على أنغام أغنية "تحيا مصر" عرض فيلم تسجيلى لمسيرة كفاح الشعب المصرى مدته 5 دقائق، تخللته عبارات "لا للفساد، عاش كفاح الفلاحين، نحن مع أهالى دمياط، لا للعدو الصهيونى"، ومشاهد "الانتهاكات الأمنية، الإفراج عن إسراء، اعتقالات"، ومع هذا المشهد الذى كان بمثابة شحن معنوى، قرر شباب الفيس بوك استكمال المشوار الذى تواكب مع نهاية الفيلم ببداية طريق. كانت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين قد نظمت بالتعاون مع "شباب 6 أبريل" مؤتمر شباب 6 أبريل الأول، أكد خلاله الشباب على تمسكهم باستكمال ما توافقوا عليه مسبقاً، مؤكدين أنهم لا يقلون وطنية عن أى فصيل سياسى مصرى، وتناولوا خلاله مسيرة طريق بدأت يوم 23-3، عندما طرحت الفكرة نفسها لأول مرة بإنشاء جروب يحمل اسم "6 أبريل" تضامناً مع عمال المحلة والشعب المصرى، رافعاً باسمه شعار "لا للاستسلام" لتستعيد مصر شبابها من جديد. استهل المؤتمر محمد عبد القدوس، الذى عدد تاريخ النضال المصرى بدءاً من ثورة 19 وحتى ثورة شباب الفيس بوك 6 أبريل التى دخلت التاريخ من أوسع أبوابه، موضحاً أهمية وحدة الصف التى جعلت من الثورة عنصراً مؤثراً مع عرض الأفكار المحددة، بعيداً عن الهتاف بالشعارات والنزول إلى الشارع جنباً إلى جنب لتحقيق الجهود الإيجابية. قال ضياء الصايغ أحد ناشطى حركة 6 أبريل، الذى أعلن باسم الحركة قائلاً "شباب الفيس بوك خلاص حيسيب الكمبيوتر وينزل للشارع لنوصل مطالبنا وأهدافنا، قررنا نقول مطالبنا بأنفسنا، حنخوض التجربة ونكسب يا شعب مصر لأنها معركة من أجل المستقبل، إما أن تنجح ونعيش أو نعتبرها كتجربة للجيل المقبل نفخر بها". وأكد أحمد ماهر أحد معتقلى 6 أبريل أن أصحاب السلطة كانوا يعتقدون أننا شباب سطحى ومغيب ليس لدينا أية اهتمامات، لكننا تحركنا ولم نستسلم ونشرنا دعوة الإضراب على الفيس بوك، لأننا كثيراً ما نسمع عن المساواة والحرية دون أن نرى تحققها لأنها كانت مجرد مانشيتات فى الجرائد، مضيفاً أنه لا عيب فى محاسبة الرئيس الذى أسأله دوما، لماذا لم توزع الثروات فى مصر بالتساوى، ولماذا لم تقض على الفساد، ولماذا لم يتغير هذا النظام الفاسد الذى أفسد معه الحياة. قال ماهر إن الحلول الشعبية الذى قدمتها الحركة، هى حلول موجودة، وكان يمكن العمل بها منذ زمن، لكن الحزب الحاكم مصالحه تتعارض معها لذلك لا يستجيب. وأضاف أن الحركة خلال الفترة المقبلة، ستتعرف أكثر على مشاكل الناس لإدراجها على لائحة المشروعات الذى تتم صياغته ومحاولة لإيجاد حلول قابلة للتطبيق وليس مجرد شعارات. من جانبها قالت إسراء عبد الفتاح معتقلة 6 أبريل، إنها فخورة بالمؤتمر الأول التى تستكمل بداية التجربة لجروب "6 أبريل"، الذى غير الكثير واستنكرت ما يردده البعض عن فشل 6 أبريل فى 4 مايو، مؤكدة أنهم استطاعوا على الأقل القيام بما عجز عن القيام به آخرون منذ 25 سنة. قالت إسراء إنها اتفقت مع أحمد ماهر على أن يفعلا شيئاً، وأضافت: كتبنا دعوة ولم نكن نعلم أن هذا العدد الهائل من الناس الذى وصل إلى 77 ألفاً سيتضامن معنا، وسألنا عن سبب ذلك، فوجدنا أن السبب هو لقمة العيش، فنحن لم نتكلم عن تغير ولا طوارئ ولا تغيير دستور، ولكن تكلمنا عن حياتنا. وقالت إسراء إن حلمها أن يأتى يوم يكون للشعب فيه إرادة فى أبسط حقوقه وهى "لقمة العيش"، وأضافت: أريد أن يكون الشعب هو أقوى السلطات كما هو متعارف عليه فى الدول الديمقراطية وليس كما يحدث هنا "الشعب أدنى السلطات" ومن خلال 6 أبريل ستقول لا، سنفكر معا بشكل أكبر وسنوحد الصفوف مهما اختلف الفكر، معلنة أنها لن تتوب أبداً عن حب مصر. وقالت إسراء إن قرار الرئيس بالإفراج عنها قرار حكيم أراد من خلاله القول للشعب إذا حدث فى مصر شىء سىء، فلأنه لم يكن يعرف به وبمجرد أن عرف به، فأنه صحح الأوضاع، خاصة أننى أول بنت يتم اعتقالها منذ 25 سنة. أرجعت إسراء سبب فشل إضراب 4 مايو إلى قصر الفترة بين الإضراب الأول والثانى، بحيث لم يستطع الشعب إدراك الموقف خاصة بعد الاعتقالات والتى كان من الطبيعى أن يتخوف منها الشعب. ورداً على مقولة رفعت السعيد "إن شباب الفيس بوك لاسع" علقت إسراء قائلة إذا كنا لاسعين بس حققنا حاجة فياريت نكون لاسعين"! قال كريم البحيرى المعتقل الثالث فى إضراب 6 أبريل "نحب هذا البلد وسنبدأ من الصفر، ولن نسمح لأى أحد بأن ينتزع حريتنا، ولابد أن نخرج من الحفرة التى وضعنا فيها النظام، الذى لا نعرف هل هو ليبرالى أم اشتراكى أم ماذا، وسنقول رأينا مهما كان وإذا أرادونا فى السجون فأهلاً بهم. وأضاف كنت أكره النظام وحكومته قبل السجن لأنهم "جوعونا" وكرهتم بعد السجن لأنهم سلبوا حريتنا. وطالب البحيرى بالإفراج عن محمد مرعى وممدوح الصغير اللذين اعتقلا دون أى ذنب واعتقالهما مستمر حتى الآن. وعرض شباب الفيس بوك مقترحات وحلولاً لمشكلة الاكتفاء الذاتى من القمح وتتمثل فى إحلال زراعة القمح بدلاً من البرسيم وتوسيع رقعة الزراعة والاستثمار الأمثل للموارد المائية المتاحة، بالإضافة لمقترحات ربط الأسعار بالأجور ومطالب بخصوص قضية الغاز التى سيطرحها برنامجهم خلال الفترة المقبلة. أوضح عبد الرحمن مصطفى أحد نشطاء 6 أبريل مهام الجماعة خلال الفترة المقبلة فى العمل الجماهيرى بالشارع وحملات التوعية والدعاية والملصقات وتجميع توقيعات حمله "لا للغاز" و الاعتصامات للمطالبة بالإفراج عن معتقلى 6 أبريل الذين لا يزالون حبيسى السجون. وطالب محمد محمود أحد ناشطى 6 أبريل بإعادة الاعتبار للدولة ووضع نظام ضريبى عادل ووضع الفقراء فى الاعتبار وإعمال حقيقى لمبادئ الشفافية ومواجهة القانون لرموز الفساد والكسب غير المشروع ورفع مستوى المعيشة واتخاذ قرارات حقيقية بشأن الأجور ورفع الأسعار. رد محمود على وزير التنمية الإدارية، الذى قال إن المواطن المصرى يستطيع أن يعيش ب 167 جنيهاً فى الشهر، بقوله "إذا كان طبق الفول ب 2جنيه أى 180 جنيهاً فى الشهر". ودعا محمود لضرورة تفعيل المادة 23 الخاصة بتعديل اتفاقية الغاز مع الدول الأخرى وسط شعارات رفعها الشباب "بطرس غالى يا بطرس غالى ابعد عنى وسيبنى فى حالى، أحمد عز بياكل الوز وإحنا مش لايقين الرز". وأكد أحمد عبد العزيز رفض شباب 6 أبريل لتعديل المادة 26 من قانون الاحتكار والتى تتيح مزيداً من الممارسات الاحتكارية لصالح أحمد عز وأمثاله وطالب باستقلالية جهاز حماية المستهلك، بالإضافة لتحريك دعاوى قانونية تجاه المحتكرين ووضع آلية صارمة لتجريمهم. وطالب محمد عبد العزيز بوقف تصدير الغاز إلى إسرائيل العدو الاستراتيجى لمصر والمنطقة العربية، وتسال متعجباً عن سبب بيعه بثمن أقل من السعر العالمى، بينما ترتفع أسعاره فى مصر، وبالتالى ارتفاع أسعار المواصلات وغيرها. من جانبه قال عبد الحميد الغزالى إنه تأكد من خلال ذلك المؤتمر أن شباب مصر مازال بخير، وأن الأمل فى الشباب وأنه يساند شباب 6 أبريل لأنه سيقوم بتقديم الكثير لمصر مما لم يستطيع الكثير فعله ويطالب مع شباب 6 أبريل بالتمسك بحقوق هذا البلد. تساءل مجدى قرقر عن حق الشباب من التعليم والصحة والعمل وكذلك حق المرأة ووصف الأوضاع العامة بأنها جرائم ترتكب فى حق الشباب، وأكد أن المسئول الحقيقى عن عدم عمل الشباب والجرائم التى يرتكبوها تحت مسمى البطالة هى مسئولية الحاكم فى المقام الأول، لكن لا أحد يقول الحقيقة وطالب شباب 6 أبريل بالتمسك بمبادئهم والاستمرار على نهجهم. وعلقت كريمة الحفناوى بقولها إنها سعيدة بتلك الحركة الشبابية، وترغب فى أن تحافظ على نهجها وألا تهتم بالعقبات التى تقف فى طريقها.