أعلنت السلطة الإقليمية لولايات دارفور- غرب السودان- رفضها لأى محاولات لفتح ملف قضية قرية تابت مجددا، معتبرة أن دعوة الأممالمتحدة بإعادة التحقيق فى مزاعم الاغتصاب للسيدات بشمال دارفور، بناء على تقارير واردة من منظمة "هيومان رايتس ووتش"، مسألة غير مبررة. وقال الأمين العام لمفوضية العدالة والمصالحة بالسلطة الإقليمية لدارفور إبراهيم آدم- فى تصريح اليوم السبت، إن جميع التقارير التى تصدرها منظمة "هيومان رايتس" حول دارفور غير محايدة وتفتقد للمصداقية، مشيرا إلى أن ولاية شمال دارفور أجرت تحقيقات عبر لجان تقصى ميدانية، وأصدرت تقريرها حول هذا الموضوع، وهو يعتبر ملزما لجميع الجهات. وأكد آدم، عدم قبولهم بإثارة القضية من بعض الأطراف، لإضعاف موقف الحكومة السودانية وعرقلة الجهود السلمية الجارية لتحقيق السلام بدارفور، مبينا أن شائعة قرية تابت تم دحضها بالأدلة والبراهين وتم تجاوزها بصورة عملية، وتبين لأطراف المجتمع الدولى أنها كانت مجرد قضية مفبركة من بعض الجهات التى تحاول عرقلة الأمن والاستقرار بالمنطقة. من جهته أكد مساعد الرئيس السوداني-نائب رئيس حزب المؤتمر "الحاكم" إبراهيم غندور، أن حكومة الخرطوم تملك من الوثائق والمستندات ما يثبت عدم حدوث أى من الإدعاءات والمزاعم المتعلقة بوقوع حالات اغتصاب جماعى للسيدات بقرية تابت بولاية شمال دارفور. وأنهى غندور، زيارته الرسمية لواشنطن التى استغرقت خمسة أيام، أجرى خلالها مباحثات موسعة مع مسئولين أمريكيين وأمميين. ووصفت مصادر دبلوماسية سودانية-لصحيفة "الرأى العام" الصادرة بالخرطوم اليوم السبت، زيارة غندور لأمريكا "بالناجحة"، وأنها تطرقت إلى الملفات محل الخلاف بين الخرطوم وواشنطن. وأفادت المصادر السودانية، إلى أن نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان إلياسون، ووكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام هيرفى لادسوس، أثارا مع مساعد الرئيس السودانى إبراهيم غندور، خلال زيارته لنيويورك، مزاعم اغتصاب أكثر من 200 امرأة بقرية تابت فى شمال دارفور، على يد قوة من الجيش السودانى فى أكتوبر الماضى. وأكد غندور للمسئولين الأمميين، موقف حكومة الخرطوم التى أجرت تحقيقا فى تابت، ثم أجرت اليوناميد تحقيقا من جانبها لم يثبت الإدعاءات المزيفة بالاغتصاب، التى أثارتها مجددا المنظمة الأمريكية "هيومان رايتس ووتش". وأثنى نائب الأمين العام، على فكرة الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس السودانى عمر البشير، مشيرا إلى تطلع الأممالمتحدة للتعاون مع السودان فى العديد من المجالات خاصة الجوانب التنموية. وأكد ضرورة إنهاء القتال فى جنوب كردفان والنيل الأزرق، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين، وشدد على أهمية وجود حوار وطنى شامل وشفاف من أجل تحقيق السلام الدائم والتنمية فى السودان. وقدم غندور عرضا لالياسون، بشأن آخر التطورات فى السودان، بما فى ذلك زيارته لواشنطن بدعوة من الإدارة الأمريكية، ومجريات الحوار الوطنى، والمفاوضات بشأن المنطقتين مع الحركة الشعبية-قطاع الشمال، والأوضاع فى دارفور. وأكد مساعد البشير، التزام الحكومة السودانية بالعمل مع الأممالمتحدة فى كافة المجالات وبخاصة فى استراتيجية خروج البعثة المشتركة بدارفور (اليوناميد) من السودان، منوها إلى تحسن الأوضاع بالإقليم. كما التقى مساعد الرئيس السودانى خلال زيارته لأمريكا بسفراء المجموعة الأفريقية ومندوبيها الدائمين لدى الأممالمتحدة بمقر الاتحاد الأفريقى بنيويورك.