اتفقت مصر والاتحاد الأوروبى على أهمية التحرك بشكل عاجل خلال المرحلة المقبلة إزاء تفعيل العلاقات الثنائية بين الجانبين، بما فى ذلك المضى قدماً بشأن الورقة المصرية لتعزيز العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى، والتى سبق لوزير الخارجية أحمد أبو الغيط طرحها على الجانب الأوروبى خلال اجتماع مجلس المشاركة المصرى الخامس فى العام الماضى 2009، وأنه يجرى العمل حالياً من أجل تحقيق أهداف تلك الورقة. وقال السفير حسام زكى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، إن أبو الغيط ترأس مساء أمس، الثلاثاء، الوفد المصرى فى لوكسمبرج فى اجتماع مجلس المشاركة المصرى السادس مع الاتحاد الأوروبى بمشاركة فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولى وكبار المسئولين المصريين من وزارة التجارة والصناعة والمالية، فى حين ترأس "موراتينوس" وزير الخارجية الأسبانى (دولة الرئاسة الأوروبية الحالية) الجانب الأوروبى بمشاركة المفوض الأوروبى "فولى" المعنى بالتوسيع وسياسة الجوار والمسئولين الأوروبيين المعنيين بالمجلس والمفوضية الأوروبية، مشيراً إلى أن أبو الغيط استمع إلى عرض من الجانب الأوروبى بشأن التطورات الأخيرة على الصعيد المؤسسى الداخلى الأوروبى فى ظل معاهدة لشبونة، ومن جانبه قدم أبو الغيط فى المقابل عرضاً حول التطورات فى مصر من جوانبها الاقتصادية والسياسية بشكل أساسى، وأثنى الجانب الأوروبى على إيجابية الخطوات فى الفترة أخيرة إزاء عملية الإصلاح على مختلف الأصعدة. وأوضح زكى، أن الوزراء والمسئولين الأوروبيين استمعوا إلى عرض من وزير الخارجية بشأن التقييم المصرى للأوضاع الحالية فى المنطقة بالتركيز على الجهود ذات الصلة بتحقيق السلام وأهمية التنسيق بين الجانب المصرى والأوروبى خلال الفترة الدقيقة المقبلة، مشيراً إلى أن المباحثات بين الجانبين ركزت كذلك على الوضع السودانى فى ضوء أهميتها البالغة لمصر، وكذلك التطورات العربية وفى منطقة القرن الأفريقى، كما تناولت المباحثات قضايا منع الانتشار النووى فى ضوء اقتراب موعد اجتماع مؤتمر المراجعة لمعاهدة منع الانتشار فى نيويورك، حيث أكد أبو الغيط على السعى المصرى والتمسك بضرورة تنفيذ مبادرة السيد الرئيس لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. وأكد زكى تناول الجانبين مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط والتى تتولى مصر رئاستها المشتركة حالياً مع فرنسا وإسبانيا، حيث اتفق الجانبان على ضرورة بدء سكرتارية المبادرة عملها فى أقرب فرصة ممكنة، حيث إن إطلاق عمل السكرتارية ما هو إلا خطوة أولى على طريق تنفيذ المشروعات ذات الصلة بالمبادرة والتى تهدف إلى تحقيق الرفاهية على جانبى المتوسط شماله وجنوبه، كما ناقش الطرفان الترتيبات ذات الصلة لقمة برشلونة للاتحاد من أجل المتوسط تحت الرئاسة المصرية الفرنسية الإسبانية، وكذلك قمة مصر/ الاتحاد الأوروبى التى ستعقد على هامش قمة برشلونة والتى يجرى العمل حالياً على الإعداد الجيد لها لكى تخرج بالشكل الملائم الذى يعكس وزن الطرفين المصرى والأوروبى، وكذلك ضمان تحقيقها لأهداف محددة تنقل العلاقات المصرية الأوروبية إلى آفاق جديدة.
