"أكتوبر ممنوع .. 15 مايو ممنوع .. التحرير ممنوع .. حتى رمسيس ممنوع .. نشتغل فين ونوكل عيالنا إزاى .. نسرق؟!" كانت هذه كلمات سائق سيارة نص نقل لم يجد طريقة للخروج من منطقة "السبتية" إلى "بولاق الدكرور" لتوصيل حمولته ، بعد أن تسبب قرار محافظ القاهرة فى إغلاق كل الكبارى التى تعبر النيل فى وجه سائقى سيارات "النص" و"الربع" نقل ، مع الانتشار المكثف لأمناء وجنود الشرطة فى أكمنة شملت أغلب شوارع القاهرة الحيوية. قرار عبد العظيم وزير محافظ القاهرة الذى يحظر سير سيارات النص نقل فى شوارع القاهرة من السابعة صباحاً وحتى الثامنة مساء، فجر موجة من الغضب بين السائقين، مع تزايد المضايقات الأمنية التى يتعرضون لها من أفراد شرطة المرور عند منافذ الكبارى وفى الشوارع الرئيسية، بالإضافة إلى سحب رخص ما يزيد عن 150 سائقا منهم خلال اليومين السابقين، الأمر الذى تسبب فى اعتصام السائقين أمام مبنى محافظة القاهرة ليومين متتاليين، قبل أن تنتقل عدوى اعتصامهم إلى سائقى بعض الأسواق المنتشرة فى مناطق القاهرة الشعبية، فتجمع ظهر اليوم -الأربعاء- ما يزيد عن 150 سائقاً من سائقى "النص" و"الربع" نقل بسوق "السبتية" الشهير بوسط القاهرة احتجاجا على قرار المحافظ الذى تسبب فى فقدانهم مصدر دخلهم الوحيد، خاصة وأن حركة البيع والشراء تتوقف تماما فى السادسة مساء، بينما يمتد قرار حظر السير بسياراتهم إلى الثامنة مساء، وهو ما وصفه السائقون المحتجون ب "خراب البيوت المستعجل". السيد عيد سائق فى الأربعين من عمره، لم يجد أمامه إلا إيقاف سيارته وتسليم مفتاحها إلى صاحبتها لأن "الحال واقف" بينما قالت صاحبة السيارة الحاجة نوال محمود ل "اليوم السابع": "اللى بيحصل دا حرام ، أنا عندى 6 أيتام ، ومصدر دخلى الوحيد هو تلك السيارة التى مازلت أدفع أقساتها حتى الآن "، وأشارت إلى أنها تدفع أقساطاً شهرية تبلغ 1500 جنيه". وتساءل مصطفى إسماعيل - سائق نص نقل عن الشركات أو المحلات التى سينقل بضائعها بعد الثامنة مساء، خاصة وأن حركة البيع والشراء فى الأسواق الرئيسية تتوقف بحلول المساء، وبالتالى لن يجد السائقون عملا بعد فك "الحظر"، بينما قال محمد على مقاول بشركة القاهرة للإنشاء والتعمير" لدى ميعاد تسليم، ولا أستطيع توريد تركيبات المعادى ومواد البناء اللازمة لإتمام العمل، وأشار إلى السيارة التى يستقلها والتى تكدست فى صندوقها الخلفى المعدات التى يتحدث عنها، قبل أن يضيف "لكى نستطيع المرور من كمين المرور على كوبرى أكتوبر دفعنا عشرين جنيها بعد أن رفض أمين الشرطة أن يأخد أقل منها، لنتوقف فى النهاية بالسبتية، بعد أن أغلقت أكمنة الشرطة شارع الكورنيش بالكامل". وشكا أحد مندوبى المبيعات بشركة النصر للمواد الدوائية ب"أبو زعبل" من عدم قدرته على نقل المواد الخام التى تدخل فى صناعة الأدوية المخصصة لمرضى الأورام والقلب، والتى يتطلب نقلها الاستعانة بسيارات نصف نقل، مشيراً إلى عجز زملائه فى الشركه أيضا عن توصيل أنابيب الأكسجين إلى القصر العينى ومعهد ناصر، واتفق معه السائق "حسن مراد" الذى أكد لنا أنه عجز عن نقل أنابيب الأكسجين التى يحملها إلى مستشفى المعادى العسكرى رغم تأكيده لأمناء الشرطة بالأكمنة المنتشرة فى كل مكان أن هذه الأنابيب قد تتسبب فى إنقاذ حياة إنسان. واستوقفنا أحد السائقين قائلاً "الرخص مسحوبة منى من 3 سنين، ومن ساعتها وأنا دايخ عليها"، وأخرج من جيبه إيصال من إيصالات المخالفات وقال "أهو ورق الحكومة, ومختوم كمان .. كل ما أروح المرور يقولولى مش لاقيين الرخص"، وأضاف "المحافظ بيعمل كده علشان يسيبنا لبتوع المرور يمصوا دمنا ، مش كفاية علينا الأسعار اللى ولعت ، يبقى غلا ووقف حال كمان".