أكد حسن الشامى رئيس الجمعية المصرية للتنمية العلمية والتكنولوجية، أن كل يوم هناك رؤى إصلاحية، إلا أن أكثر من نصف الجهد يضيع فى مهاجمة الرؤى الأخرى، وذلك يرجع لعدم وجود مقياس عام واحد يمكننا من الحكم على هذه الرؤى، وتساءل هل الحق واضح عند الجميع وأن مجتمعنا لا يحب العلم؟، كما أن العالم المتقدم يطلق علينا الدول ما قبل الحديثة وهل نحن بعيدون عن الدول الحديثة؟ جاء ذلك فى ندوة الجمعية التى عقدت بمكتبة مبارك العامة وحضرها عدد من المفكرين والمثقفين وأعضاء الجمعية ورواد المكتبة، وأوضح الشامى أن الإصلاح السياسى ضرورة حتمية يفرضها الواقع الحالى وعلينا أن نلجأ لبحوث الرأى العام لنصلح الواقع السياسى، ونحن شعب أقل من الحداثة ولابد أن تكون قوى التغيير أقوى من قوى الواقع التى لا تقبل التغيير. وأكد حسن الشامى، أن الدول التى تحرم من حرية الرأى محرومة من كل شىء، وإذا لم تكن نتائج جهد الحكومة رفاهية للشعب فإن الحكومة ليست عادلة، وأن التفكير العلمى بالنسبة لمصر والدول العربية هو موضوع الساعة، إلا أننا ابتعدنا عن العلم والسبب فى ذلك أننا مازلنا نتكلم عن ماضينا وتغاضينا عن أهم مبادئ التفكير العلمى. وتساءل الشامى، أين تكمن المشكلة الحقيقية؟ وأجاب أن البلاد التى تحرم من حرية السؤال وإبداء الرأى يتعثر التقدم فيها، لأن حرية الرأى والتعبير أولى خطوات الديمقراطية، ولا يوجد دافع عقائدى بأية ديانة يحرم السؤال حتى فى الأمور ذات الحساسية الكبيرة. ولذلك فاستبيانات أو استطلاعات الرأى العام عبارة عن بحوث ميدانية تهدف لقياس آراء الناس واعتقاداتهم ومشاعرهم تجاه موضوعات محددة فى المجتمعات الديمقراطية وذلك للتعرف على التوجهات الاجتماعية والسياسية المختلفة، كخطوة منضبطة لتنمية المجتمع ومعالجة الأزمات التى يواجهها، وتكون بمثابة المرآة التى ترى بها الشعوب أثر القوانين والأحداث والظروف المحيطة على المواطن ومدى نجاح تلك القوانين ومدى تأثير الأحداث فى سلوك وفكر المواطن وتحقيق تواصل اكبر بين صانعى القرار وأفراد المجتمع. واختتم الشامى مطالبا بضرورة الإصلاح السياسى الذى هو الأساس فى الإصلاح الشامل، وأنه لابد من توافر الإرادة السياسية لدى النظام الحالى للتغيير والإصلاح، وأنه بات من الضرورى الآن التوجه نحو آلية عملية حقيقة لتغيير الواقع الذى أفسده النظام الحالى. وفى مداخلة د. عبد الله شلبى أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس إن العقل المصرى يقع بين شقى الرحى وهما الاستبداد السياسى والأصولية الدينية، إلا أن الاستبداد السياسى الناتج عن الحكومة هو الذى وصل بالعقلية المصرية إلى هذه الحالة من التخلف وهو سبب تراجع مصر عالميا، وأن هناك حالة من الانفصام لدى الكثير من المفكرين والعلماء المصريين ومجتمعنا يعيد إنتاج الخرافة بشكل يومى. وأشارت عبلة عبد السلام عضو جمعية حماة اللغة العربية، أن مصداقية الأبحاث لدينا ذات أهمية للتقدم، والذى يعتمد على حسن التخطيط القائم على البيانات الصحيحة، وانتقدت الفوضوية التى تعانى منها المجتمعات العربية، وعدم الاستفادة من الوقت، وطالبت باحترام قيمة الوقت باعتباره أهم سمة من سمات الشعوب المتقدمة.