سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزراء الإعلام العرب يؤكدون أهمية دور الإعلام فى نشر قيم التسامح ومكافحة التطرف..الإمارات: الحرية شرط أساسى لانتعاش الإعلام..الأردن: الإعلام له دور مهم لمواجهة الإرهاب بجانب المعالجات الأمنية والعسكرية
أكد إبراهيم العابد مدير عام المجلس الوطنى للإعلام بدولة الإمارات العربية المتحدة، أن المصالح العربية لا تتحقق إلا بمزيد من التضامن والتفاهم والعمل العربى المشترك، والموقف الموحد إزاء الأزمات التى تواجه الجميع والإعداد للمستقبل برؤية تستند إلى تطوير مستمر للخطاب الإعلامى العربى وآلياته ووسائله، داعيا إلى ضرورة اتخاذ التدابير والإجراءات التى تضمن القضاء على الإرهاب واجتثاثه من جذوره. وأشار العابد، فى كلمته عقب تسلمه رئاسة أعمال الجلسة الافتتاحية للدورة السادسة والأربعين لمجلس وزراء الإعلام العرب خلفا لوزير الدولة الأردنى للإعلام الدكتور محمد المومنى ورأس وفد المملكة وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفى رئيس المكتب التنفيذى لمجلس وزراء الإعلام العرب، إلا أن هذا لن يتحقق من منظور أمنى فقط بل أيضا من خلال منظور ثقافى ومعرفى لبناء ذهنية عربية تستند إلى التسامح والتعددية والتعايش المشترك ومكافحة التطرّف والفكر الظلامى، موضحا أن الإعلام يشكل أحد أركان هذه المنظومة الثقافية والمعرفية المطلوبة لتحقيق ذلك الهدف من خلال نشر ثقافة التسامح والاحترام والتعددية والحوار بين الأديان ومحاربة الأفكار المتطرفة والإرهابية عبر كل الوسائل والآليات المتاحة والمبتكرة. الاهتمام بمجالات الفكر والثقافة والمعرفة لإحياء روح النهضة وقال العابد إن التغيرات التى شهدها الوطن العربى على مدار السنوات القليلة الماضية أدت لتعاظم الحاجة إلى الاهتمام بمجالات الفكر والثقافة والمعرفة لإحياء روح النهضة وفى ذات الوقت مواجهة الإرهاب والتطرف بكل ما يحملونه من أفكار ظلامية مقيتة، موضحا أن هذا الدور لا يتحقق إلا من خلال توفير هامش من حرية الفكر والإبداع للتعامل مع تحديات الواقع الجديد الذى تعيشه المجتمعات العربية فى هذه المرحلة الدقيقة من التاريخ. وأضاف العابد أن التطورات المتسارعة فى تكنولوجيا الاتصال والمعلومات أكدت أهمية دور الإعلام فى المجتمع ونتيجة لذلك برزت أساليب إعلامية حديثة باتت تؤثر فى الأداء الصحفى والإعلامى لوسائل الإعلام المختلفة فى تحسين وتطوير أدائها الفنى والتقنى والمهنى، موضحا أن هذا فرض على الجميع تحديات كبيرة فى مجال إعداد وتأهيل الكوادر الإعلامية والصحفية القادرة على التعامل الإبداعى مع مفردات التكنولوجيا بكل جوانبها ومقوماتها وأشكالها. وأضاف العابد أن الأمر لا يكمن فى تجديد الخطاب فحسب بل فى إطلاق مبادرات إعلامية ذات مقومات فكرية وثقافية راسخة، مشددا على أن الأمم التى لا تمتلك آليات إعلامها ومقوماته مكتوب عليها أن تعيش فى أزمة فكرية وثقافية تهدد معالم هويتها ووجودها، وفى ذات السياق، دعا العابد إلى ضرورة إعادة النظر فى المؤسسات الإعلامية لتكون مؤسسات تربوية ثقافية من الدرجة الأولى خاصة فى هذه الحقبة المصيرية من تاريخنا. الإرهاب أصبح يمثل تحديًا للأمة برمتها وليس لبلد بعينه ومن جانبه، قال وزير الدولة لشئون الإعلام بالأردن الدكتور محمد المومنى، إن الإرهاب أصبح يمثل تحديًا للأمة برمتها وليس لبلد بعينه، وأن المعالجات الأمنية والعسكرية جزء هام فى محاصرته والقضاء عليه، مشيرًا إلى أن هذا الجهد يتكامل مع دور الإعلام بقطاعيه الخاص والعام وبمختلف أشكاله فى مواجهة هذا الخطر. وقال المومنى إن معركة أمتنا وديننا مع الإرهاب هى معركة طويلة، تتطلب مواجهة عسكرية وأمنية وفكرية، وأن الإعلام قادر على لعب دور حاسم فى مواحهة الفكر المتطرف والحيلولة دون تمكينه من التأثير فى الرأى العام، مما يسهل تجفيف منابعه ومحاصرته تمهيدًا لتصفيته، مؤكداً على أن مهمة الإعلام المنتظرة فى مكافحة الإرهاب وتداعياته تتطلب منا إمعان النظر فى المستقبل وتنفيذ الاستراتيجيات العربية الإعلامية المتوفرة وفتح نوافذ التفكير لمواجهة آفة التكفير والنظر فى محتوى المنتج الإعلامى الموجه للجمهور والتصدى لوسائل الإعلام التى تمارس أدوارًا تحريضية مدمرة. مهمة الإعلام العربى التفاعل مع البعد الاستراتيجى ومن جانبه، أكد الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى فى الكلمة التى ألقاها نيابة عنه نائبه السفير أحمد بن حلى أن مهمة الإعلام العربى التفاعل مع البعد الاستراتيجى والصحوة العربية الجديدة للمساهمة فى تحقيق مقاصدها التى من ضمنها إيجاد مظلة أمنية عربية جماعية، وأحد مظاهرها إنشاء قوة عربية مشتركة ووضع الترتيبات اللازمة للاعتماد على الذات والقدرات العربية فى صيانة الأمن القومى العربى وإعادة التوازن داخل منطقتنا ومن حولها . وأشار العربى إلى أن أحد الأولويات حاليا تتمثل فى نتائج القمة العربية التى انعقدت نهاية شهر مارس الماضى فى شرم الشيخ والتى كان شعارها ومضمون مداولاتها الحفاظ على الأمن القومى من الأخطار التى تهدده مثل الإرهاب الذى استشرى خطره بشكل غير مسبوق على مدى الخريطة الجغرافية للوطن العربى، حيث أكد القادة العرب على الإرادة السياسية المشتركة لاتخاذ المواقف الحازمة لاستعادة المبادرة والفعل العربى للموقف العربى. وأكد العربى ضرورة التعامل بحصافة وموضوعية مع الأزمات التى يعانى منها عدد من الدول العربية، تلك التى أصبحت الأوضاع فيها مصدر توتر وصدام وصل أحيانا إلى التهديد بانهيار مقومات الدولة الوطنية، مشيرا إلى أن دور الإعلام هو الالتزام بحرفية المنهية وبقواعد السلوك الأخلاقى والحس الوطنى والقومى الذى يقود إلى ترطيب الأجواء بين الأطراف المتصارعة والبحث عن القواسم المشتركة وإشاعة مناخ الثقة بين الفرقاء المنخرطين فى الصراع لإسكات أصوات المدافع والبنادق ووقف مآسى النازحين والهائمين خارج بيوتهم وأوطانهم من خلال الجنوح إلى الحلول السياسية لإنقاذ الوطن وإعادة بناء مقومات الدولة وتحقيق عملية التغيير والإصلاح التى انتفضت من أجلها جموع المواطنين . وشدد العربى على أهمية دور الإعلام العربى الموجه إلى العالم الخارجى والذى يتطلب عدم التركيز على مخاطبة أنفسنا أو الانفصال عن عالمنا وإنما الانفتاح أكثر على الحركة الإعلامية العالمية ومواكبة مسارها بتقديم مضمون إعلامى عربى جديد ومقنع يخدم قضايانا ويعكس وجهة نظرنا ورؤانا وأولوياتنا باللغة التى يفهمها، مطالبا بضرورة طرح قضايانا بكل حرفية وإقدام بعيدا عن النمطية والروتينية وتكرار الموضوعات ذات الأهمية الثانوية. وقال العربى إن أحد جوانب رسالة الإعلام العربى الموجه للخارج تتمثل فى الدفاع عن عقيدتنا وثقافتنا وحضارتنا التى تتعرض لهجمة شرسة من قبل أوساط دعاوى صدام الحضارات ومن أولئك المتطرفين وأصحاب أيدولوجيات التمييز العنصرى الموجودين باستمرار وعبر مراحل التاريخ على طرف كل ثقافة ويتغذون على الإرهاب والجريمة المنظمة وبؤر التوتر والأزمات. الإرهاب والتطرف والمخدرات وتهريب الأسلحة تهدد أمن المجتمعات العربية ومن ناحيته، قال وزير الاتصال الجزائرى حميد قرين فى كلمته أمام الاجتماع إن العالم العربى يعيش مرحلة دقيقة وصعبة بالنظر إلى التحديات متعددة الأوجه التى تمس استقراره وأمنه، مؤكدًا أن ظواهر خطيرة كالإرهاب والتطرف والمخدرات وتهريب الأسلحة والهجرة السرية تهدد أمن المجتمعات العربية بأسرها. وأضاف قرين: أن الوطن العربى يتعرض اليوم لحملات تشويه مغرضة تهدف إلى زرع الفتن والتفرقة والنزاعات بالزج به فى صراعات تستنزف ثرواته وتعطل جهود التنمية فيه، ويتعين على الإعلام العربى القيام بواجبه لتمويل الرأى العام بالمخاطر المحدقة به والدفاع عن قضاياه المصيرية والتصدى لحملات التشويه التى تستهدف كيانه وهويته. وتابع قرين: أن الجزائر التى واجهت الإرهاب على مدى سنوات عديدة ودفعت ثمنًا باهظًا لدحضه لم تغفل فى تصديها لظاهرة الإرهاب والدور الأساسى لوسائل الإعلام توظيفها من أجل إبطال مفعول المخططات الدعائية للجماعات الإرهابية. ودعا قرين، المؤسسات الإعلامية العربية إلى تجفيف الجهود والتعاون فيما بينها من أجل التصدى للأفكار الظلامية والممارسات الهدامة التى تروج لها الجماعات الإرهابية والتى تنبذها مقاصد الأديان السماوية. وبدوره، أشاد المبعوث الخاص للرئيس اليمنى عبد الله الصايدى فى كلمته بدور الأشقاء العرب دون استثناء ومواقفهم المشرفة والأصيلة مما يجرى فى اليمن، وأكد أن الظروف والتطورات الاستثنائية التى تمر بها منطقتنا العربية خاصة فى اليمن وكذلك فى سوريا وليبيا والعراق تحتم علينا الوقوف طويلاً أمامها والاصطفاف فى جبهة عربية واحدة ومتماسكة تتصدى للمخاطر والتحديات الماثلة وتعمل على تحصين وصيانة أمن واستقرار بلداننا وأوطاننا . وشدد على أهمية امتثال القوى الانقلابية فى اليمن ومسانديها، دون مراوغة، لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وخاصة القرار 2216 لعام 2015م وتنفيذ كافة بنوده بإشراف آلية أممية وتنفيذ كافة بنوده التى تتضمن التأكيد على وحدة وسلامة أراضى الجمهورية اليمنية ودعم ومؤازرة الشرعية الدستورية ممثلة فى الأخ عبد ربه منصور هادى رئيس الجمهورية . وقال الصايدى إن تلك الظروف تلتزم على نحو جاد ومسئول بتنفيذ قرارات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة وعلى المستوى الوزارى على قاعدة مواكبة الإعلام العربى لمجمل التطورات والأوضاع التى تمر بها الأمة العربية مواكبة إيجابية وبناءة وبأداء إعلامى متميز يختلف عن شكل ومضمون ما كان عليه فى الفترات والمراحل السابقة وتأدية دوره الفاعل والمؤثر فى التصدى لظاهرة الإرهاب وما تعيشه الأمة من تطورات متسارعة وأزمات متلاحقة لابد وأن يكون الإعلام العربى على درجة من الكفاءة واليقظة لتغطيتها ومؤازرة أى تحرك سياسى عربى موحد لمواجهتها والتصدى لها. موضوعات متعلقة: - بدء أعمال الدورة ال46 لمجلس وزراء الإعلام العرب برئاسة الإمارات