أعادت إسرائيل فتح معبر صوفا الحدودى مع قطاع غزة الواقع تحت سيطرة حركة المقاومة الإسلامية حماس، بعد توقف الهجمات الصاروخية الفلسطينية عبر الحدود، والتى وترت التهدئة التى توسطت فيها مصر. الأحد 29 يونيه 2008، أكد شهود فلسطينيون لوكالة فرانس برس أنه أعيد فتح معبر صوفا فى وقت مبكر من صباح الأحد، وأن عشرات الشاحنات تنتظر فى الجانب الفلسطينى لشحن البضاعة التى تنقلها شاحنات إسرائيلية. وكانت إسرائيل أغلقت ذلك المعبر الأربعاء بعد إطلاق حركة الجهاد الإسلامى صواريخ، رداً على مقتل أحد قادتها فى الضفة الغربية على يد الجيش الإسرائيلى. وتنص الهدنة التى دخلت حيز التنفيذ فى 19يونيه، رفع الحصار الإسرائيلى عن غزة تدريجيا، ووقف أعمال العنف، لكنه لا ينطبق إلا على قطاع غزة فى هذه المرحلة. وأعلن الناطق باسم مكتب تنسيق الجيش الإسرائيلى لقطاع غزة جيل كارى أن "حمولات ما بين ستين إلى سبعين شاحنة تتكون بالخصوص من مساعدات إنسانية ستعبر معبر صوفا الأحد". لكنه أضاف أن معبر كارنى الأساسى لنقل البضائع سيبقى مغلقا، مؤكدا أن "مشاورات ستجرى مساء اليوم للبحث فى إعادة فتحته". وكانت إسرائيل أعادت الأحد فتح ذلك المعبر جزئيا بين شمال قطاع غزة والأراضى الإسرائيلية، ولم تسمح بنقل الحبوب. من جانبها اعتبرت حركة حماس التى جددت تأكيد نفوذها فى القطاع، بعد إطلاق الصواريخ باعتقال عناصر مسلحة انتهكت الهدنة، أن إسرائيل لا تحترم الاتفاق المبرم بوساطة مصرية. وقال فوزى برهوم المتحدث باسم حماس لوكالة فرانس برس "حتى هذه اللحظة لم تف إسرائيل بالتزاماتها التى قطعتها أمام الجانب المصرى بالفتح التدريجى للمعابر، وإدخال البضائع كمواد تموينية وأساسية والوقود بكمية متدرجه". وأضاف أنه "حتى اللحظة الكميات التى تدخل كميات مقننة وفتح المعابر جزئى وليس تدريجيا"، مشيرا إلى "الإبقاء على بعضها مغلقا". قال برهوم "حتى اللحظة البضائع التى تدخل عادية وليست من المواد الأساسية والمواد الخام، وبالتالى حتى الآن لم تف (إسرائيل) بالتزاماتها، فتح المعابر وفك الحصار بالكامل عن قطاع غزة ولا بالتزاماتها، وقف كل أشكال العدوان ضد الشعب الفلسطينى". وأضاف "نحن فى حماس سنرقب الموقف الصهيونى من خلال المعطيات على الأرض ثم سنحكم من خلال المدة الممنوحه لهذا الاحتلال، كى يفتح كافة المعابر وينهى الحصار الاقتصادى المفروض على شعبنا". وأكد أن حماس "ستعطى الفرص الكاملة لنجاح التهدئة، وستسحب كافة الذرائع من أمام المحتل الصهيونى وستتواصل مع مصر وكل المعنيين بضرورة إنجاح التهدئة بالضغط على المحتل للالتزم بها". وتابع "سنقيم كل الأمور بما يخدم المصالح العليا وفى إطار التوافق الوطنى الفلسطينى، ومن المبكر أن نحكم على التهدئة إلا من خلال الفترة الممنوحة (لإسرائيل) والمعطيات على الأرض". وأكد برهوم "سننتظر حتى نحكم على هذا المحتل (لنرى) كيفية التزاماته وقف العدوان وفتح كافة المعابر". من ناحية أخرى هددت حركة الجهاد السبت بإطلاق مزيد من الصواريخ على إسرائيل إذا واصل الجيش الإسرائيلى عملياته فى الضفة الغربية، فى حين حذرت حماس التى تسيطر على قطاع غزة من أنها ستعتقل ناشطين آخرين إذا انتهكوا الهدنة.
