أحد المسلسلات التي اشتهرت في الدراما المصرية خلال رمضان، وتدور أحداث المسلسل في مدينة الإسكندرية التي تتزيَّن، كل يوم، كعروس تستعد لزفافها، ويرصد أربعينيات القرن العشرين التي اشتهر فيها المصريون بنضالهم وكفاحهم ضد الاحتلال الإنجليزي، ويسلِّط الضوء على حياة الإيطاليين واليونانيين الذين كانوا يعيشون بمدينة الثغر في تلك الفترة. "أنا السؤال والجواب، أنا مفتاح السر وحل اللغز، أنا بشر عامر عبدالظاهر"، الشخصية الأساسية في مسلسل "زيزينيا" والتي أدى دورها النجم يحيى الفخراني، وأراد السيناريست أسامة أنور عكاشة، من خلال المسلسل الذي تم إنتاجه في 1997، أن يلفت إلى مشكلة العديد من المصريين الذين كانوا يعانون من الحيرة بين أب مصري وأم يونانية، لم يعبأ باضطهاد أشقائه من أبيه له ومحاولاتهم المستمرة لتهميشه، أثبت أن الدماء المصرية لا يمكن تغييرها من خلال اعتزازه بشخصيته واشتراكه في مقاومة الإنجليز رغم رغم محاولات أمه "ماجدة الخطيب" لاجتذابه لعادات وتقاليد اليونانيين. شخصية "نعيمة"، هي نموذج لإصرار المصرية "بنت البلد" الأصيلة في المسلسل، التي فقدت زوجها، خلال ثورة 19، ولكنها تجعل من "قهوتها" منبتًا للوطنية والأبطال الذين يخططون لاستمرار النضال ضد الإنجليز مثل "عزوز"، سيد عبدالكريم، و"الطوبجي"، أشرف عبدالغفور، ورغم براعة النجمة فردوس عبدالحميد في أداء دور "نعيمة"، إلا أن اسمها لم يكن مكتوبًا على التتر الخاص بالمسلسل، لإصرارها على كتابة اسمها قبل آثار الحكيم، وهو ما رفضه المخرج جمال عبدالحميد، فطالبت بحذف اسمها من تترات العمل. "بشغ"، لدغة اشتهرت بها النجمة آثار الحكيم، خلال أدائها لشخصية "عايدة" في الجزء الأول من العمل، ولم تكن تلك اللدغة متفق عليها أو موضوعة في نص أسامة أنور عكاشة، بل قررت آثار أن تضفي على الشخصية طابعًا خاصًا بها، ولم تلقَ تشجيعًا من المخرج جمال عبدالحميد في البداية، وتخلَّت عنها الفنانة هالة صدقي خلال أدائها للشخصية نفسها في الجزء الثاني. براعة المخرج جمال عبدالحميد تمثَّلت في الدفع بعدد من الشخصيات في عمل واحد بعد أن سبق لكل منهم القيام ببطولات فردية، مثل أحمد بدير "الشيخ عبدالفتاح" ونبيل الحلفاوي وجميل راتب "جوفاني"، وحمدي غيث "عامر عبدالظاهر"، إضافة إلى هدى سلطان وأبوبكر عزت وسماح أنور، إلى جانب الدفع ببعض الوجوه الشبابية، آنذاك، مثل أحمد السقا ومنى زكي، ورغم تخلي ما لا يقل عن 50% من أبطال المسلسل عن استكمل الجزء الثاني، إلا أنه عوَّض تلك الثغرة بالعديد من النجوم التي حافظت على السياق الدرامي للمسلسل، مثل هالة صدقي ووفاء صادق. الكلمات المصرية التي وصف بها الشاعر أحمد فؤاد نجم الإسكندرية، في تتر نهاية المسلسل، دخلت القلوب فور الاستماع لها، لم يرددها سكان المدينة فقط، ولكن كل من له ذكريات جميلة فيها، إضافة إلى لحن يخاطب المشاعر وضعه الموسيقار عمار الشريعي، مغلفًا بصوت المطرب محمد الحلو، ليغني الجميع "وعمار يا إسكندرية يا جميلة يا ماريا، وعد ومكتوب عليّا ومسطَّر ع الجبين". مسلسل زيزينيا، هو عمل درامي من جزأين، تم إنتاجه في رمضان عام 1997، من تأليف أسامة أنور عكاشة، وإخراج جمال عبدالحميد.