عندما ينتحر شاب لفشله فى الحصول على عمل رغم أنه حاصل على دبلوم فنى منذ ما يزيد على 11 سنة وشعوره بالعجز عن تدبير نفقات الزواج رغم بلوغه سن الثلاثين، فمن المسئول؟ عندما ينتحر مدرس فيلقى بنفسه من الطابق الرابع للمدرسة بسبب رفض مدير المدرسة طلبه بالانتقال إلى مدرسة أخرى، فمن المسئول؟ عندما يظهر تشكيل عصابى جديد من أطفال الشوارع يقومون بتهديد الأطفال ويجبرونهم على اعمال التسول، فمن المسئول؟ عندما تذهب قرارات العلاج على نفقة الدولة إلى غير مستحقيها من الأغنياء ويحرم منها غير القادرين، فمن المسئول؟ عندما نقرأ فى معظم المواقع أن مصر تحتل المركز الأول فى التحرش الجنسى بالنساء، فمن المسئول؟ عندما نسمع عن التحرش الجنسى فى المدارس وبين الأطفال، فمن المسئول؟ عندما يتحدث خبراء الإعلام عن أن تزايد نسبة الفقر وراء العنف والطائفية وضعف الانتماء، فمن المسئول؟ عندما تنتشر الاعتصامات والاحتجاجات والمظاهرات، فمن المسئول؟ عندما تمتهن كرامة المواطن فى الداخل والخارج، فمن المسئول؟ إن المسئولية فى إسلامنا تكليف لا تشريف، ولا يتنافس عليها إلا الغافلون ومن ثم فكل فرد من المجتمع يتحمل عبء المسئولية كل بحسبه كما قال النبى صلى الله عليه وسلم من حديث عبد الله بن عمر: "كلكم راعٍ، وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راعٍ فى أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية فى بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راعٍ فى مال سيده ومسئول عن رعيته" متفق عليه. ومن الواضح أن هناك الآن من هم محترفون فى التفنن من التهرب من المسئولية، وبالتالى فلن ينصلح حال المجتمع والناس إلا عندما يشعر كل فرد بمسئوليته تجاه من يرعاهم ويتولى أمرهم ويعمل على تحمل تبعات المسئولية تجاههم، فساعتها فقط نعرف المعنى الحقيقى لكلمة المسئولية، حفظكِ الله يا مصر.
