شن عدد من المفكرين والمثقفين المصريين هجوما حادا علي التيارات الإسلامية التي وصلت للبرلمانات العربية مرجعين سبب صعودها إلي ضعف الديمقراطية وسيطرة الأحزاب الواحدة علي السلطة في الدول العربية. وأكد المشاركون في ندوة "صعود التيارات الدينية في البرلمانات العربية" التي عقدتها مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدني ومؤسسة كونراد أديتاور الألمانية أن ضعف الحياة السياسية واختفاء الأحزاب القوية كان سببا في تزايد المتشددين في البرلمانات العربية. وأرجع د. أحمد كمال أبو المجد نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان صعود التيارات الإسلامية في العالم العربي إلي ضعف النسيج الديمقراطي في الدول العربية، لافتا إلي أن التيارات الإسلامية كانت هي الأكثر تنظيما عن الأحزاب في ممارسة العمل السياسي. وقال أبو المجد: إن أكثر ما يشغله ليس صعود هذه التيارات، ولكن التزام المسلمين بالإسلام المعتدل والبعد عن إراقة الدماء والمبارزة، مشددا علي فضيلة الحوار بين المسلمين بين أنفسهم أو مع الخارج. وأكد أبو المجد أن 80% من الفقه الإسلامي عمل بشري يستمد من أرض الواقع، وأن القاعدة التي تقول إنه لا اجتهاد مع النص غير صحيحة، مشددا علي أن الاجتهاد يبدأ مع النص، لافتا إلي وجود الكثير من النصوص التي تحض علي إعمال العقل وتقضي بأمور معينة، ولكن هذه الأمور غير نهائية أو جازمة أو غير ملزمة مادام طرأ علي النص جديد في المجتمع. وأوضح أبو المجد أنه ليس للأمير في الإسلام حق الطاعة المطلقة، كما تقول بعض التيارات الدينية التي وصفها بقوله "إنهم يمارسون البلطجة علي الإسلام". ومن جانبه أكد السيد يس الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن التيارات الإسلامية لا تعمل من فراغ وإنما هناك ضغوط دولية ومسارات لتغير أهدافها لخدمة الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأوضح أن مصر بها تياران إسلاميان الوسط والمتشدد الأول ليس لديه فكر مكتوب وإنما يتخذ مرجعية من فكر سيد قطب ورسائل الشهيد حسن البنا، ولكن من وقاع دراستنا للإخوان استطعنا تحليل المسكوت عنه في تيار الإخوان المسلمين، وظهر ذلك من خلال مشروع الحزب السياسي للإخوان الذي كان محاولة لتأسيس دولة إسلامية. وإذا انتقلنا إلي التيار المتشدد، نكتشف أننا أمام كارثة وهي أن جماعات الجهاد والجماعة الإسلامية تدعو للتكفير ومن لم يكن مسلما فهو كافر. وأشار د. أسامة الغزالي حرب النائب الأول لرئيس حزب الجبهة الديمقراطية إلي أن هناك قاعدة داخل كل المجتمعات بما فيها مصر، والتي شهدت نظما غير ديمقراطية ولأسباب كثيرة، وهي صعوبة القضاء علي التيارات الإسلامية، وفي ظل هذا ظهرت القوي الإسلامية باعتبارها الوريث القوي وهو ما حدث في إيران. ورأي منتصر الزيات المحامي بالنقض أن مصر تمر بمرحلة خطيرة متمثلة في التحول من الاستبداد إلي مرحلة التطبيع مع الشارع السياسي، ولكن الكارثة تتمثل في تمحك النظام السياسي في عملية الإصلاح، فنحن كتيارات نريد إصلاحا حقيقيا ونضالا مشتركا لنفرض أجندة وطنية مشتركة علي النظام المصري المستبد.