار والنمو وإتاحة فرص العمل.. والمزيد من توسيع قاعدة العدل الاجتماعي بين أبناء الوطن ومحافظاته.. والمزيد من تدعيم المشاركة الشعبية.. بالتوسع في اللامركزية علي مستوي المحليات.
أعلم أنه لا تزال أمامنا تحديات وصعاب.. لكن الحزب يدرك تماماً المسئولية الكبيرة التي تقع علي عاتقه.. للمضي في سياسات الإصلاح.. كما يتحمل مع الحكومة وأعضاء هيئته البرلمانية.. مسئولية تنفيذ البرنامج الذي طرحه للسنوات الخمس المقبلة.. بخطوات ملموسة وتوقيتات واضحة ومحددة.. تنعكس علي حياة المواطنين.. ويشعرون بآثارها ونتائجها وثمارها.
وتحقيقاً لذلك.. فإنني أحدد مهام وتكليفات واضحة. للحزب وحكومته وهيئته البرلمانية.. لتنفيذ ما تعهد به الحزب في برنامجه للانتخابات الأخيرة لمجلس الشعب. تكليفات.. أوجز أهم محاورها فيما يلي:
أولاً: المضي في سياسات الإصلاح الاقتصادي وبرامجه.. والعمل علي الارتفاع بمتوسط معدلات النمو إلي "8%".. خلال السنوات الخمسة المقبلة.. ووضع قضية الاستثمار والتشغيل علي رأس أولوياتنا.. بما لذلك من مردود إيجابي علي دخول المواطنين.. وإتاحة فرص العمل.. وفتح أبواب الرزق للشباب.
ثانياً: الارتقاء بأداء الجهاز الإداري للدولة.. والتصدي لجرائم إساءة استخدام السلطة.. والتعدي علي المال العام.. مع مواصلة سياسات تحسين الأجور.. والسيطرة علي الأسعار.. وخفض معدلات التضخم.
ثالثاً : النهوض بأوضاع الفلاح المصري.. والعمل علي زيادة دخله وإنتاجيته.. بالمزيد من تطوير سياسات الزراعة والري.. والمزيد من الأخذ بأساليب حديثة للتصنيع الزراعي.. والمزيد من الجهود لمضاعفة الصادرات الزراعية.
رابعاً: التوسع في المناطق والاستثمارات الصناعية.. لإرساء قاعدة جديدة للصناعة علي مستوي المحافظات.. تتيح فرصاً جديدة للاستثمارات الوطنية والأجنبية.. وتفتح مجالات جديدة للعمل.
خامساً : مواصلة تطوير منظومة التعليم.. والتوسع في إتاحة فرص التعليم المتطور بمختلف مستوياته وتخصصاته.. بما يحقق نقلة نوعية في التعليم وجودته. كما أشدد علي إيلاء الاهتمام الواجب بالتعليم الفني.. وتطبيق النظام الجديد للثانوية العامة.. بما يخفف من أعباء الأسرة المصرية.. ويسهم في تطوير التعليم الجامعي وقبل الجامعي.
سادساً: تحقيق معدلات أعلي.. في تنفيذ برنامج الاستهداف الجغرافي للفقر.. والعمل علي مضاعفة عدد الأسر المستفيدة من مساعدات الضمان الاجتماعي.. للمرة الثانية.. وتوفير معاش لمن لا معاش له. هذا.. مع إضافة الملايين من الأسر المصرية للتأمين الصحي.. من خلال الاستمرار في تطوير النظام الحالي.. وبدء العمل بنظام التأمين الصحي الجديد.
سابعاً : تحسين مستوي ما يقدم للمواطنين من خدمات.. وطرح حلول غير تقليدية ومبتكرة.. للمشكلات المزمنة التي تواجه المواطنين في حياتهم اليومية.
ثامناً : المضي في تطوير الإطار التشريعي والتنفيذي للتوسع في اللامركزية.. بما يعزز نطاق المشاركة والرقابة الشعبية للمحليات.. وبما يحقق الاستخدام الأمثل للموارد.. ويلبي احتياجات المواطنين وأولوياتهم.
تلك هي تكليفاتي للحزب.. وحكومته.. وهيئته البرلمانية.. وتلك هي رسالتي لكم خلال هذا المؤتمر السنوي. إن العمل لتنفيذ برنامج الحزب لابد أن يبدأ من اليوم.. وأن ينطلق من هذا المؤتمر. إنني أطالب الحكومة بأن تبدأ علي الفور في وضع البرنامج التنفيذي للنهوض بهذه التكليفات.. وتنفيذ تعهدات البرنامج في عامه الأول.. وفق إطار زمني محدد.. وتوقيتات واضحة.. سوف أتابعها أولاً بأول.. وأحاسب علي الالتزام بها.
الإخوة والأخوات..
إن شيئاً لا ينجح أكثر من النجاح ذاته.. ولقد حقق الحزب من النجاح خلال السنوات الماضية.. ما يلهمنا خلال المرحلة المقبلة. وأقول لكم جميعاً.. إن تحرككم لابد أن يظل في الشارع المصري.. ومع الناس. اعملوا من أجلهم.. اشرحوا لهم برنامج الحزب وتوقيتات تنفيذه.. قولوا لمن لم تصلهم بعد ثمار النمو والتنمية.. إنها في الطريق إليهم.. انشروا الأمل وتصدوا للمشككين.. فبالأمل والعزيمة تبني الشعوب مجتمعاتها.. وتصنع الأمم مستقبلها.
سوف نمضي في تنفيذ البرنامج الجديد للحزب.. بذات العزم والتصميم الذي بذلناه خلال المرحلة الماضية.. واضعين نصب أعيننا مصالح الوطن والمواطنين.. وبعيداً عن أية مصالح ذاتية أو حزبية ضيقة.
لا شيء يعلو لدينا علي أمن مصر القومي.. عيوننا ساهرة علي كل من يتربص بنا.. ونعلم أن السلام لا يعني الركون للتراخي أو الاسترخاء. نواصل التحرك من أجل قضايا منطقتنا وأمتنا.. نبذل أقصي الجهد من أجل القضية الفلسطينية.. والسلام العادل والشامل. نعمل من أجل استقرار لبنان والعراق ومنطقة الخليج.. ونولي اهتماماً فائقاً للحفاظ علي أمن واستقرار السودان.. بشماله وجنوبه.. وفي دارفور.
إن العالم إذ يحتفل بأعياد الميلاد والعام الجديد.. وإذ يتأهب أقباط مصر للاحتفال بعيد الميلاد المجيد.. فإننا نتطلع لأن يعم السلام الشرق الأوسط.. ولأن يحمل معه الأمن والطمأنينة والخير.. لسائر دوله وشعوبه.. فلقد طالت معاناة هذه المنطقة المضطربة عقوداً طويلة.. وآن لها أن تنعم بالسلام والأمن والاستقرار.. وأن تحقق ما تصبو إليه من تقدم وازدهار.
إن هذا المؤتمر السنوي السابع.. هو تجديد لوعد والتزام. وعد لأبناء الشعب بانطلاقة جديدة.. والتزام بتعهد الحزب بتحقيقها. انطلاقة نحلم بها ونسعي إليها.. تستكمل أركان مجتمع مصري حديث ومتطور.. يدفع بجميع فئات شعبه إلي الأمام.. ويعزز الأمل والثقة بالمستقبل في قلوب أبنائه. مجتمع.. يرسخ دعائم الدولة المدنية.. لا يخلط الدين بالسياسة.. ويعزز قيم المواطنة والمشاركة بين مسلميه وأقباطه. مجتمع متماسك.. يحفظ وحدته الوطنية.. ويقطع الطريق علي قوي الإرهاب والتطرف. مجتمع.. لمصريين أحرار يعلمون طريقهم للمستقبل ويسعون من أجله.. ويقوي به اقتصادهم ويرتفع مستوي معيشتهم.. عاماً بعد عام.
سيظل الإنسان المصري هو الغاية والهدف.. وستظل مصر وطناً عزيزاً.. نعيش فيه ويعيش فينا. نبذل من أجله كل جهد وعطاء.. لتظل راياته مرفوعة خفاقة علي الدوام.
تمنياتي لكم بمؤتمر ناجح..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.