اعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية فى تقريرها السنوى حول وضع حقوق الإنسان فى العالم، أن وضع الأقليات فى كل الأماكن تدهور خلال العام 2009 ولاسيما فى الشرق الأوسط، فيما ثبت أن الإنترنت تشكل ميدان معركة من أجل حقوق الإنسان، خصوصاً فى الصين. واتهم التقرير مصر بتجاهل الحرية الدينية وبعدم الدفاع عن الأقباط فى مواجهة التعديات المتزايدة عليهم فى العام 2009، مندداً ب"جلسات المصالحة" التى رعتها الحكومة وأدت بصورة إجمالية إلى إفلات مرتكبى الجرائم بحق الأقباط من العقاب. وندد التقرير بتراجع وضع حقوق الإنسان فى إيران، بدون أن يوفر بانتقاداته حلفاء الولاياتالمتحدة ولاسيما فى الشرق الأوسط وأوروبا. واعتبرت الولاياتالمتحدة، أن التفرقة بحق المسلمين كانت مثيرة للقلق عام 2009 فى أوروبا لاسيما فى سويسرا بعد تبنى حظر بناء المآذن. وأشار التقرير إلى "أمثلة ملحوظة على التفرقة والمضايقة فى عدة دول تحترم بشكل عام حقوق الإنسان"، قائلاً إن "التفرقة بحق المسلمين فى أوروبا شكلت مصدر قلق متزايد". وذكرت الوثيقة من جهة أخرى أعمال العنف التى لحقت بالمدنيين فى غزة، مشيرة إلى سقوط 1400 قتيل من الفلسطينيين خلال النزاع بينهم أكثر من ألف مدنى. ولفت التقرير أيضاً إلى أن "الأشكال التقليدية والجديدة لمعاداة السامية واصلت التزايد وبلغت ذروتها خلال النزاع فى غزة فى شتاء 2008-2009"، مشيراً إلى "انتقاد الصهيونية والسياسة الإسرائيلية الذى اجتاز الخط الأصفر ليصل إلى تشويه صورة كل اليهود". وانتقد التقرير "العنف ضد النساء وانتهاك حقوق الأطفال والتمييز على أساس الجنس والدين، الذى عم العديد من دول الشرق الأوسط". وتناول التقرير التمييز بحق المرأة فى الشرق الأوسط، فندد بحرمانها من الاستقلالية وحرية الحركة والاستقلال المالى، مشيراً إلى عدم معاقبة العنف بحق النساء فى القانون. واعتبرت وزارة الخارجية، أن السماح للمرة الأولى بالاختلاط فى جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) التى افتتحت فى سبتمبر 2009، لا يعوض عن الاستمرار بحظر الديانات الأخرى غير الإسلام فى هذا البلد. وحول إيران، قال التقرير "إن أداء الحكومة السىء فى مجال حقوق الإنسان ازداد سوءاً خلال العام، خصوصاً بعد الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل فى يونيو". أما فى الدول التى تشهد حرباً، فتناول التقرير العراق، حيث "استمرت التعديات على حقوق الإنسان رغم التحسن الأمنى الواضح بصورة عامة"، مشيراً إلى ما ينسب إلى الحكومة من إعدامات خارج إطار القانون وإخفاء أشخاص، فيما لا يزال العنف بحق وسائل الإعلام منتشراً. كذلك ذكر التقرير "التدهور الكبير" فى وضع المدنيين فى أفغانستان نتيجة أعمال التمرد ضد قوات الحلف الأطلسى، فيما أشار إلى اتهام الجيش والشرطة فى باكستان، حليف واشنطن الأساسى فى مكافحة التطرف الإسلامى، بممارسة التعذيب وبتنفيذ إعدامات خارج القضاء. وانتقد التقرير انتهاكات حقوق الإنسان التى استمرت عام 2009 فى دارفور غرب السودان، حيث لا تزال النساء والأطفال عرضة للعنف وتواصل مجموعات تابعة لحكومة الخرطوم قصف القرى وقتل المدنيين، فيما قتل حوالى 2500 سودانى نتيجة النزاع بين الشمال والجنوب فى السودان.ط كما انتقد التقرير انتهاكات حقوق الإنسان فى جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث قتل أكثر من ألف مدنى فى النزاع بين المتمردين والقوات الحكومية، وفى نيجيريا حيث قامت قوات الأمن بإعدامات بدون محاكمة، فيما لا تزال أعمال القتل والخطف والاغتصاب متواصلة فى دلتا النيجر. وحملت وزارة الخارجية الأمريكية بشدة على وضع حقوق الإنسان فى روسيا، منددة بالضغوط التى تمارس على وسائل الإعلام فى هذا البلد، وبالاغتيالات التى تطاول صحفيين وناشطين حقوقيين فيه وبتدهور الوضع فى فى شمال القوقاز. وندد التقرير أيضا بالتفرقة أو حتى بالاضطهاد بحق الأقليات ولاسيما الاويغور فى تشينجيانغ، المنطقة المسلمة فى شمال غرب الصين، حيث قامت بكين "بتكثيف قمعها الشديد على الصعيدين الثقافى والدينى" بعد المواجهات الاتنية التى جرت هناك. وفى مجال آخر، قال التقرير إن الصين "وظفت آلاف الأشخاص على الصعيدين الوطنى والمحلى" فى إطار جهدها لمراقبة استخدام ومضمون الإنترنت ووقف إمكانية الاطلاع على مواقع أجنبية وتشجيع الرقابة الذاتية. وتطرقت واشنطن من جهة أخرى إلى اتجاه دولى "لمراقبة الأصوات المنتقدة" عبر التكنولوجيات الجديدة، وفق أسلوب "يتجنب لفت أنظار المدافعين عن حقوق الإنسان" والخارج، ويتضمن تهديدات قضائية أو عراقيل اقتصادية وإدارية أو حتى السجن والعنف. من جهة أخرى، اعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية أن كوبا تواصل حرمان مواطنيها من حقوق الإنسان الأساسية بما يشمل الحق فى تغيير حكومتهم وأنها ارتكبت "العديد من التجاوزات الخطيرة". وحول كوريا الشمالية، قال التقرير إن سجل كوريا الشمالية فى مجال حقوق الإنسان "مؤسف"، حيث يقوم النظام بأعمال قتل خارج إطار القضاء وتعذيب كما أشارت إلى تقارير تحدثت عن "إجهاض قسرى وقتل أطفال". وتابع "هناك تقارير باستمرار عن أعمال قتل خارج إطار القانون واختفاء أشخاص واعتقال تعسفى واعتقال سجناء سياسيين وظروف سجن مزرية وأعمال تعذيب". واعتبر مايكل بوسنر المكلف شئون حقوق الإنسان فى وزارة الخارجية الأمريكية الخميس أن التقرير يعتبر الأكمل فى العالم حول وضع حقوق الإنسان.