دعا أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية، المجتمع الدولى إلى التجاوب المنصف مع المطالب الأفريقية المشروعة إزاء تمثيل أفريقيا بصورة عادلة فى مختلف محافل النظام الاقتصادى والسياسى الدولى، وبما يضع حداً لحالة التهميش التى تواجهها القارة وغيابها عن تلك المحافل. وأكد وزير الخارجية، فى مداخلته التى ألقاها اليوم أمام الاجتماع الوزارى التحضيرى لقمة أفريقيا– فرنسا المنعقد فى مدينة نيس الفرنسية، أن أفريقيا وهى تطرح هذا المطلب العادل، إنما تقوم بذلك وهى تقف على أرض صلبة بعد أن قامت بتطوير منظومة كاملة للسلم والأمن أثبتت فعالية حقيقية من خلال آلية الإنذار المبكر ومجلس السلم والأمن والقوة الأفريقية الجاهزة، مشيرا إلى أن التحديات التى تواجه الاستقرار والأمن والتقدم فى أفريقيا عديدة، وأن مصر تعمل دائماً مع شقيقاتها فى أفريقيا ومع الشركاء الدوليين من أجل مواجهتها. وقال إن ملف تغير المناخ يعد أحد أكبر تلك التحديات التى تواجه الشعوب الأفريقية اليوم، لأن تهديد تغير المناخ لأفريقيا، ليس فقط فى أوضاعها البيئية، بل فى مصادر قوتها، مثل زراعاتها وأراضيها الخصبة وسواحلها بل وبعض مدنها الساحلية المعرضة للغرق. وأضاف وزير الخارجية أن أفريقيا تواجه تحديات متراكمة ومترابطة أخرى، من بينها أزمة الغذاء، وتلك التى ترتبط بتحديات الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية مثلما تتأثر بتحديات تغير المناخ وعجز الاقتصاديات الأفريقية عن الوفاء باحتياجات التكيف المطلوبة لتجاوز أزمة صنعتها أطراف دولية أخرى خاصة، وأن أفريقيا، وهى الأقل إسهاماً فى الانبعاثات الدولية، تدفع وحدها ثمن الإفراط الذى اتسم به الأداء البيئى الدولى على مر السنين، موضحا أن فرنسا تمثل أحد أهم الشركاء الدوليين لأفريقيا، ليس فقط بحكم اعتبارات التاريخ والجغرافيا، بل كذلك بفعل ما يبديه الجانب الفرنسى من التزام إزاء تأسيس شراكة حقيقية مع أفريقيا تتأسس على تبادل تجارى نشط وتواجد استثمارى فعال وهجرة رشيدة، مضيفا أن أفريقيا تستحق فرصا أوسع وأولوية أكثر تقدما فى مجالات نقل التكنولوجيا وتطوير تكنولوجيات صديقة للبيئة وفرصا تجارية أكثر عدالة دوليا، وهى تعول على تفهم الشريك الفرنسى وكافة أطراف المجتمع الدولى للرؤى الأفريقية فى تلك المجالات. وأشار أبو الغيط إلى أن القادة الأفارقة يبدون عزما واضحا للبناء على مسيرة متكاملة من العمل الأفريقى المشترك تهدف للنهوض بأفريقيا اعتمادا على ذاتها وأن أفريقيا أثبتت، بصورة لا لبس بها، قدرتها رغم كل التحديات على تحقيق التنمية ودفع مستويات النمو والأخذ بأسباب البقاء والتأثير على الساحة الدولية، مؤكداً أن أفريقيا اليوم تتطلع لشراكة متكافئة ينهض فيها كل طرف بمسئولياته دون مشترطات أو تجاهل لخصوصية الأوضاع بأفريقيا.
