أكثر ما استفز النقاد والجمهور، الدعاية المكثفة والمبالغ فيها التى ساقتها شركة "جود نيوز" للفيلم سواء قبل تصويره أو بعده، حيث تعالت أصوات صناع الفيلم، بأن العمل يعد الأضخم إنتاجاً، ويضم نخبة من أبرز فنانى الوطن العربى، وهى النقطة التى لعبت عليها عائلة أديب باحترافية شديدة، ولسنا هنا ضد الدعاية ولكننا ضد المتاجرة بالفن والعمل بمنطق التاجر الشاطر "بياع الكلام"، مصحوبة بنظرة استعلائية، تسوقها أحياناً شركات الإنتاج بصفة عامة و"جود نيوز" بصفة خاصة. دعاية "جود نيوز" المبالغ فيها، جعلت البعض يعتقد أنه سيشاهد فيلماً من روائع السينما العالمية، وانتظرنا ملحمة فنية درامية سياسية كوميدية اجتماعية، ولكننا فى الواقع كنا أمام عمل مسرحى دعائى من 3 فصول و13 مشهداً. الفصل الأول "قبل التصوير" ◄المشهد الأول أخذ مخرجه يروج بأنه بصدد إخراج فيلم بعنوان "ليلة البيى دول" عن رائعة والده عبد الحى الذى توفى قبل أن يرى حلمه النور، وأن الأبناء سينفذون وصية والدهم، وسيجتمع فيه أكبر حشد من النجوم العرب فى فيلم "ليلة البيبى دول". ◄ المشهد الثانى تعمدت الشركة إبراز اسم المطربة اللبنانية هيفاء وهبى كبطلة للفيلم، حتى قبل أن توقع العقد، وبعد فشلهم فى الحصول على توقيعها لجأوا إلى زميلتها نيكول سابا، التى سارعت بقبول الفيلم وأعلنت أنه تحدٍ خاص بالنسبة لها. ◄ المشهد الثالث تعمدت شركة الإنتاج التهليل دائماً، بأن الفيلم يحمل مفاجآت كثيرة فى مقدمتها عودة محمود عبدالعزيز بعد غياب 5 سنوات عن السينما، وخرجت تصريحات محمود عبد العزيز بأنه رفض العودة للسينما إلا من خلال نص قوى وعمل متميز، موضحاً أنه رفض العديد من الأفلام لضعف مستواها! ◄ المشهد الرابع ساقت "جود نيوز" لفظ مفاجأة أكثر من مرة، فى مجلد الدعاية الذى وزع فى حفل افتتاح الفيلم الذى أقيم بفندق الجراند حياة، لدرجة أنها تعمدت إطلاق عبارة"مفاجأة" على الطاقم الفنى الأجنبى المشارك بالفيلم، بدءاً من مدير التصوير الإنجليزى هونج مانيلى، وانتهاء بخبير الماكياج ديديه لافيرج، مروراً بمتخصصة الشعر الفرنسية زوى. ◄ المشهد الخامس تضارب تصريحات النجوم حول أدوارهم فى حفل افتتاح بدء تصوير الفيلم لدرجة أصابت الإعلاميين بالربكة، حيث خلط البعض بين أدوارهم. الفصل الثانى "أثناء التصوير" ◄ المشهد الأول جو من الإثارة والتشويق حاولت شركة الإنتاج إضفاءه على الفيلم، حيث منعت صور المشاهد التى تم تصويرها عن الإعلاميين، ثم أخذت تسرب البعض منها للصحف والمجلات تباعاً، ومنها صورة "نور الشريف" العارية التى أثارت ضجة كبيرة فى الوسط الإعلامى والفنى. ◄المشهد الثانى "لعبة الصور" مارستها باحترافية شديدة الإتقان شركة جود نيوز حيث سربت صورة محمود عبد العزيز للصحافة فى أحد مشاهده بالفيلم وهو يحتسى "شوربة الزووو" كما أطلقوا عليها، والتى تعطى ضمن أحداث الفيلم مفعولاً قوياً ومنشطاً جنسياً، وهو الخبر الذى نشرته مختلف الصحف والمجلات. ◄ المشهد الثالث خناقة محمود عبد العزيز وروبى واعتراضه على ملابسها فى الفيلم، وهو ما يوضح أن الشركة تضع عامل "المثير الجنسى" نصب عينيها دائماً فى دعايتها، ومما يدل على عدم منطقية هذه الخناقة المفتعلة، على الرغم من أن محمود عبد العزيز نفسه له عدة أفلام ظهرت فيها بطلاته بملابس ومشاهد ساخنة مثل "سوق المتعة" و"الساحر". الفصل الأخير "قبل العرض" ◄المشهد الأول لم تتنازل شركة الإنتاج عن "المثير الجنسى" حيث جاءت إحدى أفيشات الفيلم عبارة عن"بيبى دول" ودبابة" ◄ المشهد الثانى نور الشريف يطلق تصريحات صحفية حول اعتراض إدارة مهرجان "كان" على الفيلم واشتراطها حذف مشاهد منه للموافقة على عرضه بالمهرجان. ◄ المشهد الثالث إعلان مدفوع الأجر على غلاف مجلة "فارايتى" و4 صفحات داخلية تكلف حوالى 25 ألف دولار، ادعت الشركة بأن المجلة تحتفى بالفيلم، ورفضوا التصريح بأن هذا مجرد إعلان فقط. ◄ المشهد الرابع طائرة خاصة لنقل 30 شخصاً من طاقم الفيلم وبعض الإعلاميين والنقاد من القاهرة إلى مدينة كان بفرنسا لحضور فعاليات مهرجان كان، وهو ما تفاخرت به شركة جود نيوز وتعمدت إبلاغه للصحفيين. ◄ المشهد الخامس ظهور مخرج الفيلم على القنوات الفضائية ورفعه للحذاء قائلاً "أمريكا هنا"، كدعاية للفيلم على أنه عمل فنى يعارض السياسة الأمريكية. موضوعات متعلقة: لا أحترم حكومات أمريكا وإسرائيل وأحترم شعوبهما هل أحسن عادل أديب تكريم والده! "سمك لبن تمر هندى" الميزانية وحدها لا تكفي