مازال مستقبل العلاقات بين مصر وإيران يشغل بال الكثير من المحللين الذين يقدمون سيناريوهات مختلفة لمستقبل تلك العلاقة تتوقف على سير مجريات الأوضاع وتطوراتها فى المنطقة، لتتأرجح ما بين تحسن متوقع على المدى البعيد، أو جمود فى الحالة التى وصلت إليها خوفا على علاقات وتحالفات أخرى بمنطقة الشرق الأوسط، حيث نشرت هيئة الإذاعة البريطانية BBC، تقريرا قالت فيه إن التوقعات تشير إلى أن مصر وإيران الدولتان المتنافستان منذ أمد طويل فى الشرق الأوسط، فى طريقهما إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما بشكل كامل بعدما اتخذتا مؤخرا قرارا بإستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين. قال مراسل خدمة BBC بالفارسية محمد مانزاربور إنه فى الوقت الذى صرح فه نائب الرئيس الإيرانى حامد بقاى بأن تلك الصفقة تعد أحد "أكثر الاتفاقيات الاقتصادية قيمة التى وقعت بين مصر وإيران منذ 30 عاما"، ووصفها بأنها "انتصار للجمهورية الإسلامية"، كان الجانب المصرى أكثر تكتما بشأنها، حيث صرح رئيس هيئة الطيران المدنى سامح الحفنى بأن تلك الاتفاقية "مجرد اتفاقية تقنية بين الدولتين". وأضاف مانزاربور، أن واشنطن سارعت بالتعبير عن خيبة أملها فى حليفتها الإستراتيجية بالمنطقة بسبب قيامها بالمفاوضات مع إيران وحثت القاهرة على عدم الإقدام على توقيع أى اتفاقيات مع الجانب الإيرانى. وهو ما علق عليه الحفنى قائلا، إن ذلك مبالغة فى رد الفعل حيث "تم إخراج القصة من إطارها التقنى ووضعت فى مفهوم سياسى وهو ما يعد سوء تفاهم كلى"، ولكن مانزاربور يضيف أن أى اتفاقية بين إيران ومصر يكون لها بعد سياسى. ويشير التقرير إلى تصريحات نائب الرئيس الإيرانى التى قال فيها إنه يأمل أن تكون الاتفاقية الخاصة بالرحلات الجوية المباشرة بمثابة الخطوة الأولى نحو تسهيل القيود التى تفرضها مصر على الإيرانيين الذين يبغون الحصول على تأشيرة لزيارتها. ولكن يبقى تحقيق التغيير فى العلاقات الثنائية بين البلدين أمرا صعب تحقيقه، حيث توجد الكثير من القوى بالمنطقة لا تحبذ وجود تصالح بين إيران ومصر، وفقا لما صرح به مصطفى اللباد مدير مركز الشرق الأوسط لدراسات الإقليمية والإستراتيجية بالقاهرة. ويضيف اللباد أنه على مصر أن تزن قيمة تحالفها مع الولاياتالمتحدة دوليا وكذلك تحالفها مع الممكلة العربية السعودية إقليميا، لذلك سيكون عليها دفع ثمنا كبيرا لقاء أى تحالف تقيمه مع إيران على الساحة الدولية. من ناحية أخرى، يضيف اللباد أن يرى أن الحكومة الإيرانية تستفيد من الاتفاقية التى تعد بمثابة لفتة تصالحية، وأشار إلى أنها ستفيد الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد لأنه يحاول الآن إظهار قدرته على تحقيق نجاحات إقليمية، وكأن لسان حاله يقول " انظروا إلى سياساتى والدبلوماسية التى أتبعها يمكنها أن تحقق التقدم للنفوذ الإيرانى وأن تفتح أمامه الأبواب حتى مع المصريين". ويختتم مانزاربور تقريره بأن الخبراء يشيرون إلى أن هناك احتمالية بأن مصر تحاول الانفتاح تجاه احتمالية وجود حلفاء جدد فى المستقبل، ولكنهم لا يتوقعون حدوث ذلك فى المستقبل القريب.
