"ومنين بيجى الشجن.. من اختلاف الزمن"، يبدو أن هذه الكلمات وهى أغنية تتر المسلسل الأشهر عربيا "ليالى الحلمية" تصف الحالة التى أصبح عليها التلفزيون المصرى، فمع مرور الزمن أصبح حاله يرثى له، بعدما كان الرائد الأول عربيا. وبعدما أعلن مؤخرا إنتاج جزء جديد من مسلسل "ليالى الحلمية" رائعة أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبد الحافظ، والذى يعد من ثروات إنتاج التليفزيون المصرى وقدم منه 5 أجزاء منذ 20 عاما، وشارك فيه مجموعة كبيرة وضخمة من أهم نجوم الدراما المصرية يحيى الفخرانى، صلاح السعدنى، أحمد مظهر، هشام سليم، حسن يوسف، صفية العمرى، وظهر اسم قطاع الإنتاج بالتليفزيون المصرى كشريك فى إنتاج العمل بجانب المنتج محمود شميس، بات السؤال الذى يطرح نفسه بقوة "هل يتسبب روتين التليفزيون فى تعطل خروج الجزء الجديد من ليالى الحلمية"؟. المخرج أحمد صقر رئيس قطاع الإنتاج بالتليفزيون المصرى يؤكد ل"اليوم السابع" أن صناع الجزء الجديد أرسلوا خطابا لقطاع الإنتاج لطلب دخوله شريكا فى الجزء الجديد موضحا أن هناك شروطا يجب توافرها قبل الموافقة على المشروع وهى استلام نسخة من السيناريو وإجازته من الرقابة وهذا لم يحدث حتى الآن، ثانيا الاطلاع على ميزانية الشركة المنتجة للجزء الجديد لمعرفة المبلغ الذى سيدخل به قطاع الإنتاج كشريك وهذا أيضا لم يحدث. وأضاف صقر أن خطة القطاع الدرامية لشهر رمضان مازالت معطلة لعدم وصول الميزانية المتفق عليها مع القطاع الاقتصادى حيث كان من المقرر أن يتم الإعلان عنها فى مؤتمر صحفى الشهر الماضى ولكن لم يحدث. "ليالى الحلمية" ليس مجرد عمل درامى ولكنه حكاية جيل بأكمله حيث عرض أول جزء منه عام 1987 وآخر جزء كان 1995 وبين الأحداث التى وقعت فى هذه الفترة عاش جيل الثمانينات مع مسلسل ليالى الحلمية بكل تفاصيله التاريخية وحكاياته الإنسانية، حتى أن الشخصيات التى ظهرت فى المسلسل من الصعب تكرارها مرة أخرى فمن أين نأتى ب"سليم البدرى" مرة أخرى أو "نازك السلحدار" و"العمدة سليمان غانم"، و"زينهم السماحى" وغيرهم. وفى ظل بحث قطاع الإنتاج بالتليفزيون المصرى كل عام على نصوص درامية لينتجها ويخوض بها السباق الرمضانى كان الأولى به أن يعرض فكرة إنتاج جزء جديد من أهم المسلسلات التى أنتجها فى فترة تعتبر من أزهى عصور التليفزيون المصرى وهى الثمانينات والتسعينات حيث كان التليفزيون بيتا لنجوم الدراما يحيى الفخرانى وصلاح السعدنى ومحمود عبد العزيز وممدوح عبد العليم وصلاح قابيل وأبو بكر عزت ومحمود مرسى وغيرهم الكثيرين.
