قالت صحيفة "ايه بى سي" الأسبانية إن قضية الحجاب أصبحت مثار جدل فى أوروبا نتيجة لاختلاف الآراء حوله، حيث يوجد دول ترى ضرورة حظره لأسباب تتعلق بحرية المرأة بالإضافة إلى تحقيق الأمن والسلامة، وهناك من يرى أن ارتداءه يمثل حرية شخصية. وأضافت الصحيفة أنه لا بد من تفسير ما ورد فى القرآن بشأن الحجاب لمعرفة ما إذا كان الحجاب فريضة بالفعل أم أنه "تقليد" للمسلمات، مشيرة إلى أن هناك نزاعا قائم بين المسلمين حول مدى مشروعية ارتداء الحجاب. وقالت إن هذا النزاع يرجع إلى عهد "النبى محمد" حيث ووفقا للبعض فإنهم يرون فرضه على زوجاته غيرة منه عليهم، تفسيرا للآية 59 من سورة الاحزاب والتى تقول "يَأَيهَا النَّبىُّ قُل لأَزْوَجِك وَ بَنَاتِك وَ نِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيهِنَّ مِن جَلَبِيبِهِنَّ ذَلِك أَدْنى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيما"ً، ووفقا لتفسيرهم فإن الالتزام بالحجاب يقتصر فقط على نساء النبى دون غيرهم. وأشارت الصحيفة إلى أنه ومنذ أربعة عقود كان الحجاب فى القاهرة التى تعد أكبر تجمع للمسلمين فى العالم لم يكن منتشرا بين السيدات، ولكن الآن أصبح من لا يرتدين الحجاب أقلية، وفى طهران أصبح الحجاب رمزا دينيا وواجب. وتابع تلا صحيفة بالقول إن الغالبية العظمى من الدول الغربية تكون أكثر تسامحا بشأن ارتداء الحجاب، فى حين تميل معظمها إلى حظره بالكامل، لأسباب تتعلق بسلامة وكرامة المرأة "، مؤكدة أن إسبانيا واحد من أكثر البلاد الأوروبية تسامحا فى ارتداء الحجاب حيث يمثل حرية شخصية، ومسموح به فى الأماكن العامة. واستطردت الصحيفة: أما فرنسا فهى البلد الأوروبى الأكثر عداء للحجاب الإسلامى فقد أصدرت قانونا يحظر ارتداءه فى المدارس، بجانب حظر ارتداء رموز الديانات الأخرى (تحت ضغط من القطاع العلمانى) كالصلبان، وقد أعلنت حكومة ساركوزى نيتها بتمرير القانون الذى يحظر عقوبة الغرامة للبرقع فى الأماكن العامة. وبالنسبة لألمانيا بحسب الصحيفة فقد قامت وزارة العدل بالحكم لصالح المعلمين الذين يرغبون فى ارتداء الحجاب فى المدارس وكان هذا فى سبتمبر 2003 وقضت المحكمة الدستورية الاتحادية بحظر الحجاب فى أربع ولايات اتحادية، ونفس الأمر ينطبق على إيطاليا التى أقر برلمانها فى يوليو 2005 ، بقوانين مكافحة الإرهاب بحظر ارتداء النقاب فى الأماكن العامة.
