انتقدت منظمة "كير" للمساعدات الإنسانية آليات عمل قمة الغذاء العالمية، التى اختتمت الخميس أعمالها فى روما، ووصفت أسلوب القادة المشاركين فيها بالنفاق، مشيرة إلى أن الدول الصناعية تتحمل مسؤولية الجوع والفقر فى العالم. شككت منظمة "كير" فى مغزى وأهمية قمة منظمة الأغذية والزراعة حول الأمن الغذائى والتى بدأت فعاليتها يوم الثلاثاء 3 يونيو الحالى فى روما و انتهت أمس الخميس. وأكد رئيس مجلس إدارة المنظمة، هيربرت شارينبرويش، أن مصالح الدول المشاركة بالقمة تحول دون التوصل إلى نجاحها، وانتقد بشدة الهوة العميقة بين أقوال وأفعال العديد من رجال السياسة المشاركين بالقمة. وفى معرض نقده لآليات عمل قمة الغذاء قال شارينبرويش: "لا يمكن اعتبار توفير الدعم المالى لصادرات الدول الغنية أخلاقيا على الإطلاق، فى الوقت الذى يتم إعاقة الدول الفقيرة من بيع بضاعتها فى بلادنا"، مشيرا إلى أن الدول الصناعية الكبرى تتحمل قبل أى شيء المسؤولية عن كارثة الجوع الحالية. وطالب بإعادة التفكير فى التمويل المالى، الذى تقدمه الدول الغنية لمؤسسات مختلفة مثل البنك الدولى ومنظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولى، مؤكدا أن الأمر لابد أن يتعلق بالتجارة العادلة وليس بالتجارة العالمية الحرة دون إحكام قيود عليها، لأنه "لا أحد يتوقع أن تقوم الدول النامية بفتح أبوابها بينما ترفض الدول الغنية فى نفس الوقت أن تستورد البضائع من هذه الدول النامية". كما أكد هيربرت شارينبرويش، ممثل منظمة "كير" بألمانيا ولوكسمبورج، أن هدف القمة، التى يشارك فيها حوالى 50 من رؤساء الدول، يتمثل فى البحث عن حلول لأزمة الغذاء العالمية الحالية. لكنه يرى أنه عبر تقييم لاستراتيجيات عمل المنظمات الدولية سيتضح فشل نهج مثل هذه القمة وغيرها فى تحقيق أهدافها. فمنذ أكثر من 30 عاماً عقدت الأممالمتحدة مؤتمرا للغذاء العالمى فى روما عام 1974 بهدف البحث عن سبل للحد من كارثة الجوع خلال 10 سنوات، وأعقب المؤتمر قمة أخرى للغذاء عام 1996 تحمل نفس الهدف وكان يتمثل تلك المرة فى خفض نسبة الجائعين إلى النصف بحلول عام 2015. وتكرر نفس الهدف أيضا فى سبتمبر عام 2000 بوضعه جزء من أهداف الألفية التى أعلنتها الدول ال189 الأعضاء بالأممالمتحدة. كما عبر هيربرت شارينبرويش عن أن النوايا الطيبة وراء تلك القمم والمؤتمرات لم تأت بثمارها حتى الآن، بل على العكس فقد ارتفع أعداد الجائعين من 700 مليون شخص فى عام 2000 إلى 850 مليون فى العالم الحالى. ويرى شارينبرويش أن هذه القمم والمؤتمرات ليست فقط لقاءات مليئة بالنفاق وتفتقر للمغزى والأهمية، بل لا تستحق أيضا إنفاق الأموال لإقامتها. كما أكد أن أبرز نموذجين للنفاق وبيان الهوة بين القول والفعل يظهران فى خطاب كل من الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا والرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى. فالرئيس البرازيلى، الذى من المفترض أن يكون قائد الجبهة المعارضة للعولمة، امتدح فى خطابه مزايا مواد الوقود الحيوى ودافع عن حق البرازيل فى إنتاجها لهذه المواد، بالرغم مما اعتبره بعض الخبراء بكون الوقود الحيوى سببا رئيسيا فى ارتفاع أسعار الغذاء. أما الرئيس الفرنسى ساركوزى، الذى طالب فى كلمته أمام القمة بالدعم الكبير للزراعة فى أفريقيا، فوقف بشدة ضد ذلك فى إحدى جلسات الاتحاد الأوروبى من أجل توفير الدعم المالى الزراعى للاتحاد، وهو الأمر الذى وصفته الجريدة الفرنسية "لوشنتيه لوبريه" بالمدمر بالنسبة لإنتاج الغذاء فى أفريقيا مثله مثل الدمار الذى يجلبه وباء الجراد. جدير بالذكر أن منظمة "كير" تعد منظمة عالمية للمساعدات الإنسانية تعمل فى مجال محاربة الفقر بالعالم وأنشئت عام 1945 فى الولاياتالمتحدةالأمريكية ثم أصبح لها فروع فى عدد من دول العالم.