«السيدات يمتنعن» لافتة وضعتها المؤسسات الدينية فى وجه المحاولات النسائية لتلاوة القرآن الكريم، معللين هذا المنع بأن «صوت المرأة عورة»، وهو ما يجعل وجود مقرئات مصريات للقرآن فى بداية القرن العشرين، أمراً مفاجئاً لمن يبحث عن مكان المرأة فى دولة التلاوة التى منعت السيدات من الدخول منعاً تاماً وصل إلى حد التحريم، والحقيقة أن مصر، عرفت قديماً مقرئات يتلون القرآن، قبل أن تخمد الدولة أصواتهن للأبد عام 1934. «أم محمد».. تلت القرآن فى عهد محمد على «ألوان السماء» للكاتب الراحل محمود السعدنى، هو المرجع الوحيد الذى خلد وجود قارئات مصريات للقرآن الكريم، كانت أصواتهن محببة للناس بداية من عهد محمد على الذى شهد بزوغ أول سيدة تلت القرآن فى المناسبات العامة وهى «أم محمد»، وهى التى ارتفع صوتها بالتلاوة فى عهد محمد على، وتعتبر أول من قرأ القرآن الكريم من السيدات علناً فى المناسبات العامة. كريمة العدلية.. صوت نسائى ناطح الأصوات الرجالية فوجبت «إزاحتها» صوت نسائى ناطح الأصوات الرجالية فى قراءة وترتيل القرآن فى المناسبات العامة، والمساجد الكبرى، وبدأ ظهورها فى مطلع القرن العشرين إلى جوار الشيخ على محمود والشيخ «منصور بدار»، كما تزامن ظهورها مع بعض العظماء فى تلاوة القرآن مثل الشيخ «مصطفى إسماعيل»، و«محمد رفعت»، و«عبدالفتاح الشعشاعى» وغيرهم. واستمرت تتلو القرآن علناً حتى الحرب العالمية الثانية. سكينة حسن.. أول من سجلت أسطوانات للقرآن ما تيسر من سورة النجم، وما تيسر من سورة طه، بهذه الجمل يمكنك التأكد من وجود ما يوثق تلاوة الشيخة «سكينة حسن» التى تعتبر أول سيدة تسجل بصوتها مقاطع من القرآن الكريم فى أسطوانات. الشيخة «منيرة عبده».. آخر قارئات الإذاعة واحدة من أشهر الأسماء فى عالم تلاوة القرآن للسيدات علناً، بدأت التلاوة فى سن 18 عاماً، فى 1920، وبافتتاح الإذاعة المصرية انضمت «منيرة عبده» لغيرها من المقرئين، ولكنها توقفت عن التلاوة عام 1934، عندما صدر قرار رسمى بمنع السيدات من التلاوة علناً. «نبوية حسن» نهاية عصر المقرئات فى مصر بوفاة الشيخة نبوية حسن عام 1973، انتهى عصر تلاوة السيدات للقرآن فى مصر، فهى تعتبر آخر من قرأ القرآن الكريم من السيدات علناً فى المناسبات العامة.