السؤال فجره نائب البرلمان اللبنانى سليمان فرنجية، بعد أن حذر من أنه إذا اتهم القرار المتوقع من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان حزب الله بقتل رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريرى، فستقع حرب أهلية فى لبنان خاصة أن الأجواء فى لبنان مهيأة فى انتظار الشرارة، وزاد فرنجية فى قوله إنه فى حالة انطلاق تلك الشرارة فإن ذلك يعنى أن قرار الحرب فى لبنان أتخذ دولياً. تصريحات فرنجية يمكن قراءتها على أكثر من وجه، وأهم الوجوه فيها أن لبنان هى انعكاس للأوضاع الإقليمية، بمعنى أنه المكان الذى يتم فيه تصفية الحسابات بين القوى الإقليمية المتنافسة أو المتناحرة فى المنطقة، وطبقاً لقراءة المشهد الإقليمى الحالى فإن هناك عددا من الأسئلة التى يجب أن لا يغفل عنها تفكيرنا، أولها.. هل ما يحدث فى لبنان له علاقة بفشل الضغوط الدولية على إيران لإقلاعها عن الدخول فى المجال النووى؟ وهل هناك ترتيبات إقليمية جديدة تسعى إليها أمريكا فى المنطقة؟ وهل يمكن الإقدام على تفجير لبنان من أجل أن تمضى إسرائيل فى تنفيذ مخططها الرامى إلى ابتلاع القدس كلية، وكذلك صرف الأنظار عن عودة اللاجئين الفلسطينيين، وينتهى الأمر بتسوية للقضية الفلسطينية طبقاً لرغبة إسرائيل؟ قد يرى البعض أن تلك الأسئلة هى قراءة متعجلة، لكن هناك مخاطر تلوح فى الأفق، أبرزها أن حزب الله وطبقاً لشواهد كثيرة لن يسلم بقرار المحكمة الدولية إن صدر وحمل اتهام لأحد قياداته، فمعنى موافقته على مثل هذا القرار أن كل مستويات الحزب بما فيها أمينة العام حسن نصر الله سيكون موضع مساءلة من المحكمة الدولية وهذا يعنى وضع الحزب فى خانة الاتهام، وبمقتضى هذا الاتهام تكون المحكمة الدولية هى العصا السحرية التى تحقق ما فشل فيه الآخرون، والمؤكد أن حزب الله لن يوافق على ذلك.
