أعلنت الخارجية الأمريكية أن هناك مداولات بينها وبين الكونجرس بشأن نقل السفارة الأمريكية للقدس، فيما اعتبرت أن "أى عمل عسكرى تقوم به إسرائيل فى غزة بمثابة دفاع عن النفس لكن ينبغى أن تحسب الدولة اليهودية عواقبه". قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية شون ماكورمك، إن الولاياتالمتحدة تدرك أن هناك اضطراباً على المسرح السياسى فى إسرائيل وأن هذا الاضطراب سيأخذ مجراه، حسبما تمليه السياسة فى إسرائيل إلا أن ما يهمنا هو التركيز على عملية السلام وجوهر هذه العملية ومحاولة تحريكها للأمام على الجانبين. أضاف أن موقف الحكومة الأمريكية من القدس، هو أنها قضية خاضعة للمناقشة بين الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى، مثلها فى ذلك مثل عشرات القضايا الأخرى كالحدود واللاجئين. وأشار إلى أن القانون الأمريكى يعتبر القدس عاصمة لإسرائيل، وأنه ينبغى البدء فى نقل السفارة الأمريكية إليها، إلا أن هناك مراسلات فى هذا الشأن تجرى بين الإدارة والكونجرس. ينص تشريع صادر عن الكونجرس عام 1995 باسم "قانون السفارة الأمريكيةبالقدس" على أنه "ينبغى الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل كما يتعين نقل السفارة الأمريكية إليها فى موعد أقصاه 31 مايو 1999. لكن الرؤساء الأمريكيين بداية من بيل كلينتون وحتى جورج بوش الابن دأبوا على تأجيل نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس بموجب قرار رئاسى يصدر كل ستة أشهر بدعوى أن "التأجيل" يخدم مصلحة الأمن الأمريكى. ويستخدم الرئيس فى ذلك حقه الدستورى، حيث إن رسم السياسة الخارجية جزء لا يتجزأ من سلطاته التى لا ينازعه فيها أحد حتى الكونجرس، لكن الكونجرس يمتلك سلطة حجب أى تمويل لأية سفارة أمريكية فى الخارج، إلا أنه لم يستخدم هذه السلطة حتى الآن لوقف ميزانية سفارة أمريكا فى تل أبيب للضغط على الإدارة لتنفيذ قانون نقل السفارة. تسمح الولاياتالمتحدة لأهالى القدس، سواء من العرب أو الإسرائيليين، أن يستخدموا جوازات سفر صادرة عن "القدس" وليست عن الحكومة الإسرائيلية، لدخول أراضيها كما لا يدون فى خانة محل الميلاد بالنسبة للمولودين فى القدس دولة إسرائيل بل "مدينة القدس". وكان مرشح الديمقراطيين للرئاسة، السيناتور باراك أوباما، قد أثار جدلاً واسع النطاق حينما زعم فى خطابه، الذى ألقاه أمام المؤتمر السنوى للجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية (آيباك) بواشنطن الأسبوع الماضى، أن القدس هى العاصمة "الأبدية لإسرائيل". لكنه ما لبث أن تزحزح قليلاً عن موقفه فى تصريحات له الجمعة إذ قال إنه يعتقد أنه ينبغى أن تكون القدس هى العاصمة الموحدة لإسرائيل نظراً لتعذر إدارتها وهى مقسمة. وأضاف أنه مع ذلك فللطرفين الحرية فى التوصل إلى الاتفاق الذى يرضونه بشأنها. من ناحية أخرى علق ماكورمك على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت الخميس بأن القيام بعمل عسكرى ضخم فى غزة أصبح أقرب من أى وقت مضى. قائلاً إن لإسرائيل الحق فى الدفاع عن نفسها، وفى الوقت نفسه عليها أن تعى وتأخذ فى الحسبان عواقب ما ستفعله وتأثيره على الحل الحقيقى للقضية والتسوية السياسية الجارية مع الأطراف المسئولة المستعدة للتوصل لذلك. وأضاف أن الدفاع عن النفس ضد الهجمات الإرهابية يشكل مهمة محورية لأية حكومة، وأن الحكومة الإسرائيلية فى هذه الحالة ستتصرف بما يخدم مصلحة شعبها وصيانة أمنه وأمانة لكن فى النهاية عليها أن تأخذ فى حساباتها النطاق الأرحب وهو أن هناك حواراً سياسياً يجرى حالياً مع الفلسطينيين لحسم الخلافات بينهم وبين الإسرائيليين. موضحاً أنه إذا توصل الطرفان لاتفاق فإن واشنطن تعتقد بضرورة طرحه للاستفتاء وأن تختار الأغلبية العظمى من الفلسطينيين السلام بالتفاوض وأن تتخلى عن دعم جماعات الرفض "الإرهابية".