ما أبشع هذا العالم الذى يعيش فيه الإنسان.. يبيع ويشترى كل شىء حلالا كان أم حراما، لكن ما أفظع ما يتاجر فيه إنسان اليوم، وهو تجارة البشر وخاصة النساء والأطفال فيما يسمى (بالعبودية الجنسية.. حيث تشكل تجارة النساء الآن المرتبة الثالثة بعد تجارة المخدرات والسلاح فهل تصدق عزيزى القارئ وفق تقارير منظمة اليونيسيف أن المرأة أصبحت تباع بخمسة آلاف يورو أما الفتاة العذراء فيتم بيعها بمبلغ ثمانية آلاف يورو.. والشىء الأكثر خطورة هو استقدام فتيات صغيرات العمر لا يتجاوزن العاشرة من عمرهن لبيع أجسادهن إلى بعض المهووسين بالجنس من الرجال الأثرياء فى أوروبا وهذا النوع من التجارة هو الأخطر نظرا لاستغلال براءة الطفولة، ولكن السؤال الذى يراود العقول بقدر ما يراودن الأخيلة هو ما هى هذه الجريمة وأسبابها وعلاجها؟؟؟ جريمة الاتجار بالبشر أن برتوكول الأممالمتحدة اعتبر وقوع الجريمة مرهونا بتجنيد أشخاص أم نقلهم أو استقبالهم أو إيوائهم، وأن يكون ذلك باستخدام القوه أو التهديد بها وأيضا تحدث الجريمة باستعمال القسر الجبرى أو الاختطاف أو الاحتيال والخداع لنقل الأشخاص عبر دول مختلفة.. كذلك يكون اتجارا بالبشر استغلال ضعف إنسان للتربح أو الاستفادة من سلطة شخص على آخر ودفع مبالغ مالية أو منح مزايا له للحصول على موافقته لاستغلال من هو تحت سلطته أما صور الاتجار بالبشر فهى عديدة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر.. العمل فى الدعارة وسائر أنواع وأشكال الاستغلال الجنسى، كذلك فإن الزواج القسرى والسخرة فى العمل أو الإجبار على التسول والحصول على ناتجة أو الاستعباد والممارسات التى تقترب من الرق كالإجبار عنفا على العمل أو الخدمة قسرا فى أوضاع معيشية غير ملائمة بأجر أو بدون أجر مع الحرمان من مغادرة المكان، ومنع حرية التصرف فى المتعلقات كل ذلك يعيبر أشكالآ وصورا للاتجار بالبشر وأخيرآ فإن انتزاع الأعضاء البشرية لبيعها وغالبيتها تنتزع من أجساد أطفال مختطفين هى الصورة الأبشع لهذه الجريمة النكراء.. ويثور التساؤل عن السبب الذى يجعل إنسان العصر الحديث يقبل على نفسه أن يباع ويشترى وأن توافق امرأة على التفريط فى جسدها، وأن يقبل أب على بيع ابنه أو تزويج ابنته قسريا.. ذلك يرجع إلى الخلل الاجتماعى فى بنية الفرد والخلل الاقتصادى والسياسى اللذين يسودان النظام الدولى .. إن عولمة الاقتصاد أدت إلى تغيير خطير فى نمط الحياة وحاجات الإنسان، وهو ما أدى إلى تصاعد حدة المبدأ الاقتصادى القائل.. لكل شىء ثمنه.. وإلى جانب ذلك تدهورت الحالة المعيشية للأسر وازدادت معاناة الفرد وبصفة خاصة النساء والأطفال فى الوقت الذى ارتفعت فيه النزعة الاستهلاكية والرغبة فى التفاخر، فإذا أضفنا إلى كل تلك العوامل انتشار البطالة والتفكك الأسرى وازدياد حالات التشرد والضياع بين الأطفال لتصدع الزيجات بالطلاق والهجر أو الترمل لأدركنا لماذا يسعى الإنسان قليل الحيلة وضعيف الإرادة للهروب من هذا المجتمع.. ومواجهة هذه الظاهرة الخطيرة الفظيعة يتمثل فى القيام بإجراء مسح اجتماعى للوقوف على مظاهر وحجم الظاهرة فى مصر وإنشاء قواعد بيانات تساعد فى وضع برامج تثقيفية وتدريبية وإعلامية للتوعية بإخطارها.. وسرعة إصدار تشريع يجرم هذا النشاط ويغلظ عقوبة فاعلة.. وتقديم المساعدات الضرورية لدعم جهود مناهضة هذه الجريمة البشعة.. ووضع حوافز للإبلاغ عن الحالات المخالفة.. وضرورة تفعيل دور رجال الدين لنشر مفاهيم الدين الصحيح حول هذه الظاهرة البشعة.. خلاصة القول إنه لابد من تكاتف كافة الجهات المعنية لمواجهة هذه الجريمة، فالأرقام مذهلة والحقائق مفزعة تشكل خطر ظاهرة تمس كل بلد فى العالم وتمثل تهديدا شاملا لجميع المجتمعات.