لو أن هناك جائزة عالمية على غرار جائزة نوبل تعطى لأكثر الشخصيات خداعاً للآخرين، ويستحقها الأشخاص الذين أشبعوا الإنسانية تقتيلا وتدميرا وتقلدا للشخصيات التى تتميز بمهارة لىِّ الحقائق وتلبيسها بالباطل، لاستحق تلك الجائزة، وباقتدار، الرئيس السابق بوش الابن، فأكاذيبه وافتراءاته امتدت طوال فترة حكمه لأمريكا ومازال الرجل يسير فى نفس الاتجاه، ولن ينسى التاريخ افتراءه على العراق وادعاءه بأنها تمتلك برامج نووية حربية، وقيامه بتفتيش القصور الرئاسية للعراق. وبعدها طلع علينا بنظريته الشهيرة أن سبب ظهور الإرهاب هو وجود حكم دكتاتورى فى البلاد العربية، وتناسى أن السبب الحقيقى هو انحياز أمريكا الأعمى للباطل على حساب حقوق الفلسطينيين، ثم ادعى أنه مبعوث العناية الإلهية لنشر العدل بالأرض، فأخذ يهدم المدن ويقتل الأطفال والنساء ويعذب المعتقلين وينفى بعضهم فى معسكرات لم يشهد التاريخ لها مثيلا بدون محاكمة، وكان يتشدق بثوابت حقوق الإنسان فى الوقت الذى كان يدفن كل مبادئ حقوق البشر حتى المسلمين فى داخل أمريكا لم يسلموا من بطشه وعنصريته. وقال قولته الشهيرة، إن الذى ليس معه فهو ضده وذهب فى طريق الكذب والتضليل والخداع للشعب الأمريكى إلى أبعد ما نتصور، حتى جهاز مخابراته لم يسلم من تلفيقه، حيث حملهم مسئولية قراراته الظالمة والخاطئة على العموم، ظن الجميع أن العالم افتك من غبائه وغيه واستراح من تطرفه حتى طلع علينا بكتابه الملىء بالافتراءات والكذب، وتصور أننا نسينا خداعه لنصدقه مرة أخرى، ولم يسلم منه رئيس مصر لأنه تمسك بمبادئ وقيم وثوابت بلده مصر، وفى تقديرى أنه يحاول الانتقام من كل الذين لم يساعدوه فى حربه وغزوه للعراق. فقد كان يضغط على مصر لتشاركه فى الحملة الظالمة لغزو العراق، وعندما لم يتجاوب معه رئيس مصر، وظل أمينا على مبادئ مصر الراسخة التى تدعوا إلى عدم استخدام القوة ضد أى شقيق عربى أو أفريقى فزع الرئيس السابق من تمسك مصر بمبادئها فى الوقت الذى باع وتنصل هو من كل مبادئ أمريكا وقيمها، فجاء بكتابه ليفترى ويكذب ويعيد خداعه.
