بالتأكيد قد رأيت "التوكتوك" فى الحى الذى تقطن به إلا إذا كنت تسكن فى إحدى الأحياء الراقية! لكن هذا لا يمنع أن الفئة الكبيرة من المواطنين فى مصر تتعامل مع التوك توك وتستخدمه فى المشاوير القريبة بشكل مستمر ولا إشكال فى هذا كونه وسيلة مواصلات مُريحة نوعا ما فى الكثير من الأحياء الشعبية والتى يصعب على التاكسى الدخول إليها. تكمن المشكلة- عزيزى القارئ- فيما يسببه التوك توك من ازدحام وتكدس فضلاً عن التلوث البصرى الذى يُحدثه، كأن تجد مكتوبًا على نهايته عبارات غريبة ومثيرة للضحك وربما للاستهجان فى كثير من الأحيان مثل "اتنين ملهمش أمان الفرامل والنسوان" و"عشت عصفور دبحونى وعشت أسد احترمونى"، "والرجولة ملهاش قطع غيار"، والكثير على هذه الشاكلة والتى تعكس ثقافة سائقى التوك توك!. والقضية ليست فى الضجر والضيق الذى أشعر به أنا أو غيرى حين أقرأ هذه الكلمات لأنها ليست ثقافة وليدة اللحظة بل مستقاة من الميكروباص وعربيات النقل، ولكن فى الانزعاج الذى أشعر به حينما أرى التوك توك فى معظم شوارع المناطق الشعبية وهو يتوغل كالجراد فى كل مكان دون أن يوقفه أحد مُشوها إياها، بالطبع سيرد بعض الاخوة بأنه مصدر رزق للعديد من الناس ولا خلاف فى ذلك لكن هذا ليس مُبرراً لتشويه الشوارع والطرق لتتحول فى نهاية الأمر إلى مستنقع تكاتك. أخيرا وليس بآخر أنا مش ضد سواقين التوكتوك ولا ضد التوك توك فى حد ذاته لأنه فعلاً فاتح بيوت كتيرة، شئنا أم أبينا فهى حقيقة لا تدع مجالاً للشك ولكن نحن بحاجة إلى إدراجه كوسيلة مواصلات رسمية وتحديد أماكن معينة يقف فيها وعشان نكون صرحاء مع أنفسنا فالأحياء الشعبية مش ناقصة.. يكفيها التكدس السكانى الرهيب والعربيات الترامكوا المتهالكة!.