"أنا السؤال والجواب، أنا مفتاح السر وحل اللغز، أنا بشر عامر عبد الظاهر".. بهذه الجملة كان يقدم النجم الكبير يحيى الفخرانى شخصيته التى جسدها فى مسلسل "زيزينيا" والتى يمر اليوم 18 عامًا على عرض أولى حلقاته، وكان يوافق 1 رمضان، حيث ينتهى أفراد الأسرة من تناول الإفطار ليجلسون أمام شاشة التليفزيون المصرى الذى كان يتميز بعرض أهم وأجمل المسلسلات لكبار نجوم الدراما. "زيزينيا" الذى يعد من أهم الأعمال التى كتبها الكاتب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة رصد فترة زمنية مهمة فى تاريخ مصر وهى فترة الثلاثينيات وحتى الخمسينيات، وركز على العلاقات الإنسانية التى كانت تربط المصريين بمختلف الجنسيات الذين كانوا يعيشون فى مصر، خاصة فى مدينة الإسكندرية التى دارت فيها أحداث الجزأين الأول والثانى، حيث قال محمد الحلو فى تتر مقدمة المسلسل "إسكندرية تانى وآه من العشق يانى والرمل الزعفرانى على الشط الكهرمانى والسحر اللى احتويته والبحر اللى احتوانى". جسد يحيى الفخرانى دور "بشر عامر عبد الظاهر" ببراعة وخفة ظل ورومانسية أيضًا حيث كانت تجمعه مشاهد بحبيبته "عايدة" التى جسدت دورها آثار الحكيم، ومازالت محفورة فى أذهاننا، خاصة وهى تناديه "بشغ" أشهر لادغة فى تاريخ الدراما المصرية. "بشر" أو "بوتشى" الذى كان "نصف مصرى ونصف يونانى"، نجح فى أن يجمع بين صفات ولاد البلد وأيضًا الخواجة المثقف الذى يتحدث أكثر من لغة، ويتعامل بشياكة ورقى مع النساء، واستطاع المسلسل رصد مشكلة العديد من المصريين الذين كانوا يعانون من الحيرة بين أب مصرى والذى جسد دوره الفنان حمدى غيث أو "عامر عبد الظاهر" وأم يونانية، والتى جسدت دورها ماجدة الخطيب أو "فرانشيسكا".
