أدان رئيس البرلمان العربى أحمد بن محمد الجروان بمزيد من الحزن والأسى شهداء مصر الأبرار الذين سقطوا فى ليبيا ضحايا للعصابات الإرهابية الجبانة، داعيا إلى ضرورة تضافر الجهود فى مكافحة الإرهاب الخسيس والتصدى بحزم للجماعات الظلامية التى تهدف لتشويه صورة الإسلام الحنيف خدمة لمصالح تهدف للنيل من الأمتين العربية والإسلامية. وقال رئيس البرلمان العربى فى كلمته أمام افتتاح الجلسة الرابعة من دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعى الأول للبرلمان، إن هذا الحادث لا يزيدنا إلا تماسكا ووحدة، وعلى كل دول العالم الحر أن تتخذ من الإجراءات الفعالة ما يكفل القضاء على تلك الجماعات الإرهابية المجرمة، موضحا أنه لا تكفى كلمات الشجب أو الإدانة، وإنما يجب التعامل بكل حزم وصرامة مع كل من يثبت أنه وراء هذه العمليات دعما ومساندة أو تمويل تلك الجماعات. وأكد الجروان أن البرلمان العربى يتابع التطورات فى مصر بعد استكمال بناء مؤسساتها الدستورية كما أنها على أعتاب استكمال بناء المؤسسة التشريعية. وأكد مؤازرة البرلمان لمصر فى تجاوز الأوضاع الاقتصادية ودعمه للمؤتمر الاقتصادى المزمع عقده شهر مارس المقبل تواكباً مع استضافة مصر للقمة العربية فى دروتها السادسة والعشرين، آملا فى مزيد من الاستقرار والتقدم دعماً للشعب المصرى الذى عانى وما زال من ويلات الإرهاب المقيت، وأعرب عن ثقته فى قدرة الرئيس عبد الفتاح السيسى على العبور بمصر إلى بر الأمان. ونبه الجروان فى كلمته إلى الظروف الخطيرة التى تمر بها الأمة العربية فى ظل التدخلات والمؤمرات الخارجية التى تهدف لتمزيق أواصر العالم العربى وتشتيت الشعب العربى وإحداث الانقسام داخل البيت الواحد . ودعا الجروان القادة العرب للعمل على ضرورة سد جميع الذرائع لبيئة الفتن وتمزيق الوحدة، معربا عن الثقة فى القادة العرب وقدرتهم على تجاوز هذه المرحلة بالغة الصعوبة بحكمتهم وحنكتهم السياسية، مؤكدا دعم البرلمانيين كممثلين عن الشعوب العربية لكل ما يجمع وحدة الشعب العربى ويدعم أمنه واستقراره. كما طالب الجروان كافة مؤسسات ومنظمات العمل العربى المشترك بضرورة تفعيل أجندتها التنفيذية بلا تباطؤ لحماية حقوق المواطن العربى اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وبما يتوافق مع الشرعية الدولية وبالتوازى مع مبادرات المنظمات الدولية، وبوعى تام لما هو مدرج على الأجندات الخارجية الأخرى المغرضة التى لا ترى فى العالم العربى سوى مخزناً للموارد القابلة للاستغلال. وقال الجروان: "نحن أولى بالتخطيط السليم والدقيق لمقدرات شعبنا العربى بما يحفظ كرامته ويصون حقوقه ويرتقى بمستوى معيشته، بل ويصون حقوق الأجيال القادمة من الموارد الطبيعية التى وهبنا الله إياها". وأكد الجروان أهمية الجلسة الجديدة للبرلمان العربى والتى تتواكب مع حدث جلل ممثل بوفاة قائد عربى فذ نذر حياته لخدمة بلاده وشعبه، ورفعة أمته العربية والإسلامية وخدمة قضاياها العادلة، وترسيخ دورها الإنسانى النبيل على الساحة الدولية، المغفور له بإذن الله فقيد الأمتين العربية والإسلامية جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز . وقال الجروان إننا إذ نعزى شعب المملكة العربية السعودية والشعب العربى، نرجو أن يوفق الله جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين ملك المملكة العربية السعودية لما فيه خير الأمة العربية والإسلامية، متمنين لجلالته دوام التوفيق لما فيه خير الامتين. واستنكر الجروان الجريمة البشعة التى لحقت بشهيد الواجب الطيار معاذ الكساسبة على أيدى تنظيم داعش الإرهابى، مشددا على أنها جريمة لا تمت للإنسانية بصلة، تضع علينا جميعاً مسئولية مثقلة لحماية شباب الأمة من الوقوع فى براثن هذه الجماعات الظلامية والتى تهدف لتشويه صورة الإسلام الحنيف خدمة لمصالح تهدف للنيل من الأمتين العربية والإسلامية. كما استنكر الجروان الأحداث الإرهابية والإجرامية البشعة التى وقعت مؤخرًا فى وولاية شمال كارولاينا الأمريكية، وما أسفر عنها من مقتل ثلاثة من المسلمين الأبرياء، داعيا إلى ضرورة احترام الأديان والمعتقدات الإنسانية وعدم المساس بالرموز الدينية وعدم التحريض ضد المسلمين. وأكد دعم البرلمان لمبادرة المملكة العربية السعودية فى هذا الشأن ورفض جميع الأعمال الإرهابية والإجرامية البشعة بكل أشكالها وصورها أياً كان مصدرها أو المعتقد الذى يقف خلفها. وعلى صعيد القضية الفلسطينية قال الجروان إن القضية المحورية لضمان أمن واستقرار وسلام المنطقة تكمن فى الحل الشامل والعادل للقضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الصهيونى للأراضى العربية المحتلة والتأكيد على حق الشعب الفلسطينى فى استعادة أراضيه وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. ودعا الجروان القادة العرب إلى حث الدول على الإيفاء بالتزاماتها التى قطعتها على نفسها فى مؤتمر إعادة إعمار غزة والذى عقد فى القاهرة العام المنصرم، إيفاء منهم للشعب الفلسطينى المظلوم وإسهاما فى تخفيف معاناته. ونبه الجروان إلى أن الأوضاع فى كل من العراق وسوريا تشكل خطراً كبيراً على المجتمع العربى، داعيا إلى تضافر كافة الجهود لإنقاذ الدولتين من مخططات التدمير والتفكيك إضعافاً لأمتنا العربية وأمنها القومى لما تمثله هاتان الدولتان من بعد إستراتيجى غاية فى الخطورة. ولفت الجروان إلى أن التطورات المتسارعة التى تشهدها جمهورية اليمن تضع الجميع أمام مسئولية كبيرة للإسراع بوقف هذه التدهور لإنقاذ الشعب اليمنى ووحدة واستقرار وسلامة أراضيه. وأدان الجروان انقلاب الحوثى على السلطة الشرعية داعيا الشعب اليمنى للمحافظة على انتمائه العربى الأصيل لتفويت الفرصة على المتربصين به وبالأمة العربية خدمة لمصالح ومخططات إقليمية . وشدد على أن المبادرة الخليجية تمثل حلا مثاليا لتنقذ اليمن من التفتت، ودعا الجروان القادة العرب لاجتماع طارئ لإنقاذ الشعب اليمنى والحفاظ على مقدراته وطبيعته العربية. وعلى صعيد الأوضاع فى ليبيا قال الجروان إننا نأسى لما آلت إليه الأوضاع فى دولة ليبيا جراء القتال الدائر هناك والذى لن يفضى لما فيه خير الشعب الليبى، مشددا على أنه لا أمل لحل الأزمة سوى بالحوار البناء والصريح بين الجميع وصولا لصيغة ترضى كافة الأطراف وتعلى مصلحة الشعب الليبى وحقه فى الحياة الحرة الكريمة وتنقذ دولته من خطر التفكك والانهيار. وأكد الجروان مجددا دعم الجروان لحق دولة الإمارات العربية المتحدة فى استعادة سيادتها على جزرها المحتلة الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وجدد دعوة إيران إلى التجاوب مع مطلب دولة الإمارات فى حل قضية الجزر الإماراتيةالمحتلة، بالتفاوض المباشر أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.