سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بوتين يجيب عن أسئلة الصحفيين فى 3 ساعات.. الرئيس الروسى: حل الأزمة الأوكرانية يجب أن يكون سياسيًا ومستعدون للوساطة.. والغرب يحاول بناء جدار لعزل روسيا.. والأزمة الاقتصادية ستنتهى فى غضون عامين
عقد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين اليوم المؤتمر الصحفى السنوى العاشر للصحفيين الروس والأجانب، مجيبًا على 53 سؤالًا خلال 3 ساعات و 10 دقائق. وأعلن فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية أن موسكو مستعدة للوساطة حتى استعادة وحدة أوكرانيا السياسية، مؤكدا ضرورة حل الأزمة الأوكرانية بالطرق السياسية وفى أسرع وقت لا ب"الضغط من جهة ما" عبر فرض حصار اقتصادى أو استعمال قوات مسلحة. ووصف بوتين الحصار الاقتصادى المفروض على منطقة دونباس بشرق أوكرانيا بأنه مضر للدولة والشعب الأوكرانى على حد سواء قائلا: "بدلا من بدء حوار سياسى معهم، وجهوا فى البداية ضدهم قوات الأمن والشرطة.. وعندما فشلوا وجهوا صوبهم الجيش، وعندما أخفقوا فى ذلك أيضا يحاولون اليوم حل القضية بالقوة من خلال الحصار الاقتصادى". ويرى بوتين أن الرئيس الأوكرانى بيوتر بوروشينكو يرغب فى تسوية الوضع فى البلاد، إلا أن مسئولين كثيرين فى أوكرانيا يدعون إلى القتال حتى النهاية، ويدلون بتصريحات عدوانية جدا، مؤكدا أن "كييف" يجب أن تحترم مصالح سكان دونباس، وألا تمارس الضغط عليهم إذا رغبت فى إحلال السلام واستعادة وحدة أراضيها. ودعا بوتين كييف إلى حوار سياسى مباشر وشفاف وصريح مع سكان شرق أوكرانيا، وكذلك إلى الالتزام بالاتفاقات الموقعة، فى إشارة إلى الاتفاق حول العفو العام وقانون الوضع الخاص لمنطقة دونباس ،كما دعا الرئيس الروسى إلى تبادل الأسرى فى جنوب شرق أوكرانيا وفقا لمبدأ "الجميع مقابل الجميع" دون شروط مسبقة لكى يعود هؤلاء إلى عائلاتهم قبل حلول أعياد رأس السنة والميلاد، مشيرا إلى ضرورة تدقيق قوائم الأسرى. وأكد بوتين أن سلطات "كييف" لا تسحب قواتها من المناطق التى يجب عليها الانسحاب منها، بما فى ذلك من منطقة مطار دونيتسك، بخلاف قوات دونيتسك التى سمحت للجانب الأوكرانى بتبديل قواتها فى المطار، معبرا عن أمله بأن تكون هذه الخطوة مؤشرا إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق. وقال إن موسكو ستساعد فى استعادة الفضاء السياسى الموحد لأوكرانيا، مشددا على أن موقف روسيا من الأزمة الأوكرانية يستند إلى مبادئ القانون الدولى وحق الشعب فى تقرير مصيره. وأضاف أن روسيا ستواصل تقديم المساعدات لسكان شرق أوكرانيا، مشيرا إلى إرسال موسكو قافلة مساعدات إنسانية عاشرة إلى دونباس اليوم. وأكد بوتين أن المتطوعين الذين يشاركون فى القتال فى جنوب شرق أوكرانيا لا يتقاضون أموالا مقابل ذلك وبالتالى فإنهم ليسوا مرتزقة. وبشأن مصير قائدة الطائرة المقاتلة الأوكرانية "ناديجدا سافتشينكو" المعتقلة لدى روسيا، أكد بوتين أن السلطات الروسية ستفرج عنها فورا فى حال إثبات عدم تورطها فى مقتل صحفيين روس، وإلا فإنها ستعاقب وفقا لقرار المحكمة. ومن جهة أخرى، أكد فلاديمير بوتين أن كأس العالم الذى سيقام فى روسيا عام 2018 سيكون أحد عومل تطوير روسيا والمال الذى سيتم صرفه لهذا التطور غير مهم. وأضاف بوتين، أن روسيا نجحت فى إعداد وعقد أولمبياد الألعاب الشتوية فى سوتشى، فى عام 2014 ووصلت للتو لأكثر مما كانت تريده، مشيرا إلى أن كل ما أرادت روسيا تحقيقه فى إعداد وعقد دورة الألعاب الأولمبية، وصلت إليه وإلى أكثر منه، وشكرا جزيلا لجميع شركائنا الرياضيين والرياضيين المعاقين الذين هم الأبطال الحقيقيين لهذه الأحداث. من جهة أخرى قال الرئيس الروسى إن روسيا لا تدفع من خلال العقوبات الغربية المفروضة عليها ثمن انضمام القرم إليها، وإنما ثمن رغبتها فى الحفاظ على هويتها الوطنية وحضارتها وبعد سقوط جدار برلين لم يتوقف الغرب عن إقامة جدار لعزل روسيا. واتهم فلاديمير بوتين حلف الناتو بالتوسع نحو الشرق رغم وعود قطعها على نفسه بعدم فعل ذلك، موضحا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تخلق مخاطر وتهديدا لروسيا من خلال نشرها للدرع الصاروخية وتطويرها. وردا على سؤال بشأن تأزم العلاقات الروسية الغربية، قال بوتين خلال مؤتمره الصحفى السنوى العاشر إن الغرب يتصرف بعد انهيار جدار برلين وكأنه امبراطورية فوق الجميع، وحلف شمال الأطلسى يتوسع باتجاهين نحو الشرق وينشر الدروع الصاروخية فى أوروبا على الحدود الروسية، معتبرا أن هذا النهج لا يختلف عن بناء جدار جديد بين الغرب وروسيا ولو كان وهميا. وشدد بوتين على أن الغرب لم يتوقف قط عن وضع الحواجز فى وجه روسيا رغم محاولات موسكو التعامل معه بدون خطوط تقسيم فى أوروبا والعالم. وأكد الرئيس الروسى أن موسكو لا تهاجم الغرب سياسيا، وإنما تعمل على حماية مصالحها، وقال الرئيس ردا على أحد الأسئلة: "قلتم إن روسيا ساهمت بقدر معين فى التوتر الذى نراه فى العالم الآن، لقد ساهمت روسيا بقسطها، ولكن بمعنى أنها تعمل بمزيد من الشدة على حماية مصالحها الوطنية". وأضاف بوتين: "نحن لا نهاجم أحدا سياسيا، وإنما نحمى مصالحنا فقط". وقال إن "استياء شركائنا الغربيين، وقبل كل شىء الأمريكيين مرتبط بذلك بالذات، وليس بقيامنا بأعمال معينة فى مجال الأمن من شأنها إثارة التوتر". وفى الوقت ذاته أشار بوتين إلى أن الولاياتالمتحدة تخلق مخاطر لروسيا من خلال نشر عناصر منظومة الدرع الصاروخية فى أوروبا الشرقية. وتساءل بوتين بهذا الخصوص: "من انسحب من طرف واحد من المعاهدة التى تعتبر من أحجار الزاوية لمنظومة الأمن الدولى كلها؟ نحن؟ لا، الولاياتالمتحدة هى من قامت بذلك". وأكد أن روسيا تريد تطوير علاقات طبيعية مع الغرب فى مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، وستتعامل مع الشركاء فى المسائل المتعلقة بعدم انتشار السلاح النووى، ومحاربة المخدرات والجريمة وانتشار الأمراض الخطيرة. وشدد على أن روسيا ستبنى علاقاتها مع الغرب على أساس مبدأ التكافؤ واحترام مصالحها الوطنية. وقال الرئيس الروسى إن موسكو مستعدة لاستقبال رئيس جورجيا أو رئيس وزرائها فى موسكو، إذا اعتبرت القيادة الجورجية ذلك ممكنا. وأعاد بوتين إلى الأذهان أن روسياوجورجيا تمكنتا من إيجاد لغة مشتركة أثناء المفاوضات الخاصة بانضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية، وأن موسكو فتحت سوقها للسلع الجورجية مقابل موافقة تبليسى على انضمام روسيا إلى المنظمة العالمية. واعتبر الرئيس الروسى تلك الخطوة الجورجية إشارة جيدة جدا، وأكد استعداد موسكو لمواصلة تطوير التعاون مع الدولة المجاورة. وأشار بوتين إلى أن الأمور فى العلاقات الثنائية تعقدت بعد اعتراف روسيا باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، داعيا فى البداية إلى إقامة اتصالات مباشرة بين تبليسى وسوخوم وتسخينفال على الأقل. وقال الرئيس الروسى إن الوضع فى جورجيا وتفكك البلاد يذكّر بما يحدث الآن فى أوكرانيا من قتال وعمليات قمعية، مشيرا إلى أنه حذّر الرئيس الجورجى السابق ميخائيل سآكاشفيلى من القيام بعمليات قتالية، لكنه لم يستمع إلى نصيحة بوتين. وأشار بوتين إلى أن الرئيس الجورجى السابق هارب من بلاده الآن، ولا يستطيع الحصول على تأشيرة عمل فى الولاياتالمتحدة. واعتبر بوتين أن روسيا التى تشهد أسوا أزمة مالية منذ 1998 ستعود إلى النمو فى غضون عامين فى أسوأ الأحوال، موضحا أن الخروج من الأزمة أمر "حتمى"، لا سيما وأن الاقتصاد العالمى يواصل النمو، معتبرا أن الإجراءات التى اتخذتها الحكومة والبنك المركزى لمواجهة الأزمة "مناسبة". وقال الرئيس الروسى، إن الاقتصاد الروسى نما بنسبة 0.6% فى عام 2014، وسنتتخذ تدابير لمنع تدهور أسعار النفط، واحتياطاتنا المالية ستمكننا من مواجهة العجز، لافتا إلى أن ما تمر به روسيا حاليا ليست أزمة بل هى مشكلات، وهناك احتمال أن يستمر سعر النفط فى الهبوط وهذا يعمل على هبوط قيمة العملة الوطنية، ولكن تعمل الدولة على حلها تلك المشكلات. وأضاف بوتين، أنه لا يمكن إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لمدة طويلة، وسيعمل الاقتصاد على إعادة هيكلة نفسة خلال الفترة المقبلة، ولا يجوز هدر العملات الاحتياطى من العملات الأجنبية، مشددا على أن الحكومة ستتخذ تدابير لمواجهة الصعوبات التى تواجه الدولة واقتصادها. وأوضح أنه فى أسوأ الظروف الاقتصادية الخارجية ستستمر الأزمة سنتين وقد تستغرق أقل من ذلك داخل الدولة، لأن الوضع الاقتصادى الراهن سببه الرئيس عوامل خارجية، لافتا إلى أن تأقلم الاقتصاد مع الأسعار المنخفضة لمصادر الطاقة مسألة وقت فقط، وستقوم الدولة بتنويع الاقتصاد وستعود الأمور إلى مجراها الطبيعى ولا مفر من ذلك للخروج من الازمة الحالية. موضوعات متعلقة: بوتين: كأس العالم عام 2018 سيكون أحد أسباب تطوير روسيا