تباينت أمس ردود الفعل العالمية علي فوز الرئيس الأمريكي باراك أوباما بجائزة نوبل للسلام، ففي الوقت الذي تدفقت فيه آلاف برقيات التهنئة من رؤساء دول العالم لأوباما، تفاوتت فيه ردود الفعل داخل الأوساط الإعلامية الأمريكية والبريطانية بين التأييد والاستغراب. فقد هنأ الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف نظيره الأمريكي باراك أوباما لنيله جائزة نوبل للسلام معتبرا أن قرار لجنة نوبل يدل علي "رؤية واقعية لديناميات التنمية العالمية". وفي الوقت نفسه، اعتبر الزعيم الكوبي فيدل كاسترو نيل أوباما جائزة نوبل للسلام "أمرا ايجابيا" يرمي إلي انتقاد "سياسة الابادة" التي اتبعها عدد من أسلافه. في حين أكد الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا أن جائزة نوبل للسلام في أيد أمينة مع نظيره الأمريكي، باراك أوباما. وأكد لولا أمس أن أوباما يستحق الجائزة بسبب سعيه لنزع الأسلحة النووية، معربا عن أمله في تحقيق سلام شامل في العالم. كما قدم رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر التهنئة للرئيس الأمريكي باراك أوباما لفوزه بجائزة نوبل للسلام. كما هنأ الدالاي لاما الرئيس الأمريكي علي منحه جائزة نوبل للسلام وطلب منه الاستناد إلي هذه الجائزة لتشجيع الحرية. كما بعث الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ببرقية إلي نظيره الأمريكي هنأه فيها بفوزه بجائزة نوبل للسلام للعام 2009. أما داخل الأوساط الأمريكية، فقد أعرب السيناتور الأمريكي جون ماكين، المنافس الخاسر في الإنتخابات الرئاسية العام الماضي، عن سعادته بفوز أوباما بالجائزة، مشيرا إلي أنه يتعين علي الأمريكيين الشعور بالفخر بفوز رئيسهم بهذه الجائزة. واعترف السيناتور الجمهوري المنتمي إلي يمين الوسط أنه "مندهش" لهذا القرار، الذي قال إنه علي ما يبدو استند إلي توقعات اللجنة بشأن أوباما وليس إلي انجازات الحزب الديمقراطي. وسارع قادة آخرون من الحزب الجمهوري إلي تحويل الثناء إلي انتقاد وتشكيك في مؤهلات أوباما للحصول علي الجائزة. وقال مايكل ستيل، رئيس اللجنة الوطنية في الحزب الجمهوري" إنه أمر مؤسف أن تطغي قوة نجم الرئيس علي جهود مدافعين أشداء حققوا انجازات فعلية في العمل تجاه تحقيق السلام وحقوق الإنسان". وعلي صعيد الأوساط الإعلامية، قوبل قرار لجنة جائزة نوبل للسلام لأوباما لهذا العام بقدر كبير من الاستغراب. وقالت صحيفة "لوس انجلوس تايمز" إنها تشك في صواب هذا القرار بالرغم من الدعم الذي يحظي به اوباما وذلك نظرا للفترة القصيرة التي مرت منذ توليه مهام منصبه. واعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" أن منح الجائزة للرئيس أوباما جاء مبكرا للغاية وكان من المستحسن انتظار اللجنة الي حين تثمر فيه سياسة أوباما نتائج ملموسة علي أرض الواقع. ورأت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن قرار اللجنة يثير الاستغراب معتبرة أنه جاء من أجل حمل الرئيس الامريكي علي متابعة السياسة التي كان قد أعلن عنها. ومن جانبها، تري صحيفة "الإندبندنت" أن العالم ينتظر الكثير من أوباما بعد منحه جائزة نوبل. موضحة أن منتقدي القرار يرون أن منح الجائزة لأوباما يمثل مبادرة سابقة لأوانها لأن سجل إنجازه لا يزال فارغا إلي الآن ما عدا كلمات ملهمة. بل هناك من يري أنه منح الجائزة فقط لأنه ليس الرئيس الأمريكي السابق، جورج دبليو بوش. أما صحيفة "الجارديان" فقالت إن قرار لجنة نوبل منح الجائزة لأوباما يمثل نهاية لفكرة أن الجائزة تُمنح مكافأة للإنجاز في مقابل فكرة أن الجائزة تمنح لما يمكن أن ينجزه شخص ما أي بناء علي النوايا. وتقول الصحيفة إنه إذا كان تأثير أوباما واضحا في مجالس السفراء عبر العالم، فإنه غائب تماما في مناطق النزاع الحقيقية. أما صحيفة "التايمز" بدورها فقد أفردت افتتاحيتها الرئيسية بقولها إن منح الجائزة لأوباما ينتقص من قيمة نوبل، موضحة أن القرار ينحاز لحزب دون آخر وبالتالي فإن البيت الأبيض ينبغي أن يشعر بالحرج. وتمضي الصحيفة قائلة إن منح أفضل جائزة سياسية عالمية لأوباما الذي بالكاد أنهي تسعة أشهر في السلطة، يوشك أن يقضي علي مهنة الكوميديا في العالم لأن لجنة نوبل وضعت الآمال قبل الإنجازات والوعد قبل النتائج. وكان أوباما قد أكد أمس الأول عقب الإعلان عن فوزه بالجائزة أنه لا يستحقها واعتبرها دعوة للعمل، وأعلن أنه قرر منح الجزء المالي الخاص بالجائزة للجمعيات الخيرية.