أحمد السجيني: تعديلات في قانون البناء لحل مشكلة الإحلال والتجديد    سفير إسرائيل بالأمم المتحدة يطالب بنقل قوات "اليونيفيل" بجنوب لبنان لمسافة 5 كيلومترات    كولر يوافق على رحيل حمزة علاء للإعارة ولكن بشرط    الصحة اللبنانية: أكثر من 2100 قتيل و11 ألف جريح منذ بدء الحرب    قوات الاحتلال تطلق قنابل مضيئة في حي الرمال وتشن غارة في محيط مفترق الغفري بمدينة غزة    تشكيل مباراة البرازيل وتشيلي في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم    حرامي قلبه جامد، ضبط عامل حاول سرقة سيارة ربع نقل متوقفة أمام كافتيريا بصحراوي سوهاج    نهى عابدين: أنا تركيبة صعبة ومش سهل أي حد يتعامل معايا وثقتي في الآخرين صفر (فيديو)    الكشف على 1436 مواطنًا في قافلة طبية مجانية بدمياط    عاجل - هجوم إسرائيل على إيران.. خطة بايدن ونتنياهو لضرب طهران (تفاصيل)    عاجل - الاحتلال يقتحم مدينتي يطا وقلقيلية في الضفة الغربية    عدوان جديد في قلب بيروت و22 شهيدا وحزب الله يتصدى ل8 عمليات تسلل للاحتلال    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم الجمعة 11 أكتوبر 2024    بعد تغييرها.. تعرف على سبب تعديل مواعيد مترو الأنفاق 2024    مفاجأة في الدفاع.. نجم الأهلي السابق يتوقع تشكيل منتخب مصر أمام موريتانيا    «فين أكبر قلعة رياضية في مصر!».. تعليق ساخر من إبراهيم سعيد بعد خسارة الزمالك الودية    «راجع نفسك».. رسائل نارية من رضا عبد العال ل حسام حسن    صاعقة في ويمبلي.. اليونان تهزم إنجلترا في الوقت القاتل    هشام حنفي: مباراة موريتانيا في متناول منتخب مصر وتصريحات حسام حسن تثير الجدل    محمد صلاح: يجب التركيز على مواجهة موريتانيا.. وتصريحات حسام حسن غير مناسبة    أوقاف شمال سيناء تنظم ندوات ضمن المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان»    حبس تشكيل عصابي تخصص في سرقة السيارات بمدينة بدر    هؤلاء معرضون للحبس والعزل.. تحذير عاجل من نقيب المأذونين    مصرع شخص وإصابة آخر صدمتهما سيارة ملاكي بالشيخ زايد    وفاة سيدة حزنًا على ابنها بعد 24 ساعة من دفنه في الإسماعيلية    القبض على مُعلمة متهمة بابتزاز الطلاب بحلوان    الأوقاف تعقد «لقاء الجمعة للأطفال» في 27 مسجدًا    هاشتاج دار الأوبرا المصرية يتصدر منصة X قبل افتتاح مهرجان الموسيقى العربية    بعد تصدرها الترند.. حكاية تعارف وخطوبة مريم الخشت وأحمد أباظة| صور    خذ قسطا من الراحة.. برج الجدي حظك اليوم الجمعة 11 أكتوبر 2024    إيمان العاصي تكشف رد فعل ماجد الكدواني بعد مشاهدة حلقات «برغم القانون» (فيديو)    دار الإفتاء تحذر من التحايل لاستعمال سيارات ذوي الإعاقة    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. 10 أدعية تجلب الخير والرزق وتزيل الهموم    الجرام يتخطى 4000 جنيه.. أسعار الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الارتفاع الجديد    «يخرج الحى من الميت».. إنقاذ طفل من رحم والدته بعد وفاتها في أسيوط    لو بتعاني منه في بيتك.. 5 طرق للتخلص من بق الفراش    إصابة 5 أشخاص فى انقلاب سيارة ميكروباص بكفر الشيخ    هالاند الهداف التاريخي لمنتخب النرويج فى الفوز على سلوفينيا بدورى الأمم    اختلاط انساب.. سعاد صالح تحذر المواطنين من أمر خطير يحدث بالقرى    تركي آل الشيخ يكشف عن حدث كبير خاص بعمرو دياب في موسم الرياض    روفكون الفائز بنوبل فى الطب لتليفزيون اليوم السابع: اكتشافى سيفيد ملايين البشر    عمرو سلامة: "مشكلتنا في تمثيل الأكشن أن معظم الناس مش بتعرف تتضرب"    عضو بالتصديري للحاصلات الزراعية يطالب بخطوات جريئة لمساندة القطاع الصناعي    سياسيون: زيارة الرئيس السيسي لإريتريا خطوة محورية لتعزيز الأمن والاستقرار    قراءة سورة الكهف يوم الجمعة: دروسٌ في الإيمان والثبات على الحق    وزير الصحة: إيزيس التخصصي يوفر 28 سريرًا و26 ماكينة غسيل كلوي لدعم صحة المرأة في جنوب الصعيد    التنمية المحلية: رصف وتطوير طرق شمال سيناء بتكلفة 1.2 مليار جنيه    أصعب نهار على «ميدو».. «النقض» ترفض دعواه وتلزمه بدفع 8.5 مليون جنيه لقناة النهار    اليوم.. قطع المياه لمدة 7 ساعات عن بعض قرى أطفيح بالجيزة    وكيل خطة النواب يكشف لمصراوي معنى "اقتصاد الحرب" وتأثيره على الدعم    محمود فوزى بندوة التنسيقية: الرئيس السيسى موقفه واضح إزاء القضية الفلسطينية    متحدث التعليم: تطوير نظام التقييم ليصبح أكثر شمولية وتركيزًا على المهارات والقدرات    أخبار × 24 ساعة.. بدء التشغيل التجريبى للمتحف المصرى الكبير الأربعاء المقبل    محمد أمين: السادات كان يدرك منذ البداية ما يحتاجه من الحرب    وزير التعليم العالي والبحث العلمي يتفقد المشروعات الإنشائية بجامعة الأقصر (صور)    محافظ شمال سيناء يشهد إحتفال مديرية التربية والتعليم بذكري انتصارات أكتوبر    البركة في يوم الجمعة: مكانة الدعاء وأثره في حياة المسلم    الجامعات المصرية تحقق إنجازًا جديدًا في النسخة العامة لتصنيف التايمز «HE» العالمي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى الذكرى ال45 لرحيل الزعيم.. عبد الحكيم عبد الناصر يكشف أسرارا جديدة: أمى كانت "تغار" على أبى من نساء سوريا.. وتحية كاظم لم تحارب من أجل لقب السيدة الأولى.. وعائلة عامر غير مقتنعة بأن المشير انتحر


نقلا عن العدد اليومى...
على الرغم من مرور 45 عاما، على رحيل الرئيس جمال عبدالناصر، فإن هذه السنوات الطويلة لم تنل من شعبيته، ولم تنجح كذلك موجات الهجوم المنظمة من الإخوان، وغيرهم، فى أن تمحو صورة الزعيم من وجدان المصريين، ولم يصبح الأمر مقصورا على من عاشوا فى أيامه فقط، وإنما فى الأجيال الجديدة، وهو ما ظهر فى ثورتى يناير و30 يونيو، إذ كانت صورة عبدالناصر حاضرة فى كل الفعاليات المتعلقة بالوطن والكرامة.
وبعيدا عن السياسية، هناك العديد من الجوانب والأسرار الشخصية فى حياة عبدالناصر، الأب، والزوج، كشفها ل«اليوم السابع» نجله عبدالحكيم قائلا: إن مدير المخابرات الأمريكية صرح يوما بأن مشكلتهم مع جمال عبدالناصر، أنه رجل بلا رذيلة، لا نساء ولا خمر ولا يمكن شراؤه أو إخافته، ولا غبار عليه وليس له نقطة ضعف، فى حين أن السيدة تحية كاظم كانت تخشى وتغار على زوجها من نساء سوريا عندما كان الزعيم جمال عبدالناصر يتوجه إلى دمشق.. وإلى تفاصيل الحوار..
كيف كان عبدالناصر فى المنزل بعيدا عن منصب رئيس الجمهورية؟
- انشغال أبى طول الوقت بشؤون مصر، لم يمنعه من القيام بدوره كأب، بكل ما تحمل الكلمة من معنى، كان مراقبا ومتابعا جيدا لدراستنا وللدرجات التى نحصل عليها فى كل مادة، ومن يقل عن المستوى المطلوب، يعاقب ويحرم من الخروج أو الذهاب إلى النادى، لذلك كنا حريصين دائما على الحصول على درجات عالية لتجنب عقابه الذى قد يقتصر على نظرة لكنها أشد تأثيرا من الضرب، وفى الإجازات وخاصة يوم الجمعة كان يخطف من الزمن ساعات بسيطة ليلعب معنا ونركب الدراجات سويا ونلعب كرة القدم، وفى الصيف كانت الإسكندرية هى مقصدنا وتركنا بالمعمورة ذكريات لم ولن تنسى وهو يداعبنا فى البحر ويدربنا على السباحة.
هل عاش أبناء عبدالناصر طفولة مميزة بحكم منصب والدهم؟
- بالعكس تماما لم نشعر يوما أننا أبناء رئيس، أو أننا ينبغى بحكم منصب والدنا أن نحصل على معاملة خاصة.
وهل الأمر نفسه ينطبق على السيدة تحية كاظم حرم الرئيس جمال عبدالناصر؟
- لم تتدخل فى الحياة السياسية بشكل أو بآخر، كانت بعيدة تماما عن الأضواء ولم تلعب أى دور سوى أنها سيدة المنزل فقط، أمى عاشت حياتها مثل الكثير من الأمهات والزوجات المصريات لا يشغل بالها سوى زوجها وراحته، ولم تظهر إلا فى المناسبات التى كان يفرضها البروتوكول، وكانت حريصة على الاحتفاظ بلقب «حرم الرئيس جمال عبدالناصر» ولم تبحث يوما عن أى لقب آخر سواء سيدة مصر الأولى أو غيره من الألقاب، أنا قضيت حياتى كلها لم أر أمى يوما تتصل بوزير ما أو تتحدث مع أحد القيادات السياسية، إنما اقتصرت تعاملاتها مع السكرتارية الداخلية.
عبدالناصر كان يمتلك كاريزما خاصة جذبت إليه العديد من المعجبين والمعجبات، هل تسبب ذلك فى إثارة بعض المشكلات فى المنزل؟
- من أكثر المشكلات التى كانت تؤرق أمى، عندما كان أبى يسافر إلى سوريا، بحكم أنها زوجة كانت تغار على أبى من «السوريات» على الرغم من أنها كانت تعلم تماما، بأنه رجل مستقيم، ولكن المرأة هى المرأة، ودعينى أقل: مدير المخابرات الأمريكية صرح يوما بأن مشكلتهم مع جمال عبدالناصر، أنه رجل بلا رذيلة، لا نساء ولا خمر ولا يمكن شراؤه أو إخافته، وهنا كان يقصد أنه لا غبار عليه وليس له نقطة ضعف أو نقطة سوداء تؤخذ عليه.
هل بسبب ذلك فشلت كل محاولات أمريكا فى رشوة عبدالناصر أو شرائه؟
- من المؤكد أنهم لم يقولوا هذا الكلام من فراغ، حاولوا ولكنهم فشلوا بسبب استقامة أبى، قدمت أمريكا مبلغا يصل إلى حوالى 4 ملايين دولار، رشوة مقنعة فى صورة مساعدة لمصر والنهوض بها على كل المستويات بعد الثورة، وكانت بمثابة رشوة غير مباشرة، ولكن أبى أخذ الأموال وبنى بها «برج القاهرة»، لذلك كنت فى قمة سعادتى حين استضاف الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس روسيا «بوتين» فى برج الجزيرة لتتحقق المقولة الساخرة السيسى أتى ببوتين بدعوة من جمال عبدالناصر فى مطعم بفلوس الأمريكان.
ما الموقف الذى يذكره عبدالحكيم لوالده جمال عبدالناصر؟
- كان أبى مدرسة قائمة بذاتها كل يوم أتعلم منه ما المعنى الحقيقى لكلمة «إنسان» بعيدا عن الرسميات والقواعد الخاصة برؤساء الجمهورية التى كثيرا ما تقيدهم عن الاختلاط بالشعب والتطلع إلى مشاكله، كان يلزم نفسه بعد كل اجتماع لمجلس الوزراء بقصر القبة أن ينزل إلى الشوارع بنفسه ويراقب الخدمات المقدمة للمواطنين دون حاجز، ولذلك كان هناك إدارة متخصصة لفرز رسائل وشكاوى المواطنين، وترسل له ملخصاتها يختار من بينها 30 أو 40 حالة يطلب أصولها ليدرس هذه الحالات من جانب ومن جانب آخر ليجبر العاملين بالإدارة على نقل الشكاوى بكل شفافية، حتى تحركاته بين البلاد والمحافظات كانت بواسطة إما القطار أو السيارات ولم يستخدم الطائرة إلا فى السفر خارج مصر أو لاستقبال رئيس زائر أو وفد أجنبى، وذلك حتى يكسر أى حواجز تحول بينه وبين الشعب، وأنا هنا أذكر واقعة شهيرة جدا، إذ كان أبى عائدا من إحدى الجولات بشوارع القاهرة، فى أثناء احتفالات شم النسيم، وفوجئنا به دخل المنزل غاضبا، وأجرى على الفور اتصالا تليفونيا بوزير الداخلية وقتها بدون ذكر أسماء يعنفه على مشهد رآه بعينه، العساكر يتعاملون بقسوة مع بائع البطاطا وغيره من الباعة المتجولين، ولم أستطع أن أنسى كلامه وقتها بالنص: لو الناس دى مش حتسترزق فى اليوم ده حتسترزق إمتى؟ انتوا بتعملوا كده ليه عايزين الناس تكره اليوم اللى حكمنا فيه البلد.
هناك العديد من الفنانين جسدوا شخصية عبدالناصر على شاشة السينما والتليفزيون منهم الفنان أحمد زكى ومجدى كامل وخالد الصاوى وجمال سليمان ورياض الخولى.. أيهم الأقرب لشخصية الزعيم؟
- على الرغم من الاختلافات والفروق الشكلية الكبيرة فإن «أحمد زكى» نجح فى تجسيد جمال عبدالناصر إلى حد كبير، يأتى من بعده مجدى كامل فى مسلسل ناصر فقدمه أيضا بشكل احترافى على الرغم من ضعف المسلسل إنتاجيا، أيضا رياض الخولى لعب الدور بشكل جيد خلال مسلسل أم كلثوم، فى حين أخفق خالد الصاوى فى نقل معالم الشخصية ولم يوفق بالمرة فى تجسيدها، أما جمال سليمان ففشل تماما فى محاكاة «ناصر» من قريب أو من بعيد، كما فشل المسلسل بالكامل فلم يقدم قصة عبدالحكيم ولا قصة جمال عبدالناصر إنما اقتصر على قصة حياة برلنتى عبدالحميد.
ما سر الصدام التاريخى بين ناصر وجماعة الإخوان؟
- لجماعة الإخوان تاريخ غير مشرف مع الضباط الأحرار ومن بينهم جمال عبدالناصر، فعندما كانت تخطط هذه المجموعة الشابة من الضباط للانقلاب على الحكم الملكى وإطلاق ثورة تحول مصر إلى جمهورية حرة مستقلة، كان هناك شبه مشروع تكاتف مع أطياف مختلفة من بينهم الإخوان، لكن كعادتهم رفضوا هذا التعاون وانتظروا ليروا الكفة ستميل إلى أى جهة، وبعد نجاح الثورة حاولوا ممارسة هوايتهم فى الركوب على الموجة من خلال الضغط على جمال عبدالناصر ليترك نفوذهم ليتغلغلوا فى الدولة، وبالتالى رفض «ناصر» تدخل هذا الفصيل بأى شكل فى الحياة السياسية مما أدى إلى محاولة اغتياله، ومن هنا جاء الصدام المباشر مع الإخوان بعد أن تم القبض على المتورطين بهذه العملية ومحاكمتهم، وبالفعل ملأت هذه العناصر السجون، حتى عام 63 عفا عنهم «أبى» وأعادهم إلى وظائفهم بالدرجات الوظيفية المقدرة لهم، لكن كعادتهم أيضا لم يصونوا الجميل وبدأوا سلسلة اغتيالات أخرى احتل اسم الرئيس «عبدالناصر» أولى قوائمها.
هل للإخوان يد فى رحيل «جمال عبدالناصر» وما مدى صحة الأقاويل المثارة حول اغتياله؟
- فى هذا التوقيت لم يكن لهذه الجماعة قيمة أو تأثير ولم تعد بيدهم القدرة التى تساعدهم على اغتيال «ناصر»، لكنى أؤكد أنها لم تكن وفاة طبيعية، وأنها كانت مؤامرة خارجية وداخلية نفذتها كل من إسرائيل وأمريكا بأياد داخلية خائنة لحماية مصالح الدولتين داخل مصر والشرق الأوسط وتحقيق مخططاتها من النيل للفرات والسيطرة على سيناء والدول العربية، الأمر الذى لا يمكن أن يحدث إلا بإزاحة مصر عن طريقهم، وبالتالى الإطاحة بزعيمها حتى تسلب قوتها، وما يؤكد ذلك حوار «عبدالناصر نفسه» بتاريخ 24 إبريل عام 1968 بعد أحداث الطلبة وبيان 30 مارس الذى قال فيه بالنص: «لو المسألة سيناء بسهولة ترجع» فصفق الحضور وأبدوا إعجابهم بالحديث مما جعله يهز رأسه بضيق شديد قائلا: «أنا كنت متخيل المثقفين بيفكروا مبينفعلوش، اسمعوا الكلام اللى بقولهولكوا، لو المسألة سيناء بس ممكن ترجع بتنازلات، نقبل شروط أمريكا وإسرائيل ونتخلى عن التزامنا العربى ويحققوا مخططاتهم من النيل للفرات ويسمح لإسرائيل بالدخول بقناة السويس»، وهذا ما حدث بحذافيره بعد وفاة عبدالناصر من خلال الاتفاقية التى تزعم السلام يمكن أضيف لها نزع السلاح تماما من منطقة سيناء، وهنا يجب أن ندرك تماما من هم المتورطون فى مقتل جمال عبدالناصر من الداخل قبل الخارج.
البعض يردد دائما أن هناك شكوكا فى تورط الرئيس الراحل أنور السادات فى مقتل «ناصر»؟
- لا أفضل الحديث فى هذا الأمر على وجه الخصوص، لأن هذه المعركة طالما دخلتها شقيقتى الدكتورة هدى، واعتبرها البعض أنها قضية شخصية، خاصة أننى تربيت مع أبناء أنور السادات وهم أصدقائى، ولا أريد أن تأخذ الأمور شكلا شخصيا أكثر منها كشفا للحقائق.
ما رأيك فى الانفتاح ومعاهدة السلام وهل هما إنجاز يحسب لأنور السادات أم إخفاق يحسب عليه؟
- الانفتاح بداية الفساد وانقطاع مصر عن حلم جمال عبدالناصر المختزل فى العدالة الاجتماعية لمدة 40 عاما، فكان الانفتاح بداية للعشوائية وبدأت مصطلحات جديدة بعيدة عن القيم والمبادئ فى الظهور مثل «اللى معاه كام يساوى كام» وغيرها، فانهارت القيم أمام المادة وانتشرت قضايا فساد كبرى فى هذه الحقبة، كفساد مواد البناء وموجة سقوط العمارات، وفساد المواد الغذائية.
- أما معاهدة السلام فكما ذكرت كانت معاهدة للسلام المزعوم، وهى فى الحقيقة بداية لتدخل أمريكا وإسرائيل فى شؤون مصر الداخلية وتقليص دورها فى المنطقة العربية، لذلك كانا أكبر سقطتين فى عهد أنور السادات ويعدان إخفاقا يحسب عليه.
تردد أن والدك اختار السادات نائبا له بناء على ضغوط أمريكية؟
- هذا غير صحيح بالمرة، فلم يرضخ يوما أبى لأى ضغوطات خارجية، لكنه كان يحب السادات ويثق به، والذى لا يعرفه البعض أن هناك بعض الفترات التى وصل فيها نواب ناصر إلى 4 أو 5 نواب لرئيس الجمهورية وكان من بينهم «المشير، حسين الشافعى، البغدادى، زكريا محيى الدين».
وماذا عن القضايا التى أعيد فتحها أيام السادات وخاصة قضية المشير عامر وأنه لم ينتحر واتهام والدك بقتله؟
- جمال عبدالناصر برىء تماما من دم المشير عبدالحكيم عامر، فالنائب العام والطب الشرعى والتحقيقات أثبتت أنه مات منتحرا، لكن أولاده رافضون لهذا الواقع، وأنا أقدر ذلك، لكن مازال هناك من يصطاد بالماء العكر لصالح أجندات خاصة.
ماذا عن مراكز القوة واستغلال بعض القيادات لسلطتهم فى ممارسة الضغوط على الشعب؟
- مراكز القوة ما هى إلا كذبة كبيرة وسيرة مبالغ بها، فإذا حسبنا بالورقة والقلم الإحصائيات تثبت أن نسبة الاعتقالات والدخول إلى السجون هى الأقل فى عهد «عبدالناصر» مقارنة بعهدى السادات ومبارك، ومن جانب آخر كيف لشعب كما يصوره البعض كان مكبوتا من هذه المراكز وما تمارسه من ضغوط عليه، ينزل مطالبا بعدم تنحى الرئيس الذى هو على رأس هذه المراكز أو السبب فى وجودها، والذى يؤكد أنها مجرد كذبة أنه فى عهد السادات وانقلاب 15 مايو المسمى بثورة التصحيح وفتح التحقيقات مع بعض 90 قيادة من مراكز القوة كما كان يطلقون عليها لم يثبت ضدهم أى إدانة.
هل كانت هزيمة 67 هى سقطة جمال عبدالناصر الوحيدة؟
- أعترف بأن هزيمة 67 كانت السقطة الوحيدة فى حكم «عبدالناصر»، لأن قيادات الجيش لم تكن بالمستوى المطلوب وقتها، وهو ما تم تداركه فيما بعد، التجهيز لحرب أكتوبر بدأ فى عهد عبدالناصر وهو ما أكده الفريق سعد الدين الشاذلى.
هل قرار تحول فيلا منشية البكرى إلى متحف جمال عبدالناصر جاء بعد ضغط معمر القذافى على حسنى مبارك؟
- فور وفاة والدى تقرر لأفراد أسرته حق الانتفاع بالفيلا حتى آخر فرد بالأسرة، لكننا بمجرد موت والدتنا طلبنا بأن تتحول إلى متحف فى حياة أعيننا، وسلمنا الفيلا التى عانت الإهمال والتجاهل فى عهد مبارك حتى جاء «معمر القذافى» زيارة إلى مصر وطلب أن يذهب لمنزل جمال عبدالناصر الذى كان قد وصل إلى حالة يرثى لها، فضغط القذافى على مبارك لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتحول الفيلا إلى متحف لكن الثورة عطلت الإجراءات، ولكن قريبا سيرى هذا المتحف النور.
ما رأيك فى أداء الأحزاب السياسية التى تنتمى ل«الناصرية»؟
- جمال عبدالناصر وتجربته وفكره أكبر من أن يوضع داخل دائرة محددة، فمكانه الأساسى لم يكن يوما داخل الأحزاب، لكنه كان ومازال فى وجدان الشعب المصرى، والدليل على ذلك أن المواطنين البسطاء \البعيدين عن الحزب رفعوا صور «ناصر» فى الثورتين، وهذا ما يؤكد فشل هذه الأحزاب.
يردد البعض دائما أن الرئيس عبدالفتاح السيسى خليفة للرئيس جمال عبدالناصر!
- الرئيس السيسى ربنا عوضنا به خيرًا بعد 40 سنة انقطاعا عن مشروع وحلم «ناصر» فى العدالة الاجتماعية، وعلى الرغم من أن لكل منهما إنجازاته وشخصيته وكاريزمته الخاصة، فإنهما متفقان فى فكرة إعادة التزام مصر عربيا ومراعاة العلاقات العربية والإسلامية والأفريقية، لذلك فهو بالفعل خليفة «عبدالناصر» والمقارنة بينهما تسعدنا.
ما حجم التركة التى تركها لكم «عبدالناصر»؟
- لم يترك لنا أبى من الأموال شيئا يذكر، لكنه ترك لنا السيرة العطرة، فكم من رؤساء وملوك كانوا السبب فى بؤس شعوبهم وتركوا فى المقابل لأولادهم ثروات لا تحصى، لكن دون جدوى، فثروتنا الحقيقية هى محبة أبى فى قلوب المصريين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.