يبدو أن انتفاضة الفلاحين باتت وشيكة، بعد أن اشتدت الأزمات من حولهم واقتحم الجوع بيوتهم، وأصبحت الاعتصامات والإضرابات وحوادث العنف هى السمة السائدة، كمحاولة للوصول إلى حياة كريمة. لم يكن غريبا أن يشهد شهر مايو 16 احتجاجا، تمثلت فى 6 اعتصامات و10 تظاهرات، كما بلغ عدد ضحايا طوابير الخبز 6 قتلى و 35 مصابا، وشهد الريف المصرى 7 حوادث عنف بين الفلاحين، سقط من جرائها 8 قتلى وأصيب 20 آخرون، فى حين تم القبض على 1230 لتنفيذ أحكام صدرت ضدهم لعدم سدادهم ضريبة الأراضى الزراعية، واعتقال 3 مزارعين آخرين. كانت محافظة الدقهلية هى الأكبر فى عدد الاحتجاجات. وقام الفلاحون بقرية منية سندوب بالاعتصام احتجاجا على قيام هيئة الأوقاف بتسليم أراضيهم لجمعية مستشارى مجلس الدولة، واعتصم أكثر من 250 أسرة احتجاجا على انقطاع مياه الرى أيضا عن أراضيهم منذ شهرين، واحتجت 400 أسرة من قرية البجلات التابعة لمركز منية النصرعلى قيام إدارة أملاك الدولة بتهديدهم بالطرد من مساكنهم، كما قام أهالى قرية سلكا التابعة لمركز المنصورة بالتظاهر وقطع الطريق احتجاجا على مصرع طفل على الطريق. وفى نبروه وميت غمر قام الأهالى بالتظاهر احتجاجا على عدم وصول حصتهم من الخبز لمدة يومين. وفى الفيوم قام أكثر من 300 مزارع من أبناء 4 قرى تابعة لمركز أطسا بالاعتصام أمام ديوان عام المحافظة احتجاجا على عدم وصول مياه الرى إلى أراضيهم الزراعية، وتظاهر أهالى قرية سيد بركات ومنشأة الأمير والبرنس وعزبة فرحات أمام ديوان عام المحافظة احتجاجا على انقطاع مياه الرى. واعتصم 15 فردا من أسرة واحدة فى أسيوط فى مستشفى أبوتيج المركزى وأضربوا عن الطعام احتجاجا على قيام المحافظة بالاستيلاء على قطعة أرض مساحتها 96 مترا من الأراضى الخاصة بهم، ولقى المواطن محمود سمير تمام مصرعه على يد شقيق صاحب مخبز، وذلك بسبب رفض المتهم بيع الخبز للمجنى عليه. وفى المنوفية تظاهر أكثر من 20 عاملا فى مشروع توصيل الخبز إلى المنازل أمام مجلس شبين الكوم احتجاجا على عدم تقاضيهم رواتبهم منذ شهر ونصف. وفى كفر الشيخ تظاهر أكثر من 300 فلاح احتجاجا على منع صرف حصتهم من الأسمدة. على جانب آخر، وقعت خلال الشهر ذاته حوادث اعتقال لعدد من الفلاحين، وبلغ عدد المحبوسين والمعتقلين فى شهر مايو 1233 مزارعا وكانت محافظة البحيرة هى الأكثر فى عدد الاعتقالات، وبلغ عدد المعتقلين بها 1330 فلاحاً.
