سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البرادعى فى حوار لمجلة نمساوية: الأمور لن تعود إلى ما كانت عليه قبل ثورة يناير.. والشباب سيصل إلى السلطة بعد 20 عامًا.. وقبلت بمنصب نائب الرئيس لأمنع حربًا أهلية.. واخترت الرحيل بعد استخدام العنف
قال محمد البرادعى، نائب رئيس الجمهورية السابق، إنه من المستحيل أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه فى مصر قبل ثورة 25 يناير بشكل كامل. وأضاف فى حوار له مع صحيفة "Die presse" النمساوية أن العديد من أفكار وشخصيات النظام القديم قد عادت، إلا أن العودة الكاملة مستحيلة لأن ثقافة الخوف قد ولت، ففى غضون 20 عامًا، سيتم اكتساح النخب الحالية، ثم سيصل الشباب إلى السلطة، والسؤال الرئيسى هو، هل سيكونوا مستعدين لها فى هذا الوقت؟ ففى عام 2011 افتقدوا خبرة المؤسسات الديمقراطية وإرادة التعاون، وهذا لا يمكن أن يحدث فى بيئة سلطوية. وأشار البرادعى فى حواره إلى أن أوروبا استغرقت ثلاثة قرون وحروب دموية من أجل تسوية صراعاتها الدينية والعرقية والوطنية ولإيجاد الديمقراطية، والتغييرات الاجتماعية لا تتم أبدا بحركة أفقية وإنما دائرية. وقال، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن مصر مجتمع مستقطب وغاضب بشدة، ولن يختفى الإسلاميون من الهواء، ومن الخطأ دفع الإخوان المسلمين إلى العمل السرى، فمن يريد الاعتدال يجب أن يضم أتباع الإسلام السياسى، ومن يدفعهم إلى العمل السرى، يحصد العنف والتطرف. وأضاف أن أحد دروس الربيع العربى هو أننا فى حاجة إلى وحدة وطنية وشمول، فنحن لا نملك رفاهية المنافسة السياسة لاحقا، ونحتاج إلى مشاركة الجميع مثلما حدث فى تونس، فالإسلاميون فى البرلمان، وهذا ليس الطريق الوحيد، ولا يمكن تشويه الصورة إلى الأبد كما فى مصر اليوم. وردا على سؤال حول أسباب تأييده الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسى، قال إنه دعم إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، لأن مرسى لم يكن قادرا على إدارة الأمور. وتابع قائلا إن مرسى ارتكب خطأ عندما لم يقبل بإجراء انتخابات مبكرة، فقد كانت الفكرة حينئذ أن يذهب مرسى ويبقى الإخوان مشاركين، وبعد أسبوع من الثالث من يوليو، تمت دعوة الإخوان إلى اجتماع لمناقشة المصالحة، لكنهم لم يفعلوا لأن مرسى قد تم احتجازه. وعن أسباب قبوله لمنصب نائب الرئيس فى الحكومة الانتقالية، قال البرادعى إنه أراد أن يمنع حربا أهلية، لأن البلاد كانت منقسمة تماما فى هذا الوقت، وكان ينبغى تخفيف الموقف بالانتخابات السياسية، لكن تم إطلاق النار على اعتصام الإخوان المسلمين على الرغم من وجود نوايا طيبة لإنهاء الصراع سلميا، لكن مع استخدام العنف لم يكن لدى شىء لأفعله فاستقلت. وقال البرادعى إنه كان على اتصال بعبد الفتاح السيسى، الذى كان يشغل فى هذا الوقت منصب وزير الدفاع، وحتى مع وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى ومسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى فى هذا الوقت كاترين آشتون، وقال السيسى إنه يريد حلا سياسيا، ولا يعرف البرادعى ما حدث بعد ذلك، على حد قوله. وردا على سؤال عما إذا كان قد تلقى تهديدات، قال البرادعى إنه تلقى الكثير من التهديدات، وأضاف أنه فى بيئة العنف، شخص مثله ليس له دور، فقرر بعد ذلك أن أفضل شىء هو مغادرة مصر وعاد إلى فيينا. وعن مدى خطورة الإسلاميين، رد البرادعى مستنكرا الخطورة لقد كانت لديهم نظرتهم العالمية والأمر بالأساس متعلق بمدى نفوذ الدين ورجاله فى الحكم كما يقول كثيرون، وفى عام 2012، أصبح لمصر دستور ذو صبغة دينية شديدة. وبشكل عام، قال البرادعى إن الشرق الأوسط شهد انهيارا وفوضى عارمة، فدول مثل ليبيا وسويا والعراق أو اليمن انهارت، وكل دولة لا تثق فى الآخرين، كما أن شكوك الدول العربية فى إيران كبيرة على نحو خاص، والقضية الفلسطينية قد اشتعلت بسبب الحكومة الإسرائيلية الحالية، ولم تكن تركيا أبدا على علاقة طيبة بالعالم العربى، والناس هم من يدفعون الثمن. وأكد البرادعى أهمية الحريات وقال إن هتلر وموسولينى والاتحاد السوفيتى كان لديهم استقرار، لكن الاستقرار الذى لا يقوم على الحرية والكرامة والديمقراطية هو استقرار زائف يمكن أن ينفجر فى أى وقت. واتهم البرادعى المجتمع الدولى بالعجز، وقال إنهم تفاجئوا الآن بوجود داعش، لكن من خلق داعش، ومن فتح الباب للدين فى السياسة، انظروا إلى أفغانستان فمن دعم المجاهدين ضد الروس. وحمّل البرادعى الأمريكيين مسئولية ما نشهده اليوم، وقال إن النتيجة سيئة بسبب السياسات قصيرة النظر، وتابع قائلا إن ما حدث فى باريس هذا الشهر كان رهيبًا، لكن فى نفس الوقت قتلت جماعة بوكو حرام ألفى شخص فى نيجريا، وبينما ذهب العالم لباريس، لم يأت أحد على ذكر الألفين قتيل، وهذا ما يحدث طوال الوقت. روابط متعلقة محمد البرادعى عن وفاة شيماء الصباغ: متى سندرك أن العنف ليس حلاً البرادعى منتقدا رفض واشنطن للتحقيق فى جرائم إسرائيل: "مفارقة مأساوية"