كشفت مصادر مطلعة اليوم الجمعة عن أن عددا من الزعماء البارزين لحركة طالبان عقدوا محادثات سرية بالعاصمة الباكستانيةإسلام اباد، سعيا لرأب الخلاف بينهم حول إمكانية الدخول فى محادثات سلام مع الحكومة الأفغانية. وجاء الاجتماع السرى فى أعقاب تقارير وردت مؤخرا؛ أفادت بأن الحكومة الأفغانية بصدد إجراء محادثات أولية مع حركة طالبان خلال الأيام القليلة المقبلة، حسبما ذكرت وكالة أنباء "كاما" الأفغانية. وأوضحت المصادر، التى لم يتم الكشف عن هويتها، أن زعماء طالبان غادروا وهم يحملون رسالة واضحة من باكستان؛ مفادها أن طالبان يجب أن تنهى خلافا بين اثنين من كبار قادتها وإلا قد لا تنطلق المحادثات أبدا. وكشفت مصادر عن خلافات نشبت بين زعيمى طالبان البارزين، السياسى "اختار محمد منصور" الذى يفضل التفاوض، والقائد الميدانى "عبد القيوم ذاكر" المحتجز السابق فى معتقل جوانتانامو الذى يعارض المحادثات مع كابول. ويعد منصور وذاكر خصمين منذ أمد بعيد، وقالت مصادر فى طالبان إنهما اجتمعا فى الآونة الأخيرة لحل خلافاتهما الشخصية، لكن منصور لم يتمكن من إقناع ذاكر بالتراجع عن معارضته لإجراء محادثات مباشرة مع كابول والتى يرى أنها "مضيعة للوقت" لأن الولاياتالمتحدة هى التى تمسك فعليا بزمام الأمور فى أفغانستان. ويأتى ذلك فيما قالت مصادر داخل حركة طالبان، فى وقت سابق من الشهر الماضي، إن قيادة حركة طالبان وافقت على عقد محادثات سلام تمهيدية مع الحكومة الأفغانية فى محاولة لإيجاد حل لأعمال العنف الجارية فى البلاد. وتأتى هذه الانفراجة المحتملة بعد انسحاب القوات القتالية الأجنبية فى نهاية عام 2014 تاركة قوة تدريب صغرى قوامها حوالى 12 ألف جندي.
