◄◄ جمعية التغيير تهتف: «إحنا رجالك».. وشباب الإخوان يرفعون شعار «بناتنا خط أحمر».. وحركة شباب مصر تتهم الطرفين بالتلفيق اللافتات الساخنة التى تدعو للمقاومة والتحرير ومواجهة الظلم والعدوان، هى هى لا تتغير، بصرف النظر عن المناسبة التى ترفع فيها، والنشطاء الذين يحملونها، يتساوى فى ذلك التظاهر من أجل تحرير القدس أمام نقابة المحامين، أو الاعتصام من أجل فتاة غيرت دينها بعد صلاة الجمعة عند مسجد النور، أو الاحتجاج على سلالم نقابة الصحفيين، أو المطالبة بتحرير الجامعة من الحرس الجامعى.. مناسبات لرفع الشعارات وتحرك النشطاء المسيسين، والشباب المتحمس، الباحث عن دور سياسى فى طرق مسدودة. آخر هذه المناسبات التى دفعت النشطاء والمتظاهرين لرفع لافتاتهم من جديد، بعد أن هدأت «موجة كاميليا» و«هبّة الأنبا بيشوى»، كانت بسبب فيديو كليب على اليوتيوب، يصور فتاة تتعرض للركل من أحد ضباط الحرس الجامعى، ارتفعت الصيحات والشعارات عالية بين الطلاب الذين تنقلوا بمظاهراتهم من الحرم الجامعى إلى الميادين الرئيسية ونقابة الصحفيين، وتحول فيديو الاعتداء إلى مجرد مناسبة جديدة، جاهزة لرفع الشعارات القديمة للقوى السياسية، دون أن يفكر المتظاهرون فى حسم حقيقة الفيديو أو إيجاد طريقة للحصول على حق البنت التى تعرضت للاعتداء، إذا تأكد ما ورد بالشريط. دخل أعضاء الجمعية الوطنية للتغيير على الخط، ونظموا مظاهرات بالزقازيق، مطلقين شعارات من قبيل «حرس الجامعة بره بره.. إحنا رجالك يا سمية»، و«كلنا سمية أشرف»، وأصدروا بيانات تستنكر وتدين وتطالب بمحاسبة المسؤولين باسم جمعية التغيير، باعتبار الواقعة حدثا سياسيا، وليس تجاوزا أو خطأ يستحق التحقيق فيه داخل أسوار الجامعة. من ناحية أخرى قفز شباب جماعة الإخوان على الحدث، ونظموا المظاهرات، تحت شعار «بناتنا خط أحمر»، و«نطالب بحق سمية»، و«أنا اسمى سمية أشرف»، بعد أن حملوا الحدث الأجندة الإخوانية بكاملها. ودخلت حركة طلابية تطلق على نفسها اسم «شباب مصر الصادق» على الخط، وأصدرت بيانا حول « فيديو سمية، تحت عنوان «كشف الكذب وإظهار الحقائق»، اتهمت جماعة الإخوان باتخاذ الجامعة ميدانا لنشاطها، وحملتها مسؤولية انتشار فيديو الاعتداء على الطالبة لتحقيق أهداف سياسية. ووجه بيان حركة «شباب مصر الصادق» نداء إلى طلاب الجامعة، قائلا: «اعلموا أن بينكم من يحب مصر بصدق، ولا يبغى إلا كشف الكذب، مشيرا إلى أن طلاب الإخوان المسلمين بالجامعة يقومون بتوزيع بيان بعنوان «مش هنسيب حقك يا سمية»، يحاولون من خلاله جذب تعاطف الطلاب برواية كاذبة عن طالبة تدعى «سمية»، ويقولون إنها ضربت بالأيدى والأرجل وأصيبت بكسور، ويقولون إن مصر محتلة، تنادى ويطلبون مد الأيدى تلبية لنداء مصر». وأكد البيان أن الجديد فى هذه الكذبة، هو أن الإخوان يرفضون الظهور فى الصورة بصفتهم، ويتخفون وراء جماعة تدعى «شباب التغيير». وقال البيان إن الطالبة «سمية» هى إحدى طالبات الإخوان المسلمين المتشددين بكلية الدراسات الإسلامية «جامعة الأزهر»، وتم تكليفها من قبل قيادات الجماعة بالقيام ببعض الأنشطة التى تروج للفكر الإخوانى، وان الإخوان المسلمين اتخذوا يوم الواقعة ضمن مسلسل أعمالهم الدرامية فى تعطيل الدراسة، ورددوا الهتافات المؤيدة لسياسات جماعتهم، وفق نص البيان، ودعوا الطلاب إلى مشاركتهم فى مسيرتهم لدعم سياسة الجماعة. من جانبهم وصف مسؤولو جامعة الأزهر فرع الزقازيق الفيديو سبب الأزمة، ب«سابق التجهيز» ودليلهم فى ذلك وجود الكاميرات التى تصور الاعتداء على سمية حسب ما ظهر بالفيديو، مؤكدين أن الأمر وما فيه هو إخضاع البنات المنتميات لجماعة الإخوان أو الناشطات لتفتيش حقائبهن منعا لتسريب منشورات داخل الجامعة، ولكن بما أن أزمة سمية « وسْعت من الجميع» المؤيدين والمعارضين، قررت إدارة الجامعة تعيين مشرفات أمن من السيدات، لتفتيش حقائب الناشطات، ومنع تسرب السياسة إلى الجامعة. هل انتهت عند هذا الحد أزمة سمية؟ لا أعتقد أن الأزمة ستنتهى قبل ظهور مثير جديد للمظاهرات، لكن المؤكد أن الأسباب والمثيرات كثيرة ومتوافرة مع بداية العد التنازلى لانتخابات مجلس الشعب، واللافتات جاهزة والشعارات مصكوكة، والمتظاهرون جاهزون دائما فى الأماكن المعهودة.