تعيش قرى وسط سيناء حالة من الهدوء الحذر منذ نحو أسبوعين، وسط محاولات للتهدئة بين البدو والشرطة، والبحث عن حلول إيجابية لمشكلة العناصر الخارجة على القانون، إلا أن هناك مخاوفا من تجدد الاشتباكات لكن بصورة أكثر شراسة من قبل الداخلية، وسط أنباء عن استعانتها بتعزيزات كبيرة من المحافظات المختلفة على رأسها قيادات أمنية كبيرة من القاهرة تستعد لمواجهة تراها حاسمة فى إنهاء ملف بدو سيناء. حالة الترقب انعكست على بعض العناصر الهاربة فى الجبال، والتى ترى أن ترسانة السلاح التى تملكها ليست موجه لأحد، وإنما غرضها فى المقام الأول لحماية أنفسهم والتصدى فى الوقت نفسه لبعض المحاولات الإسرائيلية للتسلل إلى سيناء، كما حدث من قبل 3 مرات من مستعمرة نيتسانا وتم تسليم الإسرائيليين إلى الأمن المصرى وأفرج عنهم فيما بعد. سالم أبو لافى المطلوب الأول للداخلية الهارب من سيارة الترحيلات أنشأ له صفحة خاصة على "الفيس بوك" عنوانها البطل سالم أبو لافى نشر فيها حواراته وبعض صوره، وقال فى أعلاها "كفاح حتى النصر ضد الحكومة حتى نسترد حقوقنا ليس فى سيناء فقط بل فى مصر كلها". يقول سلامة فياض أحد الهاربين من 81 سنة أحكام غيابية إنه رغم تسليمه للخريطة العسكرية الإسرائيلية واللاسلكى للأمن المصرى، إلا أن أحدا لم يفكر فى العفو عنه كنوع من المكافأة فى ظل رفضه وقتها لنصف مليون دولار لإعادة الخريطة واللاسلكى الذى لا يعرف مصيرهما حاليا. وأضاف فياض أن سلاحنا لحمايتنا وحماية أهلنا فى الصحراء، ولابد أن يوضع فى هذا الإطار لا أكثر، مشيرا إلى أن البدو أو بعض العناصر الهاربة تطالب بتدخل الجهات السيادية لحل المشكلة والبحث عن حلول ترضى الطرفين وفق القانون، خاصة أن أغلب القضايا غيابية وتفتقد إلى المصداقية لاستعانة الأمن ببعض العناصر التى تسعى لتحقيق أغراض خاصة بها، وقال إن المواجهة المسلحة ضدهم ليست فى مصلحة أحد؛ لأن كل الاحتمالات واردة، والموت بالنسبة لنا شهادة. وكان اللواء مراد محمد موافى محافظ شمال سيناء، ذكر أن الهدوء يسود المحافظة بعد بدء تفعيل قرارات اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية أثناء لقائه مع مشايخ وقيادات سيناء، مؤكداً أن جميع أبناء المحافظة حريصون على الصالح العام وتحقيق الأمن والاستقرار ودعم جهود التنمية، ويرفضون ما تقوم به قلة من الخارجين عن القانون يحاولون فرض سيطرتهم وإملاء شروطهم على الدولة. وأفرجت وزارة الداخلية عن قرابة 29 معتقلا جنائيا منهم 3 فقط من البدو، وليس من بينهم الروائى مسعد أبو فجر. وعلق موسى الدلح المتحدث باسم مجموعة وسط سيناء قائلا: إن المحافظ والأمن يريدون عزلنا عن أهلنا وهذا مستحيل أن يحدث، وللأسف كل المفرج عنهم ليس من بينهم معتقل سياسى، ولم يتم إعادة النظر حتى الآن فى الأحكام الغيابية. مضيفا إننا حريصون على استقرار سيناء ولسنا قطاع طرق، بل إن العرف القبلى هو الذى يحكمنا لا أكثر، وقال نأمل فى أن تصل الحقيقة لما يجرى فى سيناء للرئيس مبارك القائد الذى يعرف مدى ما قدمه البدو من تضحيات. وقال الدلح إن الحل فى تدخل قيادات من جهات سيادية تعرف مطالبنا المشروعة جيدا، وبالتالى يعرف كل شخص حقه وما عليه، وأوضح أن حالة التربص لا يمكن أن تقابل بالصمت أو الخضوع، مؤكدا أن الحل فى يد الحكومة، مشيرا إلى أن أغلب من يهربون فى الجبال عليهم أحكام غيابية ظالمة، لابد أن يعاد النظر فيها، مؤكدا أن مقتل عشرات البدو يقابل بصمت حكومى مريب. وأضاف فى تصريحاته ل"اليوم السابع" أنا على يقين أن الصورة لو نُقلت على حقيقتها للرئيس مبارك وللجهات السيادية ستكون الحلول سهلة ومتاحة والجميع سيقبل بها، مؤكدا أن العشرات وجدوا أنفسهم مطلوبين أمنيا وعليهم أحكام بعشرات السنين، وبالتالى ليس أمامهم فى ظل ما يرونه من ظلم إلا الهرب إلى الجبال والتسلح للنجاة بأنفسهم. وقال نحن سعداء فى الوقت نفسه بعمليات الإفراج عن المعتقلين من العريش فهذا الأمر خطوة نحو الإفراج عن كافة المعتقلين، ولولا مطالبنا بالإفراج عنهم ما خرج منهم أحد، ونطالب بإطلاق سراح المزيد من الأبرياء. وأشار إلى إن إسرائيل تستعد للأسف لبناء مستعمرة جديدة على حدودنا من أجل استغلال ثرواتنا من المياه وزراعة الحدود فى حين لم تفكر الحكومة المصرية فى حفر آبار عميقة على الحدود وزراعة آلاف الأفدنة وتوطين البشر للاستفادة من الثروات وإيجاد فرص عمل حقيقة للشباب بدلا من البطالة التى تأكل الجميع، مشيرا إلى أن التنمية كفيلة بحل كل مشكلات سيناء، وما زلنا ننتظر سعى بعض القيادات لطرح مبادرة جادة تحل المشاكل وفق القانون وترضى الطرفين محذرا من تعرض الأبرياء أو بيوتهم للأضرار فى حالة الاشتباكات مع الشرطة المدعومة بالمدرعات.
