اهتمت الصحف البريطانية بالانسحاب الأمريكى من العراق، وكتب روبرت فيسك فى مقاله اليوم بصحيفة الإندبندنت يقول، إنه مع انسحاب القوات الأمريكية القتالية من بغداد نجد أن أمريكا قد تركت بصمتها فى البلد الذى غزته قبل 7 سنوات، حيث استشرى الفساد والتعذيب واندلعت الحرب الأهلية. ويقول فيسك فى بداية مقاله، إن بعض الجنود الأمريكيين احتفلوا بانتهاء مهمتهم، بل إن بعضهم قال فرحاً إن الحرب ستنتهى خلال أيام قليلة، والجميع يقول هذه الجملة دون أن يستشيروا العراقيين حولها، لكن يبدو أن الحرب لم تنته بعد، فقد استهدفت تفجيرات انتحارية الأمريكيين على الطريق السريع الطويل المؤدى إلى بغداد، وسيكون هناك المئات من هذه التفجيرات فى مستقبل العراق. وإن كان الجنود الأمريكيون سيرحلون، إلا أنهم سيتركون وراءهم 50 ألفاً آخرين، يمثلون ثلث قوة الاحتلال، سيتعرضون للهجوم ويظلون فى حرب ضد المتمردين. صحيح أن هؤلاء مهمتهم من الناحية الرسمية تدريب رجال الجيش العراقى الذين يفتقرون لأبسط المهارات ويعتقد قائدهم أنهم لن يستطيعوا حماية بلدهم حتى عام 2020، إلا أنه سيظل هناك احتلال لحماية المصالح الأمريكية فى العراق. من ناحية أخرى، خصصت صحيفة الجارديان الكثير من التقارير والمقالات اليوم لمسألة الانسحاب الأمريكى من العراق، فكتب إيان بلاك محرر شئون الشرق الأوسط بالصحيفة يقول، إن العراقيين لا يزالوا يخشون على الأمن بعد رحيل القوات الأمريكية، ويقول إنه بينما تحتفل القوات الأمريكية بنهاية العمليات القتالية، فإن العراقيين كانوا يشعرون بمزيد من القلق إزاء الأوضاع الأمنية فى بلدهم بعد التفجيرات الانتحارية الكثيرة، وأيضاً فى ظل مخاوف من فشل السياسيين المتناحرين فى تشكيل حكومة جديدة. وأضاف بلاك، قائلاً: إن القلق من المستقبل قد حد من أى احتفال فى بغداد بنهاية العمليات القتالية فى الوقت الذى تتزايد فيه ضغوط الحياة اليومية بشكل كبير فى ظل نقص المياه والكهرباء التى تجعل الحياة أسوأ فى ظل حرارة الصيف. وفى تقرير آخر، تحدثت الصحيفة عن صعوبات ما بعد الانسحاب بالنسبة للجانب الأمريكى، حيث أشارت إلى أن المسئولين المدنيين الذين سيتولون المسئولية فى العراق بعد انسحاب القتالية سيواجهون الكثير من المصاعب منها ما يتعلق بخفض الميزانية وتخفيض قوات الحراسة إلى جانب إخفاق السياسيين العراقيين فى تشكيل الحكومة.