في حفل الافتتاح الذي رأسه اولوسيجون اوبسانجو الرئيس السابق لنيجيريا .. القيت 11كلمة منها كلمة ممثل الامين العام للامم المتحدة وتابو مبيكي الرئيس السابق لجنوب افريقيا..والرئيس الزامبي كينيث كاوندا الذي وصفه برنامج الاحتفال بأنه عميد رؤساء الدول الافريقية..كما تحدث عبد العزيزبلخادم وزير الدولة ممثل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة..الذي نقل للحضور تحيات الرئيس وتمنياته للمؤتمر بالنجاح..وقال بلخادم - في كلمته - إن إحياء ذكري هذا القرار تكتسب أهمية بالغة ليس بالنسبة للبلدان التي خضعت للاستعمار فحسب ولكن كذلك بالنسبة للاجيال القادمة , كما شكل تبني إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب يوم 14 ديسمبر 1960 تحولا حقيقيا في وجهة منظمة الأممالمتحدة وصالح بينها وبين رسالتها الأصلية المتمثلة في تسخير نفسها لخدمة سائر شعوب العالم . اضاف : ان تبني إعلان منح الاستقلال ادي إلي تقوية عزم شعوب كثيرة طال عليها أمد التهميش علي استرجاع التحكم في مصيرها وهو بذلك مهد لميلاد مجموعة دولية جديدة نريد لها أن تكون موحدة بفضل روح الوئام والتعاون . بلخادم اكد ان اللائحة 1514 الدورة الخامسة عشرة للجمعية العامة للامم المتحدة شكلت منعطفا حقيقيا في تطوير الاطار القانوني لحق الشعوب في التحكم في مصيرها..واضاف ان الشعب الفلسطيني وشعب الصحراء الغربية يحق لهما توقع مساندة اقوي وتحرك اشد حزما من المجموعة الدولية لتمكينهما من ممارسة حقهما في التصرف في مصيرهما بكل حرية. وكانت كلمة عمرو موسي امين عام الجامعة العربية من اهم الكلمات التي ترجمت تطلعات الشعوب الي حياة افضل..قال إن الجامعة من أولي المنظمات الإقليمية التي واكبت حركات التحرر العربية والإفريقية والآسيوية والأمريكية وعملت علي مسايرة حركات التحرير وتعميق حركات الشعوب من أجل مكافحة الاستعمار ..وقال موسي إن صدور قرار الأممالمتحدة جاء نتيجة لجهود الشعوب المتواصلة وكان إيذانا في تولي الشعوب لسيادتها وكان ثمرة للتحرك الدبلوماسي الرصين الذي قادته ثلة من الساسة الأحرار الذين قادوا شعوبهم إلي الاستقلال بعد أن وظفوا الحرب الباردة التي كانت سائدة في هذا الوقت وجعلوا من الأممالمتحدة منبرا لطلب التحرر.. مشيرا إلي الدعوات التي تبناها كل من الرئيس جمال عبد الناصر وفيدل كاسترو ونهرو وتيتو . وأضاف الأمين العام للجامعة العربية أن الاحتفال بالذكري الخمسين لصدور قرار تقرير المصير يأتي وما زال هذا المبدأ منكرا علي الشعب الفلسطيني حتي الآن وغائبا عن العدالة كما وصف ذلك رئيس جنوب أفريقيا الأسبق المناضل نيسلون مانديلا. ودعا موسي إلي جعل هذه المناسبة تحذيرا للقوي المهيمنة وإبلاغها أنه مهما كانت أعمالهم الخبيثة ضد الشعوب فإنهم يسيرون ضد حركة التاريخ .. وقال إن قضية الشعب الفلسطيني يجب حلها بشكل كامل وأن تكون القدسالشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية .. منوها إلي أهمية قرار البرازيل والأرجنتين بالاعتراف بالدولة الفلسطينية .. وأعرب عن أمله في أن تعترف جميع دول العالم بدولة فلسطين المستقلة . اضاف أن إسرائيل مدعوة أيضا للمطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وفق قرارات الأممالمتحدة .. مشددا علي ضرورة إنهاء الوضع العالمي المضطرب والذي وصفه بأنه مقلق بسبب اهتزاز النظام الدولي الأمر الذي يتطلب من هذا الحفل الدولي العمل من أجل إصلاح هذا الخلل ودعم الشعوب في تقرير مصيرها في هذه المرحلة بالتحديد . وعلي مدي جلسات المؤتمر ناقش المجتمعون كل القضايا المتعلقة بالاستقلال والحق في الحياة الحرة الكريمة.. واصدروا في نهاية مناقشاتهم اعلان الجزائر الذي تضمن 25 بندا اهمها التمسك باستقلالية القرار في العلاقات الدولية الذي انتهجته الدول المستقلة حديثا التي تطمح الي المشاركة الكاملة في تسيير شئون العالم في اطار وتعدد الاطراف. .واكد المشاركون ان من حق الشعب الفلسطيني وشعب الصحراء الغربية ان يتوقع من المجموعة الدولية دعما اكثر صرامة وعملا اشد حزما من اجل ممارسة حقهما في تقرير المصير. واعرب المشاركون عن قلقهم امام استمرار القوي المحتلة في عدوانها دون عقاب ويدعون مجلس الامن لتحمل مسئولياته في هذا الشأن. وكانت الجزائر قد شهدت عشية هذه الندوة الدولية اجتماعا مهما للجنة حكماء افريقيا برئاسة الرئيس الجزائري الاسبق احمد بن بلا ..والقي عمرو موسي كلمة اكد فيها أن هناك تراجعا في دور الأممالمتحدة في العالم الجديد الذي أصبحنا نعيشه لصالح تجمعات مصغرة وهو ما يثير مخاوف العديد من دول العالم الثالث . وإنه يجب علينا النظر في دور التجمعات الصغيرة التي بدأت تبدو وكأنها تتحكم في القرارات المصيرية علي الساحة الدولية . وأضاف أن هناك بنودا قديمة وجديدة علي أجندة التجمعات الإقليمية كالجامعة العربية والاتحاد الأفريقي وإذا كانت البنود القديمة تتمثل في الأزمات السياسية المستعصية علي الحل وفي مقدمتها قضية النزاع العربي الإسرائيلي إلا أن هناك بنودا جديدة يجب الاهتمام بها مثل قضية التنمية والطاقة والتصحر وتغيير المناخ وندرة المياه والغذاء بما تطرحه هذه القضايا من اضرابات كبيرة .وأوضح أن مجمل هذه الأزمات إنما يندرج في إطار ما فرضته العولمة من تشابك وتضارب في المصالح بين الدول والتجمعات الدولية والاقليمية . شارك في الاجتماع - الذي عقد تحت شعار لنتحرك من أجل السلام - رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينج وعبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشئون المغاربية والافريقية الجزائري ورمضان العمامرة مفوض مجلس السلم والأمن في الاتحاد الافريقي . من جانبه ركز رئيس هيئة الحكماء بن بلا - في كلمته الافتتاحية - علي ضرورة المحافظة علي السلم والاستقرار والمصالحة في افريقيا.