نبيل العربى يدعو لتضافر الجهود لتعزيز الاستثمارات لمواجهة التحديات

دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى، إلى تضافر الجهود لتعزيز الاستثمارات العربية البينية والنهوض بها فى مواجهة التحديات الراهنة التى تواجه المنطقة.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى، فى كلمته أمام افتتاح مؤتمر الاستثمار العربى الذى نظمه اتحاد المستثمرات العرب اليوم بالجامعة العربية، تحت عنوان "إرادة تحديات وتعاون دولى" إن المنطقة العربية تشهد الكثير من التطورات والتغيرات، التى تؤكد أهمية دور الاستثمار فى التنمية الشاملة، حيث أثرت التطورات السياسية الأخيرة فى المنطقة تأثيرًا سلبيًا على تدفق الاستثمار إلى الدول العربية، وأدت إلى ارتفاع معدلات البطالة وضعف نتائج برامج التشغيل فى معظم الدول العربية.
ولفت الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى، إلى أن الجامعة العربية عملت منذ إنشائها على تعزيز التعاون الاقتصادى فيما بينها لزيادة التجارة والاستثمار، حيث أقيمت العديد من المؤسسات المالية العربية لتحقيق الأهداف المنشودة، وقد توجت تلك الجهود بقرار القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية والتى عقدت بالرياض مطلع 2013 والخاص باعتماد الاتفاقية الموحدة لاستثمار رؤوس الأموال بالدول العربية لتتواءم مع المتغيرات الجديدة على الساحتين الدولية والإقليمية، وذلك لتوفير المناخ الملائم لزيادة الاستثمارات العربية البينية والمساهمة فى توجيه الاستثمارات العربية إلى داخل المنطقة العربية بدلاً من الخارج.
ونبه العربى إلى أهمية المؤتمر حيث يعكس رغبة حقيقية فى الدفع بالتنمية فى المنطقة العربية وتشجيع الاستثمارات البينية فيها، داعيا إلى ضرورة مناقشة العقبات والتحديات التى تواجه الاستثمار فى المنطقة العربية وسبل جذب الاستثمارات العربية المهاجرة، وإعادة توطينها فى الدول العربية والعمل على إقامة شركات استثمارية صناعية وخدمية للمستثمرين العرب للمساهمة فى توفير فرص العمل للشباب.
ونوه العربى بنتائج القمة العربية التى عقدت قبل أيام فى شرم الشيخ، حيث دعت الدول العربية ومؤسسات العمل العربى المشترك لتهيئة المناخ المناسب للاستثمار.
من جانبه أكد أشرف سالمان وزير الاستثمار، أن الحكومة المصرية تسعى بشكل حثيث إلى جذب الاستثمارات وتهيئة المناخ للنهوض بمعدل النمو الذى وصل إلى 5%، مشيرا إلى أن خطة الاستثمار تستهدف جذب استثمارات أجنبية مباشرة تصل إلى 10 مليارات دولار، لافتا إلى أن حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة حاليا لا يتجاوز 5 مليارات دولار وهى نسبة هزيلة للغاية.
وأعلن سالمان خلال كلمته فى المؤتمر استعداد الحكومة المصرية للتعاون مع مبادرة "ترويج "التى أطلقها اتحاد المستثمرات العرب لدعم وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
من جهته، أكد وزير الصحة عادل عدوى أهمية تمكين المرأة وتعزيز دورها للنهوض بالاقتصاد والتنمية فى المجتمع والعمل على تعزيز التعاون العربى المشترك فى مجال الاستثمار، خاصة فى مجال الصحة والسياحة العلاجية والتعليم وتبادل الخبرات فى هذا الإطار عربيا ودوليا.
ولفت إلى أن مصر تشكل أرضا خصبة للاستثمار فى شتى المجالات، موضحا أن وزارة الصحة المصرية أعدت ملفا شاملا حول فرص الاستثمار بمجال الصحة.
كما استعرضت ليلى اسكندر وزيرة التطوير الحضارى والعشوائيات الخطط الرامية للنهوض بالعنصر البشرى، وتطوير العشوائيات التى يقطنها نسبة كبيرة من المواطنين.
من جانبها أكدت الشيخة فريحة الأحمد الصباح، والتى تم تكريمها خلال فعاليات االمؤتمر ك"سفيرة للاستثمارات العربية" أهمية المؤتمر حيث يأتى فى وقت نحتاج فيه إلى إعادة النظر فى إدارة المشاريع الصغيرة والكبيرة من أجل الإنسانية والاستفادة من خبرات الدول المتقدمة لتنويع مصادر الدخل للفرد، ومواجهة الفقر والكوارث والبطالة.
وقالت فى كلمتها خلال المؤتمر إن المؤتمر يتناول قضايا الاستثمار وعودة رؤوس الأموال لتساهم فى تنمية المجتمعات العربية بما يعود عليهم بالخير والمصالح.
وأضافت أنه لا يخفى على الجميع اهتمام العالم اليوم بالجانب الاقتصادى واستخدام المال فى مكانه لتعمل على زيادة الدخل للدول النامية من خلال مجالات الاستثمار المتعددة، وتوظيف رؤوس الأموال بما يوفر فرص العمل وتقليل مستويات البطالة والتضخم، التى وصلت فى بعض الدول إلى أرقام مخيفة.
وأكدت أن المرأة العربية أثبتت جدارتها فى إدارة الاستثمار والشركات والمؤسسات المالية والبورصات، وباتت جزءا لا يتجزأ من المنظومة الاقتصادية العالمية مؤكدة على قدراتها الفائقة فى المنافسة والإدارة الناجحة الفعالة.
من جهتها أكدت الشيخة هند القاسمى رئيسة نادى الإمارات لسيدات الأعمال أهمية ترسيخ القيمة الحقيقية للمشروعات من خلال التكنولوجيا، وتعزيز دور المرأة وتهيئة المناخ الملائم لتنمية وبناء المجتمع والنهوض بالاستثمار.
وأوضحت أهمية تشكيل لجان استشارية عربية لتعزيز هذه الجهود وتحقيق الأهداف المرجوة بشأن الاستثمار والتنمية فى المنطقة.
يناقش المؤتمر الذى يعقد باقى جلساته فى مدينة شرم الشيخ، على مدى ثلاثة أيام عددا من الموضوعات التى تتعلق بالتعاون العربى المشترك فى مجالات الصناعة والاستثمار، اعتمادا على الشباب والمرأة من أجل استدامة التنمية، وتمكين المرأة كشريك أساسى فى التنمية ومشاركة الاتحاد الأوروبى والمنظمات الدولية فى تحقيق ذلك، والاستثمار فى مختلف أوجه السياحة العلاجية والتاريخية الدينية وسياحة المؤتمرات، والاستثمار فى قطاع السياحة والارتقاء بجودة خدمات التمريض والخدمات الفندقية للعمل على الجذب العالمى، والاستثمار فى مشروعات الطاقة النظيفة الجديدة والمتجددة، ودور البنوك وصناديق الاستثمار فى جذب الاستثمارات العربية.
من جانبها أكدت هدى يس رئيس اتحاد المستثمرات العرب، أهمية دور المستثمرات العرب فى الدفع قدما بالاقتصاد وإقامة المشروعات الرائدة التى تحقق التنمية المستدامة وتنهض بالمجتمع، منوهة بدعم الرئيس عبد الفتاح السيسى للمرأة المصرية والعربية والأفريقية ودورها البناء فى النهوض بالتنمية المجتمعية.
وأعلنت خلال المؤتمر عن إطلاق مبادرة ترويج من أجل التعريف بفرص الاستثمار فى مصر والمشروعات المختلفة، معلنة عن مشروعات جديدة للنهوض بالتعليم، ومنها مبادرة الجامعة الملكية لتأهيل الشباب فى المجالات المختلفة.