أكد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الجامعة من أوائل المنظمات الإقليمية التى واكبت حركات التحرر العربية والأفريقية والآسيوية والأمريكية، وعملت على مسايرة حركات التحرير وتعميق حركات الشعوب من أجل مكافحة الاستعمار. جاء ذلك فى كلمة ألقاها موسى، اليوم الاثنين، خلال الندوة الدولية التى عقدت بالجزائر بمناسبة مرور خمسين عاما على صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 1514 بشأن تقرير المصير ومنح الاستقلال للشعوب المستعمرة، شارك فيها ثابو مبيكى رئيس جنوب أفريقيا السابق، وكينث كوندا رئيس زامبيا الأسبق، وجان بينج رئيس لجنة الاتحاد الأفريقى، وتاى بروك ممثل الأمين العام للأمم المتحدة. وقال موسى إن صدور قرار الأممالمتحدة جاء نتيجة لجهود الشعوب المتواصلة، وكان إيذانا بتولى الشعوب لسيادتها، وكان ثمرة للتحرك الدبلوماسى الرصين الذى قادته ثلة من الساسة الأحرار الذين قادوا شعوبهم إلى الاستقلال، بعد أن وظفوا الحرب الباردة التى كانت سائدة فى هذا الوقت، وجعلوا من الأممالمتحدة منبرا لطلب التحرر، مشيرا إلى الدعوات التى تبناها كل من الرئيس جمال عبد الناصر وفيدل كاسترو ونهرو وتيتو. وأضاف الأمين العام للجامعة العربية أن الاحتفال بالذكرى الخمسين لصدور قرار تقرير المصير، يأتى وما زال هذا المبدأ منكرا على الشعب الفلسطينى حتى الآن وغائبا عن العدالة، كما وصف ذلك رئيس جنوب أفريقيا الأسبق المناضل نيسلون مانديلا. ودعا عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى جعل هذه المناسبة تحذيرا للقوى المهيمنة وإبلاغها أنه مهما كانت أعمالهم الخبيثة ضد الشعوب فإنهم يسيرون ضد حركة التاريخ، وقال إن قضية الشعب الفلسطينى يجب حلها بشكل كامل وأن تكون القدسالشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية، منوها إلى أهمية قرار البرازيل والأرجنتين بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأعرب عن أمله فى أن تعترف جميع دول العالم بدولة فلسطين المستقلة. وتابع موسى قائلا: "إن إسرائيل مدعوة أيضا للمطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وفق قرارات الأممالمتحدة"، مشددا على ضرورة إنهاء الوضع العالمى المضطرب والذى وصفه بأنه "مقلق" بسبب اهتزاز النظام الدولى، الأمر الذى يتطلب من هذا الحفل الدولى العمل من أجل إصلاح هذا الخلل ودعم الشعوب فى تقرير مصيرها فى هذه المرحلة بالتحديد . من جهته، دعا عبد العزيز بلخادم ممثل الرئيس الجزائرى وزير الدولة، إلى إنهاء الاستعمار والاحتلال الإسرائيلى للأراضى العربية المحتلة، مشددا على حق الشعوب فى تقرير مصيرها ونيل استقلالها الكامل وفقا لقرار الأممالمتحدة رقم 1514 الصادر عام 1960 . وقال بلخادم - فى كلمته خلال الندوة - إن إحياء ذكرى هذا القرار تكتسب أهمية بالغة ليس بالنسبة للبلدان التى خضعت للاستعمار فحسب، ولكن كذلك بالنسبة للأجيال القادمة، كما شكل تبنى إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب يوم 14 ديسمبر 1960 ، تحولا حقيقيا فى وجهة منظمة الأممالمتحدة وصالح بينها وبين رسالتها الأصلية المتمثلة فى تسخير نفسها لخدمة سائر شعوب العالم. وتابع : " كما أدى تبنى إعلان منح الاستقلال إلى تقوية عزم شعوب كثيرة طال عليها أمد التهميش على استرجاع التحكم فى مصيرها، وهو بذلك مهد لميلاد مجموعة دولية جديدة نريد لها أن تكون موحدة بفضل روح الوئام والتعاون". ومن المقرر أن تستمر أعمال الندوة لمدة يومين ويشارك فى جلساتها سليم أحمد سليم وزير الخارجية الأسبق بتنزانيا، وعدد كبير من ممثلى المجتمع المدنى فى العالم وخبراء حقوقيون.