أكد السيد ياسين، مستشار مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، أن الجماعة الإسلامية ليس لديها أى مشروع فكرى غير شعار "الإسلام هو الحل"، وممتلكاتها رسائل الإمام الشهيد، وتفكير سيد قطب الانقلابى التكفيرى، وما بينهما فراغ. قال ياسين "أنا ضد الدولة الدينية ومع الدولة المدنية التى تفصل الدين عن السياسة، مما يجعلنا فى مأمن من الصراع الطائفى"، مطالباً أن تقوم الأحزاب السياسية على مرجعية دستورية وليست إسلامية. وأشار خلال لقائه أعضاء نادى هيئة التدريس بالإسكندرية مساء أمس، الأربعاء، فى ندوة تحت عنوان "المشهد السياسى الراهن - رؤية مستقبلية" إلى أن اللحظة التاريخية الراهنة فيها تشتت سياسى وتدهور فى الخطابات السياسية للأحزاب المختلفة، وانتقلت هذه العشوائية الى الطلاب فى الجامعات، مما تسبب فى حدوث فوضى سياسية اجتماعية. وأكد ياسين أن المستقلين لا يمكن أن يقودوا انتخابات ناجحة ولا يمكن أن يقودوا الإصلاح السياسى بلا أحزاب تابعة لهم ولها رؤى وبرامج مدروسة، ولابد من الضغط على الحزب الوطنى وجره إلى مائدة التفاوض والحوار، لافتاً إلى أنه لا يوجد إصلاح من خارج النظام، واصفا ما طالب به أحد السياسيين الإعلاميين من وجود برلمان مواز، ورئيس مواز ما هو إلا انشقاق ونوع من التخريب. ونوه إلى أن المخاطر التى تعانى المجتمعات منها هى الانتقال من المجتمع الصناعى الى مجتمع المعلومات العامة، فالعالم أصبح متصلا بعضه ببعض، والبشر فى كل مكان يستطيعون معرفة كل منهم، فإذا زادت الفجوة بين الفقراء والأغنياء يصبح مجتمع المخاطر، ولو زادت البطالة تصبح المخاطر. وقال إن "الدولة استقالت من أداء وظيفتها الحقيقية، وأصبحت هناك أزمة فى الشرعية وفى الهوية والعقلانية بعد أن تدهور نظام تكافئ الفرص، وأصبح أتباع المستشارين يتم تعينهم فى النيابة بدرجة مقبول، ووجدت طائفة تعرف بمستشارى الوزراء تأخذ الآلاف شهريا بينما يتحصل المنتجون أنفسهم على ملاليم، فأزمة الشرعية وعدم رضاء المحكومين خلقت ظاهرة اللامبالاة السياسية، وذلك واضح فى انخفاض أعداد الناخبين والسعى وراء أكل العيش فقط، وصارت لدينا أزمة الهوية التى تتمثل فى بعض الأسئلة، وهى هل نحن مصريون أم مصريون وعرب أم مسلمون". ياسين أكد وجود أزمة سياسية تتمثل فى عدم دراسة الديمقراطية وظهور الخلافات داخل الأحزاب وحتى داخل المستقلين مثل الخلاف بين المنسق العام والإعلامى فى أى حركة أو حزب وغيرها، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية وعدم وجود استراتيجة للصناعة والأزمة الثقافية، وحدوث الانفصام الثقافى بين ثقافة النخبة وثقافة الجماهير. حضر اللقاء الدكتور ياسر زكىن رئيس النادى، والدكتور مجدى عجمية، والدكتور على بركات ،والدكتور عصمت زين الدين، وعمداء الكليات، وأعضاء هيئة التدريس.
