فى زمن ضاعت فيه القدوة الحسنة، وتاهت فيه الأخلاق، فلابد أن تتحمل فيه الأبناء أخطاء الآباء، ما هو الذنب الذى ارتكبته مريم ابنة ال9 سنوات لتحمل خطأ والدها المدمن للخمور. وضاعت الرحمة من قلب سليمان على والد الطفلة "مريم" الذى يتخذ من أحد أرصفة شوارع حى عابدين بيتًا له، ليحرق قلب ابنته ويكتب عليها انتكاسة رأسها طوال عمرها، عندما تمر أمامه وتراه يشرب الخمور فى الشارع، ويفقد وعيه ويترنح يمينًا ويسارًا وتسمع سخرية الجميع منه بأبشع صورها، فماذا يحدث لهذه الطفلة من مشاكل نفسية وعصيبة تؤثر عليها باقى عمرها؟!. "اليوم السابع" رصد استغاثة مريم التى وجهتها لكل المسئولين فى الدولة، لينقذوها ويأخذوا والدها ويضعوه بمركز لعلاج الإدمان، والتقى "سليمان" والد مريم 67 عامًا، والذى يعمل "عجلاتى" بحى عابدين، وكان هذا اللقاء.. إنت مدمن للخمور وعندك بنت؟ سليمان:آه.. والبنت مريم مش عاوز تتعالج عشان مريم؟ سليمان: ياريت، أنا عندى شقة فى بولاق الدكرور فى عمارة، عايشة فيها بنتى 9 سنين وطليقتى اللى المفروض أنها تدينى بنتى عشان أقعد فى شقتى بدل ما أعد فى الشارع، لأن الشقة باسمى وعداد النور باسمى، وأنا سيبتلها الشقة عشان بنتى". وأضاف أحد أهالى الحى الذى كان يقطن به سليمان والذى يدعى سامى إبراهيم محمد يعمل "عجلاتى" ويعرف الكثير عن حياته: "سليمان كان رجل "صنايعى" درجة أولى وكان عايش مع زوجته اللى وقفت جانبه كتير بما يرضى الله لكن إدمانه للخمور خلاه طلق مراته ورمى بنته، ياريت حد ياخده يعالجه بدل ما هو مرمى فى الشارع كده"، بالإضافة إلى أن مريم تسكن فى منطقة بولاق الدكرور مع والدتها فى بيت خاص ولكنها تقضى يومها كاملاً فى حى عابدين، لأن والدتها من ذلك الحى وتستأجر محلاً لبيع الخردوات كى يعينها على المعيشة. وقال يدعى عبد الفتاح راضى أيضًا من أهالى عابدين، ويعمل "عجلاتى": "سليمان بينام فى الشارع بره من يوم ما طلق أم مريم، لما بيصحى الصبح بيستنفع بعجلتين يصلحهم وبعدين بيروح يجيب خمرة ويشربها، وطبعًا البنت هنا لو طالعة تجيب أى حاجة من بره على الشارع بتشوفه وهو سكران والناس بتفضل تضربوا بشنط الميه والطماطم والخضار البايظ". وتابعت "هدى" والدة نورهان زميلة مريم فى المدرسة وصديقتها وجارتها فى عابدين: "مريم كل ما تشوف أبوها نايم فى الشارع نفسيتها بتتعب وبتقول الكلام كده لبنتى، وخصوصًا لما حد بيسألها ده باباكى بتزعل جدًا". وتقول والدة مريم التى رفضت الإفصاح عن اسمها أو ظهورها أمام الكاميرا، إنها تحملت مع "سليمان" والد مريم حياة مليئة بالمصاعب، حيث إنه كان يتطاول عليها بالضرب والألفاظ الجارحة والمهينة حتى بعد ما أنجبت ابنتهما مريم بعد 13 عامًا من زواجهما ظل كما هو بل حالته ازدادت سوءًا، وأيضًا بعد ما تم الطلاق لا يبالى بابنته وكل ما يهمه فى هذه الدنيا فى شرب الخمور فقط، وأنه رغم طلاقه منها إلا أنه يأتى ويطلب منها المال ليرضى رغبته فى شرب الخمور كل يوم على مسمع ومرأى من الجميع حتى ابنته. وتضيف أم مريم: "أنها تدعى الله عز وجل أن يعفى سليمان ويشفيه من إدمانه، من أجل ابنته الوحيدة، وقالت "ياريت أى حد ياخده يعالجه ويحطه فى مصحة لعلاج المدمنين، بنتى هتضيع منى بسبب أبوها". وأضافت الطفلة مريم: "أنا بحب بابا ونفسى يبطل اللى بيخده ويشربه ده، بيصعب عليا وبزعل وبتكسف أوى قدام زمايلى". وأكدت الإخصائية الاجتماعية مشاعل فتحى، بمدرسة مريم، أنها رغم ما تمر به من مأساة إلا أنها متفوقة فى دراستها وملتزمة جدًا، وعلاقتها مع زميلتها فى المدرسة حسنة للغاية.