نشرت مجلة "نيتشر جينيتيكس" على موقعها، الأحد، خبرا حول اكتشاف مورثة مسئولة عن نوع وراثى نادر من نقص الحديد الذى يسبب فقر الدم، باعتماد مقاربة علاجية جديدة لهذا المرض وغيره من أشكال نقص الحديد لدى الإنسان. ويشكل نقص الحديد أحد أكثر أنواع النقص الغذائى انتشارا، والسبب الأول لفقر الدم فى الولاياتالمتحدة، حسبما أكد الفريق الأمريكى فى المجلة. وفى أغلب الحالات، يكفى تناول مكملات من الحديد عبر الفم لحل المشكلة. غير أن الخبيرين صادفا حالات كثيرة لدى أطفال، تبين خلالها أن العلاج بالفم أو بالحقن لديهم غير فعال، أو أقل فعالية مما ينبغى. وبقى سبب فقر الدم العائد لنقص الحديد المقاوم للعلاج، الذى سمى "ايريدا"، غامضا. فالأطفال يأكلون بشكل طبيعى ولا سبب يفسر هذا النقص كإصابتهم بنزيف مثلا. يذكر أن العلماء نجحوا فى جمع خمس عائلات ودراسة حالاتهم. واكتشفوا خللا فى إحدى الجينات اسمها "تى ام بى ار اس اس 6" تتسبب بإصابات متفاوتة الحدة بنقص الحديد وفقر الدم، وقد يكون كذلك لبعض أنواع فقر الدم بسبب نقص الحديد الأكثر شيوعا أسباب جينية، بحسب واضعى الدراسة. ويؤدى الخلل الجينى إلى الإفراط فى إنتاج هورمون هيبسيدين الذى يوقف امتصاص الأمعاء للحديد، من أجل حماية الجسم من فائض فى تلك المادة. أما المرضى الذين يعانون من "ايريدا" فلديهم خلل فى الإفرازات، بحيث ينتجون الهرمون المذكور بإفراط فيما يعانون من نقص فى الحديد. بالتالى يعجز جسمهم عن إنتاج كريات دم حمراء بفعالية، لأن الهرمون "يحبس" الحديد الضرورى فى الخلايا البلعمية (جهاز المناعة). وهذا الأمر يفسر سبب قلة فعالية حقن الحديد، الذى يحتجز ولا ينفع فى إنتاج كريات حمراء جديدة. وقد يؤدى اكتشاف هذه الجينة إلى وضع علاجين للذين يعانون من فقر الدم وللذين يعانون من فائض فى الحديد كذلك.