وصف عدد من النقاد والأدباء، الروائى الراحل عبد الحكيم قاسم، بأنه "كاتب القرية"، وذلك لأنه أجاد الوصف العميق للحياة داخل الريف المصرى وكيف كان يعيش الفقراء والمتصوفون داخل القرية بناء عن تجارب واقعية عاشها قاسم فى قريته مؤكدين أنه استطاع أن يختار لنفسه ألفاظ خاصة لم يتناولها أحد من كتاب جيله ممن كتبوا عن الريف المصرى. جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت بالمجلس الأعلى للثقافة للاحتفاء بالروائى الراحل عبد الحكيم قاسم، حيث تضمنت الجلسة الأولى التى أدارها الناقد الدكتور عبد المنعم تليمة مناقشات حول رواية "أيام الإنسان السبعة"، و"ديوان الملحقات" وأكد تليمة أن قاسم أجاد تصوير حياة المتصوفين داخل القرية لافتا إلى أن الصوفية التى كان يقصدها هى الصوفية الشعبية الغير مرتبطة بسنن أو نصوص مقدسة. بينما قال الناقد الدكتور يسرى عبد الله، إن عامل الزمن كان واضحا فى كثير من روايات قاسم وخاصة رواية "أيام الإنسان السبعة" بداية من العنوان مرورا بالفصول التى كان كل منها يحتوى على عامل زمنى وصولا بخاتمتها التى تضمنت الوداع بمعنى رحيل عالم ومجىء عالم آخر. وأضاف عبد الله، أن قاسم كان لديه وعى حاد بالانحراف عن الصيغ اللغوية التقليدية وقد ظهر ذلك فى تصويره بعض المشاهد التى يستطيع القارئ تخيلها أثناء القراءة. بينما تناولت الناقدة الدكتورة أمانى فؤاد فى بحثها دراسة روايته "ديوان الملحقات" التى شبهتها بالمتوالية القصصية أو الديوان الشعرى حيث استخدم أسلوب مجازى راقى فى الكشف عن خصوصية الريف المصرى ووصف التجارب التى عاشها فى قريته بلغه شعرية بليغة. بينما طالب الدكتور جابر عصفور الأمين العام للمجلس القومى للترجمة المجلس الأعلى للثقافة، بطباعة الأعمال الكاملة لعبد الحكيم قاسم مفهرسة ومؤرخة حسب تاريخ نشر كل عمل. أما الجلسة الثانية التى أدارها الروائى يوسف القعيد تناول فيها النقاد رواية "المهدى" ،"قدر الغرف المقبضة" ،"طرف من خبر الآخرة". وفى كلمته أشار الناقد الدكتور حسين حمودة، إلى أن رواية قاسم "قدر الغرف المقبضة" تجسد للحياة المأسوية التى عاشها قاسم فى السجن وظهر ذلك فى استخدامه مفردات العتمة، الأشباح، وطالب الناقد الدكتور مصطفى الضبع المجلس الأعلى للثقافة بعمل مواقع فرعية للكتاب الراحلين من خلال موقع المجلس على الإنترنت حتى نستطيع أن نخاطب الشباب بلغتهم.
