قدم عمر توفيق، نائب رئيس البنك الأهلى المصرى فرع نجع حمادى، أمس دراسة بحثية لإنشاء شركة مساهمة لخدمة مزارعى القصب وأصحاب عصارات العسل الأسود بقنا، خلال مؤتمر حضره كبار المزارعين، وتجار العسل وأصحاب العصارات، بمدرسة الزراعة بنجع حمادى، وسط غياب المسئولين من مجلس المدينة أو المحافظة. وتناولت الدراسة المشكلات التى تواجه الصناعات القائمة على محصول قصب السكر والحلول المقترحة لعلاجها. وأوضحت الدراسة، أن أهم المشاكل التى تواجه المزارعين هى ارتفاع أسعار الأيدى العاملة وندرتها التى تعمل فى زراعة القصب وحصاده، وعدم ملاءمة الزيادات السنوية فى أسعار القصب، وعدم إدخال الميكنة الحديثة فى الزراعة والمحصول، وانخفاض أسعار منتج العسل الأسود داخل العصارات، حيث لا يتعدى سعره 4 جنيهات، فى حين يصل سعره عند التصدير إلى أكثر من 10 دولارات أى ما يعادل 75 جنيهًا مصريًا. وأضافت الدراسة، أن منتج العسل غير مطابق للمواصفات القياسية وبالتالى غير قابل للتصدير مباشرة قبل إجراء معالجة أخرى عليه، والطريقة الحالية لإنتاج العسل الأسود بدائية لم يتم تطويرها منذ الستينيات، وبالتالى فإن هناك فاقد فى محصول قصب السكر يصل إلى 50%، حيث يتم استخدام آلات العصر البدائية، واستخدام المصاصة فى عملية الغلى مما ينتج عنه فقد فى الكمية الضخمة من المصاصة، بالإضافة إلى ضياع منتج هام أثناء انتاج العسل وهو المولاس فى صورة شوائب "غشيم" يتم التخلص منه والذى يدخل فى صناعة أكثر من 17 منتج آخر مثل العطور، الخل، السبرتو، الخميرة وغيرها. وأوضحت الدراسة أن تخزين المصاص فى العصارات ينتج عنه الكثير من الحرائق، مما يؤثر على أصحاب العصارات والسكان، كما أن الدخان الناتج من العصارات نتيجة لاستخدام المصاصة فى عملية الحريق ينتج عنه تلوث للبيئة المحيطة وهو محل شكوى دائما من السكان المحيطين لها، بالإضافة إلى رفض البنوك إعطاء أصحاب العصارات أى تسهيلات بنكية "قروض" بشكلها الحالى نتيجة لأن هذه العصارات ليس لديها سجلات محاسبية منتظمة يمكن الاعتماد عليها، أو سجل تجارى أو رخصة ضريبية، فضلًا عن أن العمالة المؤقتة التى تعمل بهذه العصارات عمالة موسمية غير مدربة وغير مؤمن عليها. وأوصت الدراسة بعدة حلول لحل هذه المشكلات منها إنشاء شركة مساهمة مصرية تطرح أسهمها للاكتتاب العام، وتساهم فيها البنوك ورجال الأعمال وأفراد الشعب والجهات الحكومية، ويكون مقرها المنطقة الصناعية بنجع حمادى وتكون مهمتها استيراد المعدات الحديثة اللازمة لمحصول القصب وتصنيعها محليًا، وبيع وتأجير هذه المعدات للمزارعين وشركات السكر وأصحاب العصارات، وتطوير عصارات العسل الأسود بإدخال نموذج مطور لعصارات تم تصنيعها محليا بالتعاون مع وزارة الصناعة والهيئة العامة للتنمية الصناعية، تعمل بالطاقة الشمسية والغاز الطبيعى، ويكون بالتقسيط لأصحاب العصارات. كما أوصت الدراسة بإنشاء مصنعين إحداهما لصناعة الورق والآخر لصناعة الخشب الحبيبى، قائمين على القش الناتج من القصب بدلاً من حرقه والمصاصة الناتجة من العصارات وشركة السكر، وشراء القش من المزارعين والمصاصة من العصارات وشركة السكر واستخدامهم كمواد خام لهذين المصنعين، مما يؤدى إلى إنتاج دخل إضافى للفلاح وأصحاب العصارات ولشركات السكر. وأوضحت الدراسة، أن هذا سيؤدى إلى توفير آلاف من فرص العمل الثابتة لأبناء المنطقة، واستصلاح الأراضى الصحراوية المحيطة وزراعتها بمحصول القصب بالطرق الحديثة فى الرى بالاعتماد على الآبار الجوفية المكتشفة حديثًا فى الصحراء المصرية، والتعاون مع الشركات التى تعمل فى هذا المجال مثل شركة الأهلى للتنمية الزراعية التى أقامها البنك الأهلى المصرى فى السودان لزراعة الأراضى السودانية وزراعة محصول القصب وتشغيل العمالة المصرية هناك. وأوضح، أنه قدم الدراسة لعدة هيئات حكومية لمناقشتها وبحث آليات تنفيذها، ومخاطبة هذه الجهات بالتعاون والتنسيق مع المزارعين.
