كشفت نتائج مسح "النشء والشباب فى مصر 2009"، الذى أجراه مجلس السكان بالتعاون مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، و بمشاركة عدد من الجهات الأخرى، على عينه مكونة من 15029 شابا من الجنسين من 10 إلى 29 عاما، و الذين يمثلون 40% من السكان، إن معدل البطالة بين الشباب من الذكور وصل إلى 15.8%، والذى يعدل معدلا ثابتا نسبيا منذ عام 2006، فى حين تصل نسبة البطالة بين الإناث إلى 32%، بما يعد أكثر من ضعف النسبة بين الذكور، فى حين تصل نسبة الإناث العاملات بالقطاع العام 21% والذى يعادل ضعف عدد الذكور العاملين به بنسبة 10%. وقالت الدراسة، إن حوالى 18% من الشباب يتطلع للهجرة خارج مصر، مفضلين الدول العربية 68% على الدول الأجنبية 21%، ويتضح أن الذكور هم الأكثر رغبة فى الهجرة بنسبة 30% مقابل 7% للإناث، ومن ناحية أخرى، أكد 44% من الفتيات أنهن تعرضن لأحد أشكال التحرش الجنسى، حيث يعتقد 75% من الشباب أن من ترتدى ملابس 64"استفزازية" تستحق التعرض للمعاكسات والمضايقات، فى حين يعتقد 64% منهم أن ختان الإناث "هام جدا"، كما أكدت 75% من الفتيات من 10 إلى 29 عاما أنه تم ختانهن، كما أن 37% منهن تزوجن قبل إتمامهن 18 عاما، ويرى 88% من الشباب أنفسهم متدينين. وعن التعليم، أوضح المسح أن أكثر من 2 مليون نشء خارج المدارس، 80% منهم من الفتيات بالمناطق الريفية والصعيد، حيث تعد نفقات الدراسة والعادات والتقاليد أهم العوائق امام تعليم الفتيات، ووصف المسح التعليم الجامعى ب"سمة الأغنياء وسكان الحضر" فى مصر، ف46% من طلاب الجامعات من أسر غنية، كما أن 80% من الطلاب مارسوا الغش أثناء الدراسة، و40% فقط لم يتلقوا دروسا خصوصية، وأفاد أكثر من نصف خريجى الجامعات أن دراستهم تؤهلهم لسوق العمل. أما بالنسبة للمشاركة السياسية والمجتمعية، فأثبت المسح أن 16% من الشباب لم يشاركوا فى أى انتخابات سابقة، وشهد 25% تلقى رشوة، وأكد 28% وجود الرشوة و المحسوبة، كما أن عددا محدودا منهم يتناقش مع أصدقائه فى الأمور السياسية أو عرف اسم من يمثله بالبرلمان، بينما انخفض العمل التطوعى فى الأعمال الخيرية إلى 2.3%. وتم إعلان تلك النتائج فى المؤتمر الذى عقد أمس، بحضور كل من د.مشيرة خطاب وزيرة الدولة للأسرة والسكان ود.ماجد عثمان مدير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، حيث أكدت خطاب أن هذا المسح يعد وسيلة لإرشاد متخذى القرار، نظرا لتناوله فئة تعد أكبر وأخطر شريحة بالمجتمع، والتى لم تلق اهتماما من قبل، حيث تم عرض القضايا من وجهة نظر الشباب أنفسهم. وأضافت أن العديد من وجهات النظر جاءت صادمة، خاصة فيما يتعلق بختان الإناث، مما يجعلنا نعيد النظر فى طريقة تناولها، مشيرة إلى أن ارتفاع عدد الشباب يعد ثروة يجب استغلالها وتنميتها من جهة، وخطر كبير من جهة أخرى، وذلك لأنها تعنى مزيدًا من الزيادة السكانية خلال السنوات المقبلة، بما يعنى ضرورة مضاعفة الجهود واتخاذ إجراءات حازمة للحد من تلك الزيادة. وأشار عثمان إلى أن هذا المسح يستلزم إجراء عدد من المسوح الأخرى للإجابة عن العديد من علامات الاستفهام التى طرحها.
