استعرضت صحيفة واشنطن بوست الكتاب الفرنسى "الجدار فى فلسطين" للكاتب رينيه باكمان، وقالت إن الكتاب خلص إلى أن القدسالشرقية ليست سبب التوتر الوحيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فهناك أيضا مسألة الجدار العازل الذى تبنيه إسرائيل داخل وحول الضفة الغربية. ويعرض الكتاب وجهة نظر باكمان الرافضة تماما لهذا الجدار، وهو الأمر الذى يكشف عنه العنوان، فاستخدام كلمة "الجدار" و"فلسطين" يظهر ميوله، فالإسرائيليون يميلون إلى الإشارة إليه "بالسياج الأمنى"، أما الفلسطينيون، فيطلقون عليه "جدار الفصل العنصرى"، ومجرد استخدام مصطلح "الجدار"، يكشف كيف تبنى الكاتب الفرنسى وجه النظر الفلسطينية، وما يؤكد ذلك إشارته إلى المنطقة التى يحوطها الجدار ب"فلسطين"، وليس الضفة الغربية، أو يهودا والسامرة، مثلما يطلق عليها المتشددون. وقالت واشنطن بوست إن الجدار يمثل فى حقيقة الأمر، سياج أمنى وجدار عازل فى الوقت عينه، فمعظمه يتخلله أسلاك شائكة ويحيط به طرق الدوريات، على الرغم من أن الأجزاء التى تمر عبر المدن الفلسطينية مثل بيت لحم تتسم بالطول، مما يمنع بناء الجدران الخرسانية. ويقول باكمان فى مقدمة كتابه إنه عندما سمع لأول مرة باحتمالية بناء الحاجز عام 1995، "لم أصدق الأمر، وبالطبع كان يسيرا استشعار صدمة الإسرائيليين التى انتشرت بعد الهجمات الانتحارية، ولكنى لم أتخيل أن الحكومة الإسرائيلية سترد على هذا التحدى بمثل هذا المشروع، المتمثل فى حائط يبلغ طوله مئات الأميال، صمم خصيصا لردع وحصار الإرهابيين، وبدت الفكرة وقتها وكأنها تنطوى على مفارقة تاريخية ومبالغ فيها".