بكت إيزيس. 20 عاما مرت علي رحيل والدها، والذاكرة الأدبية أفاتها " النسيان" كما يقول نجيب محفوظ. لم تعد أعمال عبد الحكيم قاسم متوافرة، والدراسات النقدية عنه قليلة، والندوات كل حين ..كل هذا أصابها بالخوف أن تسقط كتابات والدها إلي النسيان. ولكن الروائي خيري شلبي أضحك الجميع .قال خيري: "أعماله مثل اللحم المشفي بلا دهن أو شغت". أضاف شلبي في الندوة التي نظمتها لجنة القصة بالمجلس الأعلي للثقافة في ذكري مرور 20 عاما علي رحيل صاحب " ديوان الملحقات": قاسم هو صاحب أول تجربة حداثية بمعني الكلمة في الرواية العربية، روايته "أيام الانسان السبعة"، ومن سوء حظها أن صدرت معها رواية "موسم الهجرة إلي الشمال" للروائي السوداني الطيب صالح، ومثلما للناس حظوظ فللأعمال الأدبية أيضا حظوظ بغض النظر عن القيمة، تم الالتفات إلي رواية الطيب ونسيت رواية قاسم رغم أن "أيام الانسان" تزن أكثر من "موسم الهجرة". شارك في الجلسات الثلاث عدد من النقاد تناولوا بالنقد والتحليل أعمال قاسم . أشار الدكتور حسين حمودة، إلي أن رواية قاسم قدر الغرف المقبضة" تجسد للحياة المأسوية التي عاشها قاسم بين الجدران التي عاشها في القرية والسجن والمنفي. وطالب الناقد الدكتور مصطفي الضبع المجلس الأعلي للثقافة بعمل مواقع فرعية للكتاب الراحلين من خلال موقع المجلس علي الإنترنت حتي نستطيع أن نخاطب الشباب بلغتهم. وفي الجلسة الأولي التي أدارها الناقد الدكتور عبد المنعم تليمة اكد أن قاسم أجاد تصوير حياة المتصوفين داخل القرية لافتا إلي أن الصوفية التي كان يقصدها هي الصوفية الشعبية غير المرتبطة بسنن أو نصوص مقدسة. بينما قال الناقد الدكتور يسري عبد الله، إن عامل الزمن كان واضحا في كثير من روايات قاسم وخاصة رواية "أيام الإنسان السبعة" بداية من العنوان مرورا بالفصول التي كان كل منها يحتوي علي عامل زمني وصولا بخاتمتها التي تضمنت الوداع بمعني رحيل عالم ومجيء عالم آخر. بينما تناولت الناقدة الدكتورة أماني فؤاد في بحثها دراسة روايته "ديوان الملحقات" التي شبهتها بالمتوالية القصصية أو الديوان الشعري حيث استخدم أسلوباً مجازياً راقياً في الكشف عن خصوصية الريف المصري ووصف التجارب التي عاشها في قريته بلغه شعرية بليغة. في نهاية الجلسات طالب الدكتور جابر عصفور الأمين العام للمجلس القومي للترجمة المجلس الأعلي للثقافة، بطباعة الأعمال الكاملة لعبد الحكيم قاسم مفهرسة ومؤرخة حسب تاريخ نشر كل عمل.